المصمم أحمد البدوي " العين جواز مروري إلى مشاعر المرأة وذوقها "

إذا كانت وظيفة العين بالنسبة للإنسان هي تبصيره بالعالم المحيط به، وجعله يتواصل مع الأشياء والموجودات من حوله، فإنها بالنسبة لمصمم الأزياء أحمد البدوي جواز مروره إلى فهم مشاعر المرأة وميولها وذوقها في اختيار ملابسها. ما شجعه على التركيز عليها وعلى تجسيدها في تصاميمه، ما توحي به من مشاعر مختلفة مثل الحب، الطمأنينة، الرضا، الوهج، الغيرة وغيرها، إذ ان العين، كما يراها البدوي، لغة معبرة عما يجول في أعماق المرأة، حيث يأتي رسم العين والجفون والرموش على فستان العروس، كمثال، بأسلوب معبر عن كل حالة شعورية.


وأشار البدوي إلى أن المرأة تهتم كثيراً بمختلف النظرات ومعانيها، والعين كما هو معروف تعد المحرك الأول للجسد والأحاسيس والمشاعر. ويضيف: «حرصاً على هذه النقطة المهمة، أكدت قبل تنفيذ مجموعتي على توصيل هذه المعلومة للعاملين معي، بتقديم دورات متخصصة في لغة الجسد لتوعيتهم بأهمية العين كمحرك رئيسي للعلاقات».

ويرى البدوي أن الأمر لا يقتصر على العين فحسب، بل إن رسم الرموش وانكسارات الحاجب يعطي أكثر من انطباع ومعنى، فهذه العناصر كلها عوامل مساعدة ومكملة للعين. فأسلوب الرسم يختلف من حالة إلى أخرى، فمثلاً انخفاض الجفون قليلاً يعطي انطباعاً بالرضا وتقبل الآتي، وفي بعض الأحيان نغلق جفناً أكثر من الآخر لإعطاء انطباع وإحساس بالتربص، وكذلك العين التي ترسم وهي تنظر إلى اليمين أو إلى اليسار، فهي تعطي انطباعاً بانتظار المجهول، والعديد من السيدات في الخليج يملن إلى هذه النوعية من المعاني والإيحاءات في أزيائهن.

ويتابع البدوي «مر بي بعض المفارقات عند عرض مجموعة (عين) على العملاء، فهناك من العميلات من طلبت فستانا يعبر عن حزنها، وأخرى تطلب رسماً للعين يوحي بالانصياع للزوج، وثالثة تطلب رسم عينين خجولتين بعيدتين عن التمرد وهكذا».

ولفت المصمم ايضا إلى أهمية أن تطل مجموعته كل فترة بفكرة تجسد خطاً جديداً وفكرة متجددة. فهو، كما يؤكد، حرص عند اختياره لمجموعته (عين) هذا العام على ربط المشاعر المنقولة بالرسم ببعض القصائد العربية الدالة على نفس المشاعر، وأضيفت بصورة إبداعية إلى الفستان لتعطي هوية عربية للقطعة وتحمل بصمة واضحة للمصمم، اضافة إلى أن الفستان المنفذ بفكرة معينة، ووصف شعري لحالة خاصة يشير إلى دفء العلاقة بين التصميم وصاحبته.

وكشف البدوي ايضا أن هذه المجموعة لم تنفذ بهدف تجاري فحسب، حيث روعي فيها العلاقة الحميمة بين القطعة وصاحبتها، ففستان الزفاف، مثلا، يكتسب على يده شكل رسالة أو سيرة ذاتية، او بعبارة أخرى يبوح بما تكنه العروس وتعجز عن التعبير عنه من مشاعر. وعادة ما يكون هذا الفستان محور نقاشات مفتوحة، حيث تبدأ الحاضرات في الحفل بالتمعن والتحدث عن معاني هذا الشعر وعلاقته برسم العين وإيحاءاتها، وقد يصلن إلى ما يحمله الفستان من رسالة وتصوير للحالة التي تعيشها العروس، كما قد يفشلن في التوصل إليها فيبقى الأمر برمته لغزا وحديثا مشوقا.