الوخز بإبر النحل .. أحدث صيحة للعلاج في مصر

مئات من المصريين يترددون يوميا على مركز بحوث عسل النحل التابع لكلية الزراعة البيئية في العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، حيث يعالجون بالوخز بإبر النحل، في إطار برنامج يتبناه مركز بحثي علمي يخضع لإشراف طبي بجامعة قناة السويس المصرية للعلاج بسم النحل.


ويقول باحثون بالمركز الحكومي، الذي يقدم خدماته مجانا، انه يمكن بوخز النحل وسمه معالجة أمراض مثل الروماتيزم والتهاب المفاصل والانزلاق الغضروفي وضمور العصب السمعي والروماتويد وعرق النساء وخشونة العظام وضيق الشرايين والصداع المزمن، وان عملهم يعتمد أساسا على الطبيب الذي يشخص المرض.

 أما بالنسبة للالتهاب الكبدي الوبائي فان لسع النحل لا يؤدي الى الشفاء منه، وانما يساعد على استقرار الحالة.

ويتم العلاج بوخز النحل داخل المركز عن طريق وضع النحلة على المكان الذي يوجد به الألم وتتم عملية الوخز بجرعات تدريجية.

وتتضمن خطة العلاج داخل المركز إلى جانب الوخز اتباع نظام غذائي على رأسه عسل النحل، مضافا إليه الغذاء الملكي وحبوب اللقاح بجانب نظام غذائي خاص، كما يتضمن البرنامج التدرج في وخز النحل.

ويقول الدكتور محمد نجيب شحاتة، مدير المركز وعميد كلية الزراعة البيئية بالعريش، إن المحور الأساسي للعلاج بلسع النحل يقوم على تقوية جهاز المناعة للمريض.

ويضيف أن سم النحل يعمل على تقوية جهاز المناعة، الذي يعتبر رمانة الميزان للجسم، وطالما كان قويا لا يستطيع أي مرض أن يتغلب عليه.

ويقول إن المركز يعمل حاليا على مرضين أساسيين، هما ضمور خلايا المخ وفيروس سي، موضحا أن ضمور خلايا المخ مرض ليس له علاج في العالم، سواء طبيا أو بالجراحات، وان المركز نجح في تحسين حالة العديد من المرضى المصابين بهذا المرض، من خلال العلاج بوخز النحل.

ويواصل قائلا: إن هناك بحثا علميا منشورا أجراه المركز مؤخرا بالتعاون مع أطباء قسم المخ والأعصاب بجامعة قناة السويس، اثبت أن وجود تحسن ملحوظ في كل حالات الشلل الدماغي للأطفال، الذين اجري عليهم البحث، وذلك بعد تعرضهم للعلاج بوخز النحل، وكان التحسن في الوظائف الحركية والمهنية.

وأضاف، أن البحث العلمي كان من خلال دارسة حالة ستة أطفال مصابين بالشلل الدماغي، تم علاجهم بواسطة الوخز بالنحل، بالإضافة إلى العلاج الدوائي التأهيلي وطرق التخاطب.

ويتابع نجيب أن العلاج بلسعات وسم النحل علاج استكمالي للطبيب، فيجب على المريض الذي يأتي إلينا أن يكون قد تم تشخيص حالته جيدا بواسطة أطباء متخصصين، وبناء على التشخيص نقوم بعملية العلاج، ويقول إن العلاج داخل المركز مقتصر فقط على وخز النحل، وتناول غذاء الملكات، من دون استخدام أي أدوية طبية.

وفي حديقة المركز كان هناك العشرات من المصريين من السيدات والرجال وكبار السن، بعضهم جاء يسير على عكازين والبعض الآخر محمولا، حيث ينتظر الجميع دورهم لتلقي وخزة من النحل، وهي عملية تتم مرتين أو ثلاثة أسبوعيا في مكان الألم.

يقول صلاح محمود، 45 عاما، وهو من سكان مدينة العريش، ومصاب بفيروس سي: سمعت أن هناك علاجا مجانيا للسع بالنحل، فحضرت على الفور.. الطبيبة أجرت لي كشفا طبيا بعد الاطلاع على كل التقارير الطبية السابقة، قريب لي كان يعالج هنا يقول إن حالاته تحسنت كثيرا.

ويقول الحاج سليمان أبو عابد، 55 عاما، (سائق): تعرضت لحادث سيارة ونصحني العديد من الأطباء ببتر ساقي، لان الجلد كان على العظم كما ان ذاكرتي كانت قد ضعفت كثيرا.. بعد انتظامي في العلاج بوخز النحل هنا منذ ستة أشهر بدأت ساقي تتحسن تدريجيا، كما زال الانتفاخ الذي كان موجودا بها».

ومن أشهر حالات ضمور خلايا المخ، التي حقق المركز تقدما كبيرا في علاجها حالة الطفل محمد، 12 عاما، الذي كان يعاني من ضمور في خلايا المخ، وظل سنوات طويلة بدون حركة أو نطق.

ويقول والده أسامة آسر عبد الرسول: «محمد ولد بهذا المرض، ومنذ ولادته كان لا يتحرك ولا ينطق.. حاولت علاجه عند الكثير من الأطباء ولكنهم أبلغوني أن هذا المرض لا يوجد له علاج حتى الآن في أي مكان في العالم».

ويضيف: «حضرت إلى المركز قبل نحو عام وخضع ابني لخطة علاج مكثفة، حيث كان يتم لسعه بالنحل ثلاث مرات أسبوعيا، وبعد ستة أشهر بدأ التحسن في حالاته يظهر، بدأ ينطق ببعض الكلمات البسيطة جدا كما تمكن من الحركة والسير لخطوات بسيطة».

ولا يترك وخز النحل أي ورم أو التهابات في مكان الوخز، حيث يتم وفق خارطة خاصة بجسم الإنسان، توضح مواضع الوخز، وذلك بهدف عدم الرجوع لنفس المواضع إلا بعد مرور عدة أيام لضمان راحة المريض.

وتقول ناهد علي سليم ـ ربة منزل ـ كانت تتلقى وخزة حيث تعالج من مرض الفشل الكلوي، الذي أصيبت به قبل عامين: «حالتي تحسنت كثيرا بعد 7 أشهر من الوخز، أذهب للمستشفى مرتين فقط أسبوعيا لجلسات الغسيل الكلوي بدلا من ثلاث مرات قبل العلاج داخل المركز».

وتضيف أنها تشعر أيضا بتحسن جهازها المناعي وأن نشاطها أصبح أفضل من السابق.

وتقول طبيبة المركز مريم محمد، إن رحلة العلاج للمريض داخل المركز تبدأ بدراسة كافة التقارير الطبية والتحاليل والأشعات، التي يحضر بها إلى المركز، ثم يتم توقيع الكشف الطبي عليه وفحصه جيدا للوقوف على حالته جيدا، ويطلب منه استكمال بعض التحاليل والأشعات المطلوبة.

وتضيف أن كل هذه التقارير والفحوصات تعرض على مدير المركز حيث يقوم بوضع خطة العلاج، وتتم متابعة الحالة لمدة ستة أشهر.

ويتم الكشف الطبي على المرضى من خلال عيادة طبية ملحقة بالمركز، الذي يضم أيضا معملا لفحص العينات، ومحطة إنتاج الطرود وغذاء الملكات.

وأثناء وجودك داخل المركز تلاحظ وجودا كثيفا لخلايا تربية النحل، الذي يستخدم في الوخز، حيث تموت النحلة بعد الوخزة الأولى.

ويقول بعض الخبراء العاملين في المركز إنهم يعكفون حاليا على دارسة جديدة قد تفيد في استخدام النحلة في الوخز أكثر من مرة.

وليس للعلاج بلسع النحل أو سم النحل، أو أي منتج من منتجات عسل النحل، اية آثار جانبية كما أثبتت التجارب داخل مصر وخارجها.