ماكين يكسب ود النساء باختياره حاكمة ولاية ألاسكا الحسناء نائبة له

أعلن مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في الولايات المتحدة جون ماكين ترشيح سارة بالين حاكمة آلاسكا نائبة له.


واثار ماكين ذهول العديدين في حزبه بالاعلان عن هذا القرار خلال لقاء انتخابي في ولاية اوهايو.

وتبلغ بالين 44 عاما وتعتبر سياسية اصلاحية ولم تمض اكثر من عامين في منصبها كحاكمة.

ويعتبر اختيار ماكين لبالين بمثابة مفاجأة، وبخاصة انها تصغر المرشح الديمقراطي باراك اوباما بثلاثة اعوام وهي اصغر سنا بعقود من منافسها للمنصب مع اوباما.

وسيواجه ماكين وبالين المرشح الديمقراطي باراك اوباما والسناتور جو بايدن في الانتخابات المقررة يوم الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.

ويعتقد ان هذا القرار الجمهوري يهدف الى استقطاب اصوات النساء اللواتي خاب املهن لخروج هيلاري كلينتون من سباق الرئاسة.

كما قد يكون الغرض منه سلب الاضواء من مؤتمر الحزب الديمقراطي في دنفر والذي ختمه أوباما بهجوم واسع على ماكين.

ويقول محللون إن الهدف من اختيار بالين أيضا هو موازنة الأعمار في معسكر الجمهوريين حيث ماكين يحتفل هذه الأيام ببلوغه الثانية والسبعين من العمر.

يذكر ان بالين كانت اصغر حاكمة سنا عندما انتخبت في 2006 حاكمة لولاية الاسكا.

وكانت ملكة جمال بلدتها في 1984، ثم مضت لدراسة الصحافة والعلوم السياسية، وهي الآن ام لخمسة اطفال.

"أغرب قرار"
وعلى صعيد ردود الأفعال على قرار ماكين قال بعض المعلقين إن قرار اختيار ماكين لبالين يعتبر الأغرب منذ أن اختار جورج بوش الأب، دان كوايل، نائبا له في الانتخابات الرئاسية عام 1988، وهو السياسي الصغير في السن والغير معروف.

ويقول محرر شؤون أمريكا الشمالية في بي بي سي من واشنطن جستن ويب إن اختيار امرأة ووجه جديد على الساحة السياسية يعتبر ميزة يمكن أن يستفيد منها الجمهوريون حيث ستجعل من بطاقتهم الانتخابية بطاقة مثيرة للاهتمام الإعلامي.

لكن خبرتها التي تقل عن عامين كحاكمة لآلاسكا سيضعف من أحد الانتقادات الرئيسية التي تطلقها حملة ماكين في اتجاه أوباما وهو أنه لا يملك الخبرة الكافية التي تجعله القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية.

ويضيف محررنا لشؤون أمريكا الشمالية أن اختيار بالين يبدو نوعا ما قرارا مستميتا من أجل جلب عنصري الشباب والإثارة إلى البطاقة الجمهورية.

تحية لهيلاري كلينتون
وقال ماكين وسط هتافات حشد ضم 15 الفا من مؤيديه في دايتون بولاية اوهايو إن بالين "هي بالضبط من أحتاجه. هي بالضبط من يحتاجه هذا البلد لمساعدتي في مكافحة نفس سياسات واشنطن القديمة الخاصة بي أولا وبالبلد ثانيا."

وقالت بالين التي انضم اليها على المنصة زوجها وابناؤهما الخمسة الذين تتراوح اعمارهم بين 18 عاما وخمسة اشهر "يشرفني اختياري لأكون رفيقتك في الانتخابات. سيشرفني ان اخدم بجوار الرئيس القادم للولايات المتحدة."

واضافت "كحاكمة تصديت للسياسات القديمة كالعادة." وتابعت "هذه لحظة تظهر فيها اهمية المبدأ والاستقلال السياسي."

ويقول مراقبون ان بالين يمكن أن تساعده في اجتذاب اصوات مؤيدي هيلاري كلينتون المستائين بعدما خسرت سناتور نيويورك معركة مريرة مع اوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

واشارت بالين الى انجازات كلينتون والديمقراطية جيرالدين فيرارو التي اصبحت عام 1984 اول امرأة ترشح لمنصب نائب الرئيس عن حزب كبير.

وأشارت بالين الى حصول هيلاري على 18 مليون صوت في الانتخابات التمهيدية وقالت: "اتضح ان نساء امريكا لم ينتهوا بعد.. ويمكننا ان نكسر الحاجز (الذي يعيق وصول امرأة لهذا المنصب السياسي الرفيع) مرة واحدة وللأبد."

تهنئة أوباما وبايدن
وهنأ اوباما وبايدن في بيان مشترك بالين على اختيارها. وقال بيل بيرتون المتحدث باسم اوباما "اليوم وضع جون ماكين رئيسة البلدية السابقة لمدينة يسكنها تسعة الاف شخص وخبرتها في السياسة الخارجية معدومة على مسافة قيد انملة من الرئاسة."

واضاف انها ستعمل على ابطال حقوق الاجهاض وستواصل السياسات الاقتصادية للجمهوريين.

وقال البيان "انها علامة مشجعة اخرى على ان الحواجز القديمة تسقط في حياتنا السياسية."

واضاف البيان "رغم اننا نختلف بوضوح بشأن افضل الطرق لقيادة هذا البلد للامام فإن الحاكمة بالين شخصية مثيرة للاعجاب وستضيف صوتا جديدا قويا لهذه الحملة."

ونادرا ما يكون لاختيار نائب الرئيس اثر كبير على السباق الرئاسي. وستلتقي بالين مع بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في مناظرة في اكتوبر تشرين الاول.

من هي سارة بالين؟
وبالين المحافظة تتولى حاكمية ولاية ألاسكا منذ ديسمبر/كانون الأول 2006، وأول امرأة تتولى هذا المنصب في هذه الولاية النفطية الواقعة في شمال غرب الولايات المتحدة. وهي شابة شقراء، ولدت في 11 فبراير/شباط 1964، تحمل إجازة في الاتصال والإعلام وهي تنتمي إلى الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري، حيث تتصدى بشراسة للفساد في صفوف الحزب الجمهوري في ولايتها.

وهي متزوجة وأم لخمسة أبناء، ومعارضة شرسة للإجهاض، وعضوة في جمعية مؤيدي حمل الأسلحة النارية "ناشونال رايفل أسوسييشن", اللوبي الأمريكي النافذ جدا. وهي تدعو إلى بناء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي عبر ألاسكا, أكبر ولاية أمريكية على الإطلاق.

وشغلت بالين منصب رئيسة بلدية مدينة واسيلا في ألاسكا بين 1996 و2002، وهي مدافعة متحمسة أيضا لفتح المحمية الطبيعية القطبية "أركتيك ناشونال وايلد لايف ريفيوج" أمام عمليات التنقيب عن النفط, والتي تعتبر إحدى دعائم سياسة ماكين في مجال الطاقة.

وخلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لانتخاب حاكم ألاسكا في 2006 تمكنت بالين من انتزاع ترشيح الحزب لها من بين عدد من المرشحين البارزين وفي طليعتهم الحاكم المنتهية ولايته فرانك موركوفسكي، الذي كان قدم لها منصبا في لجنة الاحتياطات الغازية والنفطية في ألاسكا. وبنت بالين حملتها الانتخابية يومذاك على مواضيع النقل والتعليم والأمن.

وانتخبت بالين في 7 نوفمبر/تشرين الثاني لمنصب الحاكم الحادي عشر لألاسكا، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب وأيضا أصغر من تولاه. وقد فازت يومها بـ49% من الأصوات مقابل 41% لمنافسها الديمقراطي توني نوليس و10% للمرشح المستقل أندرو هالكرو.

وبالين رياضية، تعشق صيد الأسماك والطيور.