كيف تساعد زوجتك أو ابنتك التي تعرضت للاغتصاب؟

الاغتصاب أحد أعمال العنف التي يمارسها إنسان على إنسان آخر، وهو من الجرائم المنتشرة في كل من العالم الغربي والعربي ويكون بالاعتداء الجنسي على الضحية تحت تهديد السلاح أو حتى نتيجة لضعف الضحية أمام المعتدي الذي قد يكون شخصاً واحداً أو عدة أشخاص.


ويتعرض له الرجال والنساء على حد سواء، لكن اغتصاب الرجال للنساء هو الأكثر انتشارا، وبالطبع قد تكون الضحية فتاة عذارء أو امرأة متزوجة، في هذه الحالة.. ماذا على الزوج أو الأب أن يفعل؟

تختلف ردود الأفعال بعد اغتصاب الزوجة من زوج لزوج، فهناك من يجد صعوبة في التعامل أو استمرار علاقته بزوجته التي تعرضت للاغتصاب، ويختار إنهاء العلاقة الزوجية وذهاب كل طرف في طريقه، لكن وبدون شك هناك أزواج يتسمون بنبل الأخلاق والشعور بمدى الإساءة والتمزق الذي تعرضت له الزوجة ويبذلون كل ما لديهم لمساعدتها حتى تتعافى من تلك الأزمة واستعادة مسار حياتها مرة أخرى.

وإليك أيها الزوج نصائح لمساعدة زوجتك التي تعرضت للاغتصاب على استعادة حياتها من جديد:
أولا الرعاية الطبية:
حتى لو لم يرغب الأب أو الزوج أخذ الضحية التي تعرضت للاغتصاب إلى الشرطة لعمل بلاغ بما حدث لها، فلابد من أخذها إلى الطبيب لعلاجها من أي إصابات نتجت عن جريمة الاغتصاب؛ فربما تعرضت للعدوى بأمراض أو ميكروبات معينة تحتاج إلى علاجها والانتباه لها.

ملحوظة هامة:
رغم رغبة الضحية في الاستحمام بعد تعرضها للاعتداء، لكن عليها مقاومة هذه الرغبة والبقاء على حالتها حتى تذهب للطبيب ليفحصها جيدا وإصدار تقرير طبي بالحالة يمكن أن تستخدمه فيما بعد لمقاضاة المعتدي، وحتى لو لم يكن لديها الرغبة في ذلك في وقت الحادث فقد تغير رأيها فيما بعد.

ولا يجب التخلص من الملابس التي كانت ترتديها الضحية عند تعرضها للاغتصاب أو حتى غسلها، إنما عليها الاحتفاظ بها داخل كيس بلاستيك محكم الغلق لأخذها للشرطة.

ثانيا الرعاية العاطفية:
على الفتاة أو المرأة التي تعرضت للاغتصاب أن يكون هناك من يقف بجانبها ليستمع إليها بكل اهتمام وصبر، ويؤكد لها أنه سيظل بجانبها مدى الحياة وليخبرها أنها ليست الضحية الوحيدة لهذه الجريمة البشعة، فهناك إحصائيات تقول أن امرأة من بين كل ستة نساء تتعرض للاغتصاب ورجل من بين كل 33 رجل يتعرضون لذلك أيضا، فهذه حالة يعاني منها الكثيرون ويجب مواجهتها بقوة.

ويجب أن تذكر نفسها أن رد فعل ضحية الاغتصاب يختلف من شخص للآخر وما ينتابها من مشاعر اكتئاب أو إهانة أو خوف أو ارتباك أو غضب أو فقدان للحس أو شعور بالذنب أو الخزي كلها ردود أفعال طبيعية رغم ما تتركه من ألم.

على من يدعم ضحية الاغتصاب أن يترك لها حرية الاختيار واتخاذ القرارات التي تجدها مناسبة؛ لأن هذا من أولى خطوات التعافي ومحاولة التعايش مع البيئة المحيطة بها.

ثالثا إخبارها أن ما حدث ليس خطؤها:
ينتشر بين كل من تعرضت للاغتصاب حالة من إلقاء اللوم على نفسها، حيث تشعر بأنها مسؤولة بعض الشيء عن تعرضها للاغتصاب، لكن هذا ليس صحيحاً فالشخص الوحيد المسئول عن هذه الجريمة هو المجرم الذي قام بها.

وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لتستعيد المرأة الثقة بنفسها وبالناس مرة أخرى، فهذا الأمر ليس من السهل إعادة بنائه مرة أخرى مثل أي شيء آخر، إنما يأخذ الكثير من الوقت.

وإن كانت الضحية تجد صعوبة في التعايش مع مصيبتها، فعليها أن لا تخاف ولا تتردد في البحث عن استشاري نفسي متخصص في علاج ضحايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي.

يجب أن تفصحي عن ما حدث لك لشخص تحبينه وتثقين به بدلا من حبس مشاعرك وسرك بداخلك، ويجب أن تكوني قوية ولا تخشي الآخرين.

رابعا العلاج العقلي:
تحتاج عملية التعافي من جريمة الاغتصاب مشواراً طويلاً لأنها تجربة معقدة ولا يجب أن تشعري بالذنب إن لم تستطيعي بسهولة التغلب عليها.

جزء من علاج ضحية الاغتصاب يشتمل على استعادتها لمشاعر التحكم في البيئة المحيطة بها، بالإضافة إلى كل المشاعر المعقدة الأخرى التي تنتابها بعد التعرض للاغتصاب؛ حيث تعتبر مشاعر فقدان السيطرة أمراً شائعاً.

وإن استغرق إعادة بناء مشاعر الأمان والتحكم والثقة بالنفس والاعتزاز بالنفس وقتا طويلا فهذا أمر طبيعي.

ولا يجب أن تتردد الضحية في طلب المساعدة، فعلى من يرعى تلك الضحية أن يعرضها على متخصص في هذه الأمور والمشاركة في التفاعل مع جماعات قد تعرضت لتلك الخبرة المؤلمة من قبل بدون أن تخجل من ذلك حتى تتعلم من خبراتهم.

على الضحية أن تعبر عن مشاعرها الداخلية بتدوينها والاحتفاظ بها أو نشرها إن أرادت ذلك.

خامسا الدعم:
على المرأة أو الفتاة التي تعرضت للاغتصاب فعل ما يلي كنوع من الدعم لنفسها:

- الانضمام لمجموعة من النساء اللاتي تعرضن مثلها للاغتصاب من قبل؛ لأن العلاج وسط مجموعة تشعر بما تشعر به سيكون فعالاً جدا.

- الابتعاد أو تجنب أي شخص لا يقدر ما حدث لها أو يستهين بمشاعرها أو حتى يزيد الأمر سوءاً عليها.

- بما أن التعرض للاغتصاب يجعلك تشعرين بالوحدة والألم والرغبة في التخفي بعيدا عن الناس، لذا لا تترددي في طلب مساعدة شخص مقرب أو حبيب ليكون بجانبك في أي خطوة تتخذينها.

- ليس هناك وسيلة صحيحة وأخرى خاطئة في العلاج؛ لأن لكل شخص طريقته الخاصة للشفاء.

دور الضحية تجاه نفسها:
على ضحية الاغتصاب فعل الآتي:
1- الحفاظ على توازن حياتها من حيث النوم الكافي والطعام الصحي وممارسة التمرينات الرياضية بقدر الإمكان؛ لأن هذا سيساعدها على التعافي.

2- يجب أن تصبري على نفسك لأن الأمر قد يأخذ منك وقتاً طويلاً لتتعافي وسيحدث ذلك بخطوات صغيرة وتذكري أن تسجلي كل تحسن تصلين له.

3- تنفسي من وقت لآخر بطريقة عميقة لأنه وسيلة رائعة في تهدئة النفس والتحكم في جسمك ومشاعرك.

4- اسمحي لنفسك بإطلاق مشاعرك التي بداخل نفسك والتعبير عنها بصراحة وبدون خجل فهذا أمر طبيعي.

5- عليك إيجاد متنفس لتخرجي به كل ما بداخلك من مشاعر أو كبت.

ما على الشخص الداعم للضحية:
على من يدعم ويساند الضحية في محنتها سواء كان الأب الذي كانت ابنته ضحية الاغتصاب، أو زوج انتهكت زوجته أن يأخذ وقته ويستعد لتحمل هذه المهمة الصعبة من الناحية العقلية والنفسية.

يمكنه الحصول على مساعدة من متخصص إن احتاج لذلك حتى يدرك ما عليه القيام به لمساعدة الضحية.

لابد أن يكون بجانبها دائما لأن الضحية ستجد الأمان والسلام بجواره؛ لذا لابد أن تجده كلما احتاجت إليه.

عبارات لابد من قولها وتكرارها لمن تعرضت للاغتصاب:
1- أنا أصدقك.
2- آسف لأن هذا قد حدث لك.
3- ما حدث ليس خطؤك.
4- كيف يمكنني مساعدتك؟
5- أترغبين أن أبحث عن مجموعة مساندة لك؟
6- أنا هنا لو شعرت برغبة في التحدث مع أحد.
7- أنت لست وحدك.


عبارات لا يجب قولها أبدا لضحية الاغتصاب:
1- هل كنت في وعيك؟
2- ماذا كنت ترتدين؟
3- لا يمكن اغتصاب الرجال.
4- إنها غلطتك.
5- لماذا لا تتغلبين على مشكلتك بسرعة؟
6- ما حدث لم يكن اغتصاباً.
7- أنت التي منحتِ المعتدي الفرصة ليغتصبك.
8- لا يجب أن تبلغي عن الحادث لأن هذا سيزيد الأمر سوءاً.
9- أنت تبالغين في ردة فعلك.

حذارِ على من يدعم الضحية أن يفعل ما يلي:
1- لا تجبر الضحية أبدا أن تبلغ الشرطة عن الحادث فهذا يرجع لها وحدها.

2- لا توجه لها النقد بأن تخبرها أنه كان ينبغي عليها المقاومة لأن الاغتصاب ليس خطأ الضحية.

3- لا تخبرها أبدا أن حادثة الاغتصاب قد وقعت لأن الضحية تواجدت في المكان الخطأ؛ لأن هذا يتضمن لومها واتهامها بأنها قد تكون تصرفت بطريقة غير ملائمة.

4- لا تسأل الضحية عن ما كانت تفعله أو ترتديه أثناء الحادث.

5- لا تحكم عليها بأنها المخطئة.

6- إن لم ترغب الضحية التحدث عن الحادث فلا تجبرها على ذلك وعلى ذكر التفاصيل؛ لأن هذا سيزيد شعورها بالسوء.

7- لا تحاول إخافتها أو السخرية مما حدث لها.

8- على الزوج عدم الشعور بالغضب أو الإهانة إن لم ترغب الزوجة الضحية في لمسه أو ممارسة العلاقة الحميمة معه؛ لأن هذا سوف يذكرها بما حدث لها.

9- لا تحاول لوم نفسك أمام الضحية بأنك لم تستطع حمايتها.

10- لا تتوقع أن تقوم بكل شيء لتتعافى ضحية الاغتصاب، لأن العلاج سيتطلب مصادر متنوعة من الدعم ومن أناس آخرين معك.

11- لا تتحدث معها إلا إن طلبت هي منك ذلك.