النقرس مرض يمكن علاجه

اعتاد البعض من الناس على الشكوى من مختلف أوجاع الجسم، الظاهرة منها والخفية. ويأتي في مقدمتها وأكثرها شيوعًا آلام المفاصل، التي أصبحت تضايق الصغار قبل الكبار والأغنياء قبل الفقراء، حتى ارتبطت بقائمة مجموعة الأمراض الشائعة في العصر الحديث.


وهؤلاء الشاكون هم على حق في تبرمهم وسرد قصص مرضهم على القريب والبعيد عنهم، ناهيك بأطبائهم.

آلام المفاصل، على اختلاف أنواعها وحجم المفصل أو المفاصل التي تصيبها، فإن معظمها يباغت مفاصل الجسم بآلام حادة وشديدة، بما فيها مفاصل الوجه الصغيرة وتحت الجلد في منطقة الكوع أو الأذن ومفاصل أصابع القدمين، مما يشد تفكير الطبيب بعيدًا عن وضع التشخيص الصحيح.

وقد ترتفع درجة الحرارة، ثم لا تلبث أن تزول هذه الأعراض نهائيًا في ظرف أسبوع أو أكثر، لتعاود الظهور مرة ثانية على فترات تمتد لعدة أسابيع أو أشهر أو سنين.

ويتوحد سبب الإصابة، أيًا كان المفصل المصاب، في وجود اختلال في حمض اليوريك في الجسم، أي زيادة نسبة أملاح حمض البوليك (uric acid) في الدم، مما يؤدي إلى ترسب هذه الأملاح في الأغشية الداخلية للمفصل وفي عظام المفصل، محدثة آلامًا مميزة لمرض النقرس، فهي تأتي على شكل نوبات مفاجئة وحادة واحمرار وألم وتورم في المفصل، وغالبًا في مفصل الإصبع الكبير للقدم، مما يعيق الشخص عن المشي أو الوقوف، ولهذا أطلق عليه اسم «مرض عدم القدرة على المشي».

ويمكن للنقرس أن يوقظ المريض في الليل ويشعر المريض بأن المفصل المصاب ساخن، ومتورم ومؤلم لدرجة أنه لا يتحمل غطاء الشرشف. لحسن الحظ، النقرس مرض يمكن علاجه والوقاية منه.

ومن المهم أن يتعرف الجميع على أسباب الإصابة بالنقرس، التي تتلخص في الآتي: كثرة تناول البروتينات الحيوانية، وتناول بعض المستحضرات الطبية كخلاصة الكبد، وأخذ عقاقير مدرة للبول وخافضة لضغط الدم، وقد تكون السمنة وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم هما السبب، خصوصًا إذا وجد تاريخ عائلي بالإصابة بفرط حمض اليوريك في الدم، حيث تلعب الجينات الوراثية دورًا أيضًا في الإصابة بهذه الحالة، وأخيرًا قد يكون السبب قلة النشاط والحركة نتيجة حياة الكسل والخمول، والبقاء لفترات طويلة في السرير.

مرض النقرس أحد اضطرابات الهضم والاستقلاب. ويمكن تشخيص المرض بدقة بملاحظة الأعراض المميزة له وأهمها آلام حادة بالمفصل، مع ظهور تورم واحمرار حوله، ثم بإجراء تحليل مخابري للكشف عن زيادة نسبة حمض البوليك في الدم وعمل أشعة.

وننصح هؤلاء المرضى بالتالي:
- أخذ أحد المسكنات اللا استيرودية المضادة للالتهاب.

- إيقاف تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين، ومدرات البول التي تتسبب في ارتفاع نسبة حمض البوليك في الدم.

- شرب كميات وفيرة من الماء لتخفيف تركيز حمض البوليك في البول، ومن ثم تقلل من خطر تكون حصوات الكلى.

- الامتناع عن المشروبات الكحولية التي تقلل من قدرة الجسم على إخراج حمض البوليك.

- الإقلال من تناول المأكولات الغنية بالبروتينات مثل: الكبد، الكلى، والسردين، لأنها تزيد مستويات حمض البوليك.

- الإقلال من تناول البازلاء والحبوب المجففة.

- المحافظة على الوزن المثالي وتخفيف الوزن.

- الحركة والابتعاد عن حياة الكسل.