كيف ساهم الشعراوي في اعتزال شادية الفن؟

رحلت الفنانة القديرة شادية عن الحياة أمس، عقب صراع مع المرض عن عمر يناهز 86 عامًا، تاركة مسيرة مليئة بالكثير من الأعمال الفنية الرائعة، التي تنوعت بين الأغنيات والأفلام السينمائية، جسدت خلالها مجموعة متنوعة من الأدوار والشخصيات، لكنها قررت في الثمانينات التوجه إلى المسرح وتقديم واحدة من أروع الأعمال المسرحية المصرية "ريا وسكينة".


تألقت شادية في المسرحية رفقة سهير البابلي، والفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، من خلال عدد من المشاهد الكوميدية الغنائية.

خلال أيام عرض المسرحية الشهيرة، تلقت خبر إصابتها بمرض سرطان الثدي، الذي كان بمثابة صدمة لها، ومع ذلك مثلها كالكثيرين من ممثلي الكوميديا الذين يضحون بأوجاعهم وراء وجه يضحك يمنح السعادة للآخرين، استكملت عملها باحترافية، وقررت أن تسافر للخارج من أجل تلقى العلاج، فقصدت فرنسا في ذلك الوقت.

وخضعت شادية لعملية استئصال لأحد ثدييها، وقدمت آخر عمل لها الذي قررت بعده الاعتزال وأداء فريضة الحج مع التبرع ببيتها الخاص ليكون مركز لأبحاث السرطان حتى يفيد المرضى.

في عام 1984، قررت شادية اعتزال الفن نهائيًا، وتجنب الحياة الاجتماعية، في لحظة قالت عنها في أحد حواراتها: "لأننى في عز مجدي أفكر في الأعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا، لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها".

رفضت شادية بعد الاعتزال إجراء أي مقابلات صحفية، لكن بعد عدة أعوام نجحت الإعلامية هالة سرحان في إجراء حوار نادر معها عام 1994، تحدثت فيها عن أسباب وملابسات قرار اعتزالها فقالت: "هي جت في ثواني، بعد أغنية خد بإيدي قررت الاتجاه لهذا اللون، فأحضرت مؤلفين وملحنين وقعدنا نسجل أغاني في الريكوردر لأحفظها، فوجدتني مش عارفة أحفظ، مخي في الصلاة وقراءة القرآن، فقلت يارب أعمل إيه، آجي أحفظ مش قادرة".

وأضافت: "جريت وركبت سيارتي بعد صلاة الظهر تقريبا، وذهبت للشيخ الشعراوي، وقلت له أنا جاية أسألك في حاجة وأمشي، أنا بعد ما غنيت خد بإيدى، قلت يارب أنا هغني أغنيات دينية بس، وأنا دلوقتي مش قادرة أحفظ وعاوزة أتحجب"، فقال لها الشيخ الشعراوي: "انسي أنك شادية المغنية، فأنت الآن سيدة فاضلة عرفت طريق الحق تبارك وتعالى"، وبالفعل كانت هذه الكلمات بداية تحول شادية الحقيقي، ومنذ تلك اللحظة انقطعت صلة شادية تماماً عن عالم الفن.

وحين قرر مهرجان القاهرة السينمائي تكريمها وانتظر الجمهور رؤيتها اتصلت بالشيخ الشعراوي لتأخذ رأيه في حضور حفل تكريمها قال لها "لا تعكري اللبن الصافي"، فرفضت الحضور.