دراسة طبية تبحث في النسب بين التدخين والأصابة بالسكتة الدماغية

تشير الدراسات الاستطلاعية إلى زيادة مضطردة في عدد المدخنين في العالم، وبشكل خاص في الدول النامية، وإلى ارتفاع نسبة الإصابة بالسكتات الدماغية ووجود نتائج سلبية عقب الإصابة بالسكتة تصل إلى الوفاة، مما يشير إلى ارتباط التدخين بالوفاة بعد السكتة الدماغية وعلاقته بالمسببات الأخرى.


ووفقًا للدراسة التي قدمت في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب ((the American Academy of Neurology، (AAN)، الذي عقد في أبريل (نيسان) الماضي في مدينة فانكوفر الكندية، فقد وُجد أن الناجين من السكتات الدماغية واستمروا في التدخين كانوا أكثر عرضة للموت، مقارنة مع أولئك الذين لم يدخنوا قط، وأيضًا بأولئك المدخنين سابقًا.

وقام باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجيليس بإجراء دراسة لتقييم انتشار التدخين بين الأفراد الذين لديهم تاريخ إبلاغ ذاتي عن الإصابة بالسكتة الدماغية، وذلك باستخدام البيانات من دراسة المسح الاستطلاعية (NHANES) التي أجريت خلال الفترة من 1988 - 1994 بعنوان الصحة الوطنية والفحص الغذائي، لتحديد معدل الوفيات حتى عام 2006.

تم استخدام الطريقة الإحصائية المعروفة باسم نماذج انحدار كوكس (Cox regression models) لتحديد العلاقة بين حالة التدخين، والوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية وجميع أسباب الوفاة الأخرى، بعد تعديل المتغيرات الاجتماعية والديموغرافية (العمر، الجنس، العرق، الجنسية، الدخل والتعليم) والأمراض المصاحبة الأخرى (ارتفاع ضغط الدم، السكري، ارتفاع الكولسترول، وتاريخ احتشاء عضلة القلب).

ووجد الباحثون أن من بين الذين درست ملفاتهم وكان عددهم 31126 شخصًا بالغًا، أعمارهم 20 سنة أو أكبر قليلاً، كان هناك 648 شخصًا أصيبوا بالسكتة الدماغية سابقًا، وكان من بينهم 114 (17.6 في المائة) من المدخنين الحاليين، و258 (39.8 في المائة) من المدخنين السابقين، و276 (42.6 في المائة) لم يدخنوا قط.

بعد تعديل العوامل الاجتماعية والديموغرافية، ظهرت النتائج كالتالي: كانت نسبة المخاطر المعدلة لدى المدخنين الحاليين بالنسبة لاحتمالات الوفاة من بين كل أسباب الوفيات الأخرى أعلى مقارنة بالذين لم يدخنوا أبدًا في السابق بنسبة 2.37 في المائة، وكانت مقارنة بالمدخنين السابقين (1.66 في المائة).

واستمرت هذه العلاقة بنفس الوتيرة حتى بعد تعديل العوامل المرضية الطبية الأخرى (2.42 و1.74 في المائة على التوالي).

وبالنسبة للمدخنين الحاليين، فقد وجد أن لديهم ميلاً لاحتمالات الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل خاص أعلى بالمقارنة مع الذين لم يدخنوا أبدًا، وأظهروا تقلصًا في هذه العلاقة بعد تعديلها طبقًا للأمراض الطبية المصاحبة الأخرى.

تؤكد هذه النتائج على أهمية القيام بالمشورة الطبية للمدخنين للإقلاع عن التدخين من أجل تحسين النتائج بعد إصابتهم بالسكتة الدماغية.