دعوة لزواج جماعي .. السعودية تواجه العنوسة بالدعوة بالزواج من الثانية

بعد انتشار ظاهرة الزواج الجماعي، ظهرت في الأحساء السعودية دعوة لإقامة حفل مشابه، لكن هذه المرة للراغبين في الارتباط بزوجة ثانية، في أول خطوة من نوعها في المملكة، وربما في العالم.


ويستند صاحب المشروع، وهو الأمين العام للجنة الزواج في الأحساء عبدالهادي البرية، إلى أن هذا النوع من حفلات الزواج الجماعي يمكن أن يساهم في خفض معدل العنوسة، إلى جانب رغبة الكثير من الرجال المتزوجين بالارتباط بزوجة ثانية، دون أن يتمكنوا من ذلك بسبب الظروف المادية والاجتماعية.

ولحشد التأييد لمشروعه، أجرى البرية دراسة على عينة من 180 فتاة سعودية، تجاوزن الـ 30 من العمر، لتظهر النتائج أن 78% منهن لا يمانعن الارتباط برجل متزوج، بل ان 61% من المستطلعات تطوعن بتحمل جزء من التكلفة المادية للزواج من رجل متزوج.

كما يؤكد إجراء دراسة على 300 رجل متزوج، أبدى 42% منهم رغبته "الحقيقية" في الارتباط بأخرى، وأحال عدم تنفيذ هذه الرغبة إلى ظروف مادية واجتماعية.

واعتبر صاحب الفكرة أن التعدد هو "الحل" لمشكلة العنوسة، خاصة أن الشباب "عادة ما يبحثون عن فتاة تصغرهم بـ5 إلى 7 أعوام، والواقع أن المقبلين على الزواج تترواح أعمارهم بين 22 و30 عاماً، ما يعني أنهم لن يفكروا بالارتباط بمن تجاوز عمرها الـ32 عاماً"، وفق ما شرح البرية لصحيفة "الحياة" السعودية الاثنين 16-6-2008.

ودعا البرية إلى الإسراع في إيجاد حل لوجود أكثر من 1.8 مليون سعودية عانس، من خلال تشجيع المتزوجين على الزواج مرة أخرى، وذلك "على المستويين الحكومي والشعبي، ويتمثل دور الحكومة في وضع الخطط، وتقديم المساعدات المادية كالإقراض الميسر، وتسهيل الحصول على سكن، ودعم الراتب ببدلات تضاف لمن يعول أكثر من زوجة"، مؤكداً أن هذا الخيار يأتي كحلّ علاجي، وليس وقائياً.

وحول رد الفعل الاجتماعي من مشروعه، يقرّ البرية بصعوبة تقبل الفكرة، "ولكنني مؤمن بأنها ستلاقي ترحيباً بعد فترة تأمل، وكما في أية فكرة يرحب بها جزء، ويقاومها جزء آخر في المجتمع إلى أن تصبح أمراً واقعاً".

وأشار إلى أن "هناك حالة طلاق في مقابل كل حالتي زواج، إضافة إلى ما نعيشه من انفتاح تقني ومادي كبيرين، فنحن لا يمكن أن نستورد أزواجاً لبناتنا كما نستورد الأجهزة، لذا جرى التحرك نحو إقامة هذا المشروع، الذي ما زال فكرة قابلة للتطوير".

وكانت إحصاءات سابقة لوزارة التخطيط أكدت أن أكثر من مليون ونصف المليون فتاة تجاوزن سن الزواج في المملكة، من دون تحديد أعمارهن.

وجاء منطقة مكة المكرمة على رأس القائمة بـ 396248 فتاة، ثم منطقة الرياض بـ 327427 فتاة، واحتلت المنطقة الشرقية المرتبة الثالثة بـ 228093 فتاة، وكانت الحدود الشمالية الأقل بـ 21543 فتاة.