اسطنبول ... قلب تركيا النابض بالحياة

لحياة أقوى من الموت، الخير أقوى من الشر . إنها مدينة اسطنبول التركية التي لا تزال تنبض بالحياة وروح التسوق والسياحة رغم كل الظروف الأمنية التي شهدتها في الآونة الأخيرة.

الرحلة من بيروت إلى اسطنبول تستغرق ساعتين، وهي في غاية الروعة إذا حجزت لنفسك مقعداً في درجة رجال الأعمال مع الخطوط الجوية التركية (Turkish Airlines) التي تعتبر واحدة من أسرع شركات الخطوط الجوية نمواً في العالم، لا سيما أنها تقدم خدمات ممتازة، مما يجذب إليها الكثير من المسافرين من كل أنحاء العالم.
 


فندق رافلز Raffles - اسطنبول
يقع فندق رافلز الفخم في منطقة زورلو، المشهورة بمطاعمها الراقية ومتاجرها الفخمة، ويشكل هذا الفندق مقصداً مهماً لـ «الاسطنبوليين» والسياح الباحثين عن الراحة والفرادة والفخامة في فندق ينتمي بكل جدارة إلى فئة الخمسة نجوم.

يطل الفندق على المدينة الخالدة بمناظر مهيبة تخطف الأنفاس، ويشد إليه الأنظار لأنه يذهل القاصي والداني بإطلالة رغيدة على اسطنبول. إنه تجسيد مثالي للجمال الخالد المنبثق من العمارة الهندسية العتيقة، بحيث يطل من نوافذه عبق التاريخ، ويشرق من جدرانه نور الشمس.

تتجدد روح الحياة في فندق رافلز- اسطنبول كلما استقبل ضيوفه بأناقة لا مثيل لها. فهو يجمع بين الأصالة والعصرية، الماضي والحاضر، الطبيعة والهندسة المعمارية، مما يجعل منه علامة فارقة  لا سيما أنه يقدم لنزلائه أفضل خدمة بأرقى إحساس.

يستطيع نزلاء الفندق الاستمتاع بمشاهد مذهلة لمضيق البوسفور، فيما الديكور الداخلي للفندق في قمة الروعة، علماً أن الأجنحة المتوافرة فيه هي من أكبر الأجنحة الموجودة في فنادق تركيا. وقد أكدت لنا السيدة نيرغيس سيفين (Nergis Sevin)، مديرة التسويق في الفندق، أن إدارة الفندق حريصة جداً على توفير الرعاية الشخصية لكل نزيل من النزلاء.

فما إن يحجز الشخص غرفة أو جناحاً له في الفندق، يتولى موظفو الفندق الاستعلام عنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للاطلاع على مهنته وهواياته ووضعه الاجتماعي والمهني. ووفقاً لتلك المعلومات، يتم تجهيز الغرفة المحجوزة لتلبية ذوق ذلك النزيل تحديداً. بالفعل، روت لنا السيدة نيرغيس سيفين أن أحد الكتّاب حجز ذات مرة غرفة له في الفندق وإنما من دون الإفصاح عن هويته.

كما حرصت على دعوتنا إلى تناول العشاء معها في مطعم روكا (Rocca Restaurant) الموجود في الطابق الأرضي من الفندق، فتلذّذنا بأطيب المأكولات التركية والعالمية على وقع أنغام الموسيقى الكلاسيكية وسط أجواء من الرقي والفخامة.

اسطنبول العراقة والتنوع
تعتبر اسطنبول مركز تركيا الثقافي والاقتصادي والمالي. تقع على مضيق البوسفور وتطوّق المرفأ الطبيعي المعروف باسم «القرن الذهبي».

تمتدّ المدينة على طول الجانب الأوروبي من مضيق البوسفور والجانب الآسيوي منه، وهي المدينة الوحيدة في العالم التي تقع على قارتين.

كانت اسطنبول ولا تزال من أجمل المدن السياحية في العالم، لأنها تضمّ الكثير من الأماكن السياحية المتنوعة والمتعددة. ففي اسطنبول، لا بد من زيارة الجامع الأزرق، والآيا صوفيا والغراند بازار، والقيام برحلة في البوسفور...

السلطان أحمد وآيا صوفيا
في منطقة السلطان أحمد، لا يزال التاريخ شاهداً على ما مر من أحداث. وعلى جهتين متقابلتين يقف الجامع الأزرق أو جامع السلطان أحمد، وكنيسة آيا صوفيا التي تم تحويلها جامعاً قبل أن يحولها أتاتورك متحفاً عام 1935.

شُيّد جامع السلطان أحمد في القرن السابع عشر الميلادي خلال عهد السلطان أحمد الأول، ويُعرف باسم الجامع الأزرق بسبب البلاط الأزرق الذي يزين داخله. أول ما يلفت نظر السائح تلك القبب الكبيرة المتداخلة، والهندسة المعمارية المذهلة للمكان والسيراميك الأزرق المنتشر في كل ركن، والصاعد مع القباب نحو السماء.

عند الخروج من المسجد تجد مباشرة أمامنا، وعلى بعد أمتار قليلة، قباب آيا صوفيا التي تعتبر شاهداً آخر على التاريخ، آيا صوفيا هي الكنيسة التي بناها للمرة الأولى قسطنطين الكبير في القرن الرابع الميلادي، لكن مع الفتح الإسلامي تحوّلت إلى مسجد. وعند قيام الجمهورية التركية أصبحت متحفاً.

رحلة في مضيق البوسفور
الطقس بارد جداً، والضباب يخيّم على الأجواء، لكن هذا لم يمنعنا من التوجه إلى المركب والقيام برحلة في مضيق البوسفور.

فلا بد من مشاهدة معالم المدينة الجميلة بأمّ العين والتقاط الصور مباشرةً من دون حاجز النوافذ الموجودة في الطابق السفلي والمخصصة لحماية السيّاح من البرد والهواء.

لا شك في أن رؤية مدينة أسطنبول من مضيق البوسفور هي بمثابة رحلة بحرية رائعة لا تُنسى. بالفعل، تنشقنا هواء الريفييرا التركية، واستمتعنا بأروع المشاهد على طول الشواطئ الآسيوية والأوروبية، ورأينا قصور السلاطين في الواجهة البحرية، وفيلات الباشوات العثمانيين.

جولة البوسفور هذه مثالية لكل سائح يرغب في الاسترخاء والابتعاد عن ضوضاء المدينة، ويودّ التقاط الصور لمناظر جميلة وآفاق ساحرة ومعالم سياحية مشهورة.

الغراند بازار أو السوق المسقوف
لا يمكن زيارة اسطنبول وعدم التوجه إلى الغراند بازار، أو السوق المسقوف، أحد أكبر الأسواق المسقوفة الموجودة في أوروبا. يحتوي هذا السوق على عدد كبير من المحلات التجارية ويعتبر جزءاً من التراث التركي الغني.

يمكنك شراء ما تريد من ذلك السوق، بحيث تراوح البضاعة المعروضة من الحلويات والمكسرات والبهارات، إلى الحرفيات والسجاد اليدوي الصنع، والملابس والأحذية والحقائب، والجلود والفرو، وصولاً إلى الذهب والماس.

أبلغنا كمال، التركي الجنسية وممثل شركة Turkish Airlines، أننا نستطيع التفاوض مع التجار على الأسعار في حال أعجبتنا البضاعة وأردنا شراءها، لكننا في الحقيقة لم نوفق كثيراً في ذلك، لأن الإصرار على السعر المحدد بدا شديداً.