الموضة تجتاح العباءات الخليجية والثمن بآلاف

باتت العباءات السوداء الطويلة التي ترتديها نساء الخليج تتبع اهواء الموضة وتبرق بالف ضوء، فهي تارة تزدان بقطع الكريستال البراقة وتارة باللالئ وقد تطرز ايضا بزهرات من الساتان او بالاقمشة المزركشة. والعباءة التي تلبس في الأعراس، يجب ان تكون مترفة بقدر الثوب الانيق الذي تغطيه، فكلما زاد بريقها تألقت اكثر فاكثر.


 وقد ظهرت في الفترة الأخيرة أشكال فريدة من العباءات خصوصا في السعودية التي تعتبر ربما السوق الأكبر لهذا الزي. واعتبر خبراء الموضة أن تشكيلة جديدة  يطلق عليها " الفراشة " موضة 2006، ويتراوح سعرها ما بين 1000 و5000 ريال.

 وبالرغم من الافكار اللامتناهية في تزيين العباءة، يبقى الامر الثابت هو لونها الاسود. اما بالنسبة للاقمشة التي تصنع منها العباءات، فتبقى قماشة الكريب الاكثر رواجا في الامارات العربية المتحدة. وتقول الوسيطة المالية الاماراتية هناء محسن (26 عاما) "هنا، علينا ان نرتدي العباءة، وكسائر الناس الذين يفتخرون بثيابهم، نحن ايضا نتباهى بعباءاتنا".

 وتقول محسن اثناء اختيارها عباءة من احد المتاجر في دبي "يجب ان تكون العباءة سوداء لكن المصممين يضيفون اليها بعض التحديث. ففي الاعراس، يمكن للعباءات ان تكون اغلى ثمنا من الثوب الذي تغطيه". وتتابع "كما اختار حقيبة او خاتما، كذلك اختار عباءاتي واكرس لها خزانة كاملة".

 وتقول في هذا السياق انها مستعدة لدفع حتى ثلاثة الاف درهم (820 دولارا) لشراء عباءة تحضر فيها احد الاعراس، وقد تدفع 1500 درهم (410 دولارات) لشراء عباءة مخصصة للمناسبات الاخرى.

 ويجب ان تكون العباءة متناسقة مع "الشيلة"، وهي الوشاح الواسع الذي يغطي الرأس، ويمكن لشيلة مزركشة ان تضفي تألقا على عباءة بسيطة.

 وتفسر طالبة جامعية اماراتية في التاسعة عشرة من عمرها لماذا طرزت شيلتها بقماشة الجينز. وتقول بينما تفتح قليلا عباءتها عند مستوى القدمين، "السبب هو انني البس الجينز".

 تصاميم منوعة
ويوضح السوري عامر بطح الذي يدير متجرا لبيع العباءات ان تصاميم العباءات تتنوع بشكل كبير. وقال بطح وهو يحمل عباءة معروفة باسم "الفراشة" لان اكمامها تشبه جناحي الفراشة عند رفع الذراعين، "هذا تصميم الفراشة وهو رائج هذه الايام، كما ان هناك ايضا التصميم الفرنسي وهو ضيق من الاعلى ويتسع شيئا فشيئا في الاسفل".

 ويقول تاجر آخر يدعى حسان حميدي ان "الكويتيات يعشقن العباءات بتصميم الفراشة". ولا يزال الدانتيل الاسود يستخدم في تزيين العباءات، الا ان قطع كريستال شواروفسكي، الملونة او الشفافة، تلقى حاليا رواجا كبيرا. ويقول حميدي "انها تتميز ببريق فريد من نوعه وهي لا تزول في الغسيل".

 من جهته، يتذكر المصمم الايراني سيف الله نورائي الذي يدير فرعا لاحد المتاجر الهامة لبيع العباءات، ايام كانت النساء الخليجيات يكتفين بوضع العباءات السوداء البسيطة المؤلفة من قطعة واحدة والتي تغطي المرأة من راسها الى قدميها.

 ويقول "الان، تتبع السيدات الموضة في كل شيء، فلا يمكن للمرأة مثلا ان تلبس عباءة بمئة درهم (27 دولارا) فوق فستان من تصميم جورجيو ارماني".

 واضاف "بما ان الاسود هو قاعدة لا يمكن الخروج عنها، نتفنن في التصميم". ويعرض هذا المتجر عباءات مخاطة ومطرزة يدويا يصل سعرها الى الفي دولار، والسعر يرتفع بحسب نوع التزيين على العباءات.

 ويقول نورائي "طبعا، ليس الكل يلبس عباءات مزينة بالكريستال، كما ان الناس لا يقودون جميعهم سيارات رولز رويس". وتقول ربة المنزل الاماراتية عائشة عبدالله ان "بعض النساء يقمن ببيع عباءات يصممنها في المنازل، وهي عباءات لا تكلف كثيرا". لكن العباءة البسيطة التقليدية التي يبلغ سعرها حوالى 55 دولار، لا تزال رائجة في امارة دبي العصرية، خصوصا في صفوف الجيل القديم. الا ان محبذي العباءات العصرية يعتبرون انه يمكن الجمع بين الحشمة والموضة.

 ويقول الكويتي راشد محمد وهو يتنزه مع زوجته المغربية "لا يمكن ان اسمح لزوجتي بان ترتدي لباسا قصيرا بينما انا البس الدشداشة". وقد لا يكون راشد مدركا ان زوجته التي تلبس عباءة مرصعة بقطع معدنية ذهبية مع شيلة متناسقة، قد تلفت الانظار اكثر من امرأة اقل جمالا منها ترتدي لباسا قصيرا. ويقول في هذا السياق "ان العباءات حاليا محتشمة وتتبع الموضة في آن واحد".