لن تصدقي ما يحدث بجسمك وأنت في حالة حب

هل هناك شعور أفضل من الوقوع في الحب؟ بالطبع لا، فبالحب تجدين كل شيء أجمل، تصبح الشمس أكثر إشراقة وما تأكلين من طعام تجدين مذاقه أفضل ولا يستطيع أي شيء أن يقلل من روحك المعنوية لأنها في حالة الحب تصل لعنان السماء، مع الحب تشعرين بالأمان وتختفي المخاوف ومصادر القلق والتوتر، بالحب تبذلين قصارى جهدك لتكوني أفضل في كل شيء لأن الحب أروع شيء قد يحدث لنا.

وعلى الجانب الآخر ورغم روعة الحب، لكنه أمر منهك أيضا، لأن المخ خلال هذا الشعور يفرز فيض من الهرمونات الجديدة التي تشعرنا بالسعادة والحرص والجنون أحيانا، وأحيانا أخرى لاتستطيع عقولنا مواكبة الأفكار المتصارعة والأيدي المتعرقة.

من المهم معرفة أن ما يحدث لنا خلال حالة الحب ناتج عن بعض التفاعلات البيولوجية، وفيما يلي أهم التغيرات التي تحدث لجسمك عند وقوعك في الحب.

تشعرين بحالة حماس مجنونة
بالطبع يسبب المقدار الكبير من الهرمونات المندفعة خلال جسمك وأنت في حالة حب بعض الجنون الممتع، حيث كشفت دوناتيلا مارازيتي أستاذة علم النفس ومدير مختبر علم الأدوية النفسية بجامعة بيزا، خلال بحثها أن الأشخاص الواقعون في الحب لديهم مستويات أقل من هرمون السيروتونين في المخ، وهناك نوع آخر من الأشخاص الذين يقل لديهم مستوى السيروتونين وهم الذين يعانون من الوسواس القهري فحالتهم مشابهة لمن وقع في الحب.

وهذا يساعد في تفسير ما يحدث لك عندما لاتستطيعين التعامل مع كل شيء إلا بطريقة مبالغ فيها، ويفسر ذلك ما ينتابك من حالة عصبية، ومعروف أن الأطباء النفسيين يصفون السيروتونين لمرضاهم لأنه مضاد للهوس أو الوسواس، لكن لاداع للقلق، لأن حالتك لن تصبح هكذا للأبد، فبمجرد نمو مشاعر الحب بداخلك وتعمق العلاقة بينك وبين حبيبك، يعود المخ إلى مستوياته الطبيعية.

وبالإضافة لتلك المشاعر المجنونة، ستبدأين في الشعور بالدوار أيضا، فعند شعورك بالانجذاب الأولى نحو شخص ما، يطلق الجسم كوكتيل من المركبات الكيميائية مثل الفينيثيلامين والدوبامين والأوكسيتوسين، مما يجعل حواسك منتبهة أكثر ويدفعك للتقرب واللهفة نحو من تحبين، وعندما يزداد إفراز الجسم لهذه المركبات تتركز رغبتنا نحو من نحب وينتابنا المزيد والمزيد من الشعور بالدوار.

ترغبين أن تكوني معه طوال الوقت
عند الوقوع في حب شخص معين تتعلق روحك به ويكون هدفك الوحيد هو أن تكوني معه دائما حتى إن حدث ما يفرق بينكما سواء كان مقابلة بعض الأصدقاء تختلقين الأعذار لتتذكريه في حواراتك مع الآخرين، حيث تجعلك الرغبة الدائمة في أن تكوني معه في حالة من الاحتياج المستمر، فمن الضروري معرفة أن هذا أمر بيولوجي.

وتخبرنا الطبيبة النفسية ديبورا خوشابا أن المحبين لايمكنهما الابتعاد عن بعضهما البعض، فمستويات التستوستيرون لدى المرأة خلال المراحل المبكرة من الحب الرومانسي يجعلها أكثر شهوانية وعنفوان، بينما تجعل مستويات التستوستيرون القليلة الرجل أكثر تعاطفا وتقبل، وتجعل هذه التغيرات الهرمونية المرأة أكثر جاذبية والرجل أكثر تعاطف مما يجعل هناك هوس وارتباط قوي بين كلا الطرفين.

ستشعرين بحالة إدمان
عندما تقعين في الحب لاتدركين أنك تتغيرين، فالحب قد يجعلك تتخذين قرارات سيئة، وقد أجريت دراسة عام 2005 اختبرت المخ لدى أزواج من المحبين والتي فسرت مدى الهوس برغبة كل طرف في أن يكون بجانب الطرف الآخر، حيث يطلق المخ الكثير من هرمون الدوبامين الذي يشعرك بالسعادة وينشغل المخ بالحصول على المزيد منه، وكذلك عند رؤية من نحب يحدث نفس الشيء، مما يجعلك تدمن الرغبة في رؤية والقرب من من تحب.

تشعرين بأنك مثل الفراشة
عند رؤية من تحبين ترفعين رأسك وتصيبك حالة من التوتر والجنون والنشوة وكأن معدتك ستقفز للخارج وبالطبع هناك سبب فيزيائي لذلك، وهو إفراز المخ لهرموني الأوكسيتوسين والكورتيزول الأول يجعلك تشعرين بالحب والحالة النفسية الجيدة والثاني هرمون التوتر، وهذا يفسر لما تشعرين بالسعادة الممزوجة بالانفعال، فعند سريان الكورتيزول في الدورة الدموية بالجسم تبدأ الأوعية الدموية حول المعدة في الانقباض مما يصيبك بالغثيان.

ستشعرين بالسعادة
يعتبر الأوكسيتوسين المادة الكيميائية المسؤولة عن هذا الشعور بالنشوة، وهو هرمون الترابط الذي يفرزه الجسم بعد حالة النشوة الجنسية أو عند رعاية طفلك، فهو هرمون يجعلك تستمتعين بالعلاقة الجنسية وقد خلق لإبقاء شركاء الحياة معا لفترات طويلة، لذا يتغير جسمك بسرعة بعد الوقوع في الحب لأن بالمخ مصانع داخلية منتجة للدواء المناسب الذي يجعلنا سعداء لنكون مع من نحب، هذا طبقا لتصريح الدكتور جون مارسدن.

ماذا عن خسارة الحب؟
إن كان هذا الاندفاع الهرموني يسبب لنا حالة من الجنون عند الوقوع في الحب والشعور بالسعادة، يحدث ذلك نتيجة لهذه التغيرات الفيزيائية، لكن أحيانا تكون النتائج عكسية وهي الشعور بالوحدة والاكتئاب، ورغم بقائك في الحب، لكنك تشعرين أيضا بالغضب والتشوش.

وأخيرا كيف تحافظين على أن تكوني كما أنت؟
حتى لاتفقدين نفسك عند الوقوع في الحب لابد أن تنتبهي للنقاط التالية :
- لاتهملي كل اهتمامات حياتك من أجل الحب.
- حاولي عدم مزج احتياجاتك ورغباتك مع احتياجات ورغبات من تحبين.
- حافظي على جدول أعمالك.
- لاتغيري عالمك تماما لأنك في علاقة حب.
- احرصي على الاهتمام بنفسك.
- تناولي طعام صحي وحافظي على النوم الكافي.
- لاتهملي ممارسة التمرينات الرياضية.
- حافظي على نفسك وشخصيتك.