كل ما يجب معرفته عن البروبيوتك

صحة المعدة، إنه شيء نسمع عنه بشكل متكرر جدا من الأطباء، وخبراء التغذية والمعلمين على حد سواء، الذين غالبا ما يدَّعون أن المعدة النظيفة هي مفتاح الشفاء من مشكلات صحية مثل الإسهال والانتفاخ والإمساك وحتى حب الشباب.


ولمساعدة معدتك يقترح العديد من الخبراء أخذ البروبيوتك سواء في الطعام أو في صورة مكملات، حيث مبيعات البروبيوتك في تزايد مستمر لتصل إلى 44.9$ بليون على مستوى العالم مع حلول 2018، وذلك طبقا لتقرير صدر بواسطة Albany وهو بحث في نيويورك عن شفافية السوق، قال أن العديد من الأطعمة بدءًا من مشروب الكفير الفوار وحتى الكيمتشي تحتوي على البروبيوتيك، لكنها مكملات مثل بكتيريا الأسيدوفيلس ولبيفيدوباكتيريوم والبلانتيريوم والملبنة يأخذها الكثير من الناس بصورة مفرطة.

في الحقيقة، أصبح تعاطي البروبيوتيك شيء شائع جدا مثله مثل تعاطي المكملات متعددة الفيتامينات، وأصبح هذا الأمر حديث الناس في مختلف المناسبات، حتى أن المشاهير ومن بينهم "أنا باكوين" و"لورين كونراد" تتم مشاهدتهم باستمرار وهم يحملون زجاجات من الكمبوتشا وهو شاي مخمر يحتوي على البروبيوتيك.

كما أن هناك أشخاص مثل "جيمي لي" لا تراه بدون رايب أكتيفيا وهو نوع من الزبادي الذي يحتوي على البروبيوتيك، كل هذا يعني أن البروبيوتيك أصبح جزءًا من النظام الغذائي الصحي الذي نتبعه يوميا.

وقد اقترحت الدراسات أنه في بعض الحالات قد يصبح البروبيوتيك مفيدًا جدًا، ففي تقرير صدر عام 2012 عن اتحاد Rank Corporation قال أن البروبيوتيك يمكن أن يقلل خطر تطور مشكلة الإسهال عندما يتم أخذه كعلاج، وهناك أيضا دراسة أجريت عام 2013 خارجة عن مؤسسة الـUCLA قالت أن تناول الحليب المخمر يمكن أن يؤثر على النشاط في منطقة المخ المسئولة عن المشاعر والأحاسيس، وفي تقرير آخر صدر عام 2014 نشر في الجريدة الانجليزية للتغذية British Journal of Nutrition أوضح أن مادة اللاكتوباسيلاس رامنوسس الموجودة في الملبنة يمكن أن تساعد النساء على خسارة الوزن.

ورغم كل ما سبق فمازالت هناك العديد من الأسئلة التي لم يُجَب عنها بالنسبة للبروبيوتيك، لذا أتينا لكم بهذا الموضوع لنعلم المزيد والمفيد عن البروبيوتيك.

ما هو البروبيوتيك؟
البروبيوتيك أساسا عبارة عن بكتيريا نشطة ونمت وازدهرت داخل المعمل ويعتقد أنها مفيدة أو مساعدة لمعدة الإنسان وأمعائه الدقيقة، لكن لم يتم إدراج مكملات البروبيوتيك بواسطة منظمة الغذاء والدواء على أنها عقار بمعنى أنها لم تخضع للاختبار وهذا ما صرح به خبراء التغذية.

هل البروبيوتيك مفيد حقا؟
ربما يكون أخذ البروبيوتك مفيدا، فهناك الكثير من الدلائل القولية التي تقترح أن أخذ البروبيوتيك يمكن أن يساعد كثيرا، لكن من الصعب وضعها داخل إطار علمي، حيث يصرح الخبراء أن مجال البروبيوتيك ليس الشيء الذي يحتوي على الكثير من التجارب العيادية المجربة، لذا فليست هناك إجابة ثابتة، ولسوء الحظ لا يعلم الباحثون ما يكفي عن البكتيريا التي تعيش داخل أجسامنا حتى يمكنهم معرفة كيفية علاجها، حيث تحتوي أجسامنا على بكتيريا تزيد عن عدد خلايا الجسم، وهل هي مفيدة؟ أو صديقة للإنسان ؟ أو صحية أم غير صحية؟ .. هذه هي الأسئلة التي تحتاج لجواب. 

تقدم حاليا الأبحاث العلمية أدلة مبكرة، لكن من الضروري القيام بها، إلا أن القليل من المعلومات مازالت غير متوافقة ولاتتكرر، على سبيل المثال، كتب مؤلفو دراسة الحليب المخمر والتي أجريت في مؤسسة الـ UCLA أنهم لم يكونوا متأكدين عما إذا كان شيئًا مفيدًا أن تؤثر مادة معينة على نشاط المخ أم لا.

والذي يبدو أنه مفيد فعلا في الحالات الخطيرة جدا لمرضى الجهاز الهضمي هو زرع بعض الجراثيم في البراز، وذلك عندما يتم زرع البكتيريا البرازية لدى شخص بحالة صحية، عادة عن طريق الحقنة الشرجية داخل شخص يعاني من حالة المطثية العسيرة، وهي عبارة عن عدوى تسبب إسهالًا حادًا، لكنها وسيلة خطيرة لها مخاطرها، وهي مناسبة للأشخاص الذين لايغادرون منازلهم أو دورات المياه لديهم.

هل البروبيوتيك آمن؟
يعتقد الخبراء أن البروبيوتيك شيء حميد لاضرر منه، لكن تحدث أحيانا بعض التعقيدات حيث كان بعض المرضى الذين يأخذون البروبيوتك يعانون من ضبابية في المخ، ورغم أن معظم الناس يتوطن لديهم البروبيوتيك في أمعائهم الغليظة، إلا أنها تتوطن لدى البعض الآخر في الأمعاء الدقيقة "وهي منطقة في الجسم لاتحتوي الكثير من البكتيريا" أما عندما تتركز في الأمعاء الدقيقة فإنها تصبح ضارة وتسبب بعض الأعراض.

هل يجب علينا أخذ البروبيوتيك؟
لن تجد مشكلة في إيجاد الطبيب الذي يصف لك البروبيوتيك، لكن البعض منهم يرفضون وصفها لك، وفي حال رغبت في استخدامها فهي متوفرة في الأسواق ويمكن شراؤها بدون طبيب، ومع ذلك هناك البعض منها لايجب استخدامه أبدا بدون وصفة طبيب ولا يجب أبدا أخذ البروبيوتيك على أنه نوع من الفيتامينات.

ما الذي علينا فعله؟
إذا كنت تعاني من أحد الأعراض التي يفترض أن البروبيوتيك يخففها، فأول ما يجب عليك فعله هو مراجعة نظامك الغذائي وتمريناتك الرياضية، فهناك أشياء نتناولها مثل الكربوهيدرات المعقدة والألياف يمكن أن تغذي أمعائك الدقيقة وتجعلها أكثر صحة وتؤدي وظيفتها بشكل طبيعي، كما أن التنوع في التغذية هام جدا هذا بالإضافة إلى أن تناول أطعمة صحية وغير معلبة من مصادر متنوعة سوف تجعل معدتك في حالة صحية، والأفضل أن تترك جسمك يتعامل بدون مكملات