دراسة حول سوء استخدام الأشعة المقطعية للأطفال

لقد تعود الأطباء الجراحون على استخدام فحص الأشعة المقطعية CT Scan عند وضع التشخيص النهائي للحالات المرضية، رغبة في الدقة عند وضع خطة العلاج، سواء الجراحي أم الدوائي، ومنها التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال. وخوفا من سوء استخدام الأطباء عامة في طلب مثل هذا النوع من الفحوص، وما قد ينجم عنه من مضاعفات، قامت مجموعة من الأطباء بعمل دراسة حول تأثيرات الأشعة على الأطفال.


وقدمت هذه الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لأشعة رونتجن the American Roentgen Ray Society، ووجدت أن الزائدة الدودية عند جميع الأطفال الذين أخذت لهم أشعة سينية كانت تقع دون مستوى الفقرة القطنية الأولى (L1)، وكانت جميع مواقع الزائدة الدودية الملتهبة الحادة دون مستوى الفقرة القطنية الثالثة (L3).

وبالاعتماد على عمر المريض، ومقدار الاشتباه السريري حول تشخيص الحالة، فإن مجال الرؤية في أثناء العمل الجراحي كان ينخفض بالتمديد إلى مستوى الفقرة القطنية الأولى L1، أو الثالثة L3.

وكان من أهم النتائج الرئيسية في هذه الدراسة أن واحدا وثلاثين في المائة من الأطفال كان لديهم التهاب حاد في الزائدة الدودية، و12 في المائة كانت الزائدة قد انفجرت عندهم، أو أنها انثقبت. ووجد أن جميع الزوائد الدودية عند الأطفال المصابين بالتهاب حاد في الزائدة الدودية دون مستوى الفقرة القطنية الثالثة L3، وبشكل أكبر عند مستوى الفقرة القطنية الخامسة L5.

ولم يتم تصوير الزائدة في 10 في المائة من المرضى. وبوجه عام، كانت جميع الزوائد الدودية تقع عند تصويرها دون مستوى L1، وكانت هناك زائدة دودية واحدة فقط عند مستوى L1 تماما، وزائدة دودية واحدة أخرى تقع على مستوى L2، وتقع الزوائد المتبقية الأخرى دون مستوى L3. وكانت جميع تلك الزوائد الملتهبة لأطفال في مرحلة المراهقة المتأخرة (16 و17 سنة). أما بالنسبة للعمر، والجنس، والتشخيص فلم يكن لها أي تأثير على موقع الزائدة.

وكانت لدى 3 في المائة من الأشخاص تشخيصات بديلة، مثل الالتهاب الرئوي الفصي الأوسط، والتهاب الحويض الكلوي الأيمن، والتهاب البنكرياس، وانسداد الأمعاء، والتهاب المثانة. وتم تقديم هذه النتائج أخيرا في المؤتمر ARRS الذي عقد في شهر أبريل (نيسان) الماضي، في لوس أنجليس من قبل الباحثين في مركز ماريكوبا الطبي Maricopa Medical Center in Phoenix، في فينيكس، لتقييم القدرة على خفض مجال الرؤية في أثناء العمل الجراحي.

ثم قدم الباحثون استعراضا بأثر رجعي للبيانات التي تم جمعها بأثر رجعي من 212 مريضا على التوالي خضعوا لعمل الأشعة المقطعية CT لتشخيص التهاب الزائدة الدودية الحاد المشتبه.
والخلاصة، إن الأشعة المقطعية CT تستخدم عادة لتقييم التهاب الزائدة الدودية الحاد عند المشتبه بهم من الأطفال، وإن مقدار الجرعة من الأشعة مهم.

وحتى إن كان هذا الفحص فعالا، فإنه يستخدم الأشعة المؤينة، وبسببها يتم تعريض الأطفال لإمكانية زيادة خطر الإصابة بالسرطان. وعليه، توصي الدراسة بتقييم القدرة على خفض مجال الرؤية، وبالتالي خفض جرعة الأشعة المعطاة للأطفال.