«قصة دب».. أول فيلم رسوم متحركة أمريكي لاتيني مرشح لجائزة الأوسكار

يعاني الوحدة فيلجأ إلى خلق شكل من أشكال الديوراما الميكانيكية، في محاولة لاستدعاء ذكريات تلك الحياة، التي عاشها مع زوجته وابنه قبل أن يختظف فجأة وينفصل عن أسرته، ليصير حبيس حالة حالة من الغموض والقلق لا يعرف في ظلها مصير أحبائه، ويتم الزج به من قبل خاطفيه للعمل في السيرك، تلك حكاية «قصة دب» وهو أول فيلم رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد تشيلي يرشح لجائزة أوسكار.


الفيلم الذي يصل إلى حفل الأكاديمية المنتظر بدعم النقاد المتخصصين أنتجته شركة «بانك روبوت ستوديوز» بدعم من الحكومة التشيلية، اللجنة الوطنية للثقافة والفنون، جامعة لاس اميريكاس ووكالة التنمية الاقتصادية لحكومة تشيلي، والفيلم من إخراج جابرييل أوسوريو وقصة وتأليف دانيال كاسترو، وقد حصل على جوائز في مهرجانات دولية شهيرة، للجودة التقنية والفنية التي يتميز بها الفيلم فضلًا عن الحبكة الدرامية له.

الفيلم من إخراج جابرييل أوسوريو ومن قصة وتأليف دانيال كاسترو، يحكي قصة الدب الذي اختطف فجأة وانفصل عن أسرته ليعيش حالة من الغموض والقلق لعدم معرفة مصير أحبائه، كما أنه اضطر من قبل خاطفيه للعمل في السيرك.

ورغم أن الدراما المقدمة في هذا الفيلم القصير الذي لا تتجاوز مدته عشرة دقائق تنتمي إلى عالم الخيال فإن ثمة خلفية تاريخية تنضوي عليها قصة الفيلم، التي تعكس بشكل رمزي فترة الديكتاتورية العسكرية التشيلية، إذ استوحى «كاسترو» القصة من حياة جد المخرج الذي كان في المنفى، ويقول«أوسوريو» مخرج الفيلم «القصة مستوحاة من تاريخ عائلتي، إذ أمضى جدي عامين في السجن بعد الانقلاب العسكري، ثم نفى عام 1975، لقد نشأت دون معرفة جدي وكان هذا مصدر إلهام لمعالجة ما يحدث عندما يتم فصل الأسرة».

وصل فيلم «قصة دب» إلى حفل جوائز أوسكار، منذ العرض الأول في مهرجان «آنسي» في يونيو 2014، وتم منح الفيلم القصير العديد من الجوائز في بلدان مختلفة، منها مهرجان «أنيميمندي» في البرازيل، فاز في فئة «أفضل الأفلام القصيرة للأطفال» و«أفضل إخراج فني»، أما في مهرجان «الوسيني» للافلام اللاتينية ومهرجان «ميديا أرت» في كندا فاز بجائزة «أفضل فيلم رسوم متحركة»، وفاز في المهرجان الدولي في كليفلاند، بجائزة «أفضل فيلم رسوم متحركة قصير»، كما فاز مؤخرًا بتصويت الجمهور ولجنة التحكيم في مهرجان الأفلام القصيرة، الذي تنظمه مجلة «ذي وراب»، صانعي الفيلم قدموا عمل يعرف عالمياً، ولهذا في 14 فبراير وقبل أسبوعين من حفل الأكاديمية، سافر إلى لوس انجلوس، حيث سيقام له العديد من الأنشطة الترويجية.

عام تاريخي لسينما الرسوم المتحركة في أمريكا اللاتينية

بالإضافة إلى الاعتراف الدولي الذي ناله فيلم قصة دب، فهو يمثل علامة فارقة في تاريخ السينما الأمريكية اللاتينية كأول فيلم قصير للرسوم المتحركة يحصل على ترشيح لجائزة الأوسكار. أبرز أوسوريو مدى الاستفادة التي ستعم على أفلام الرسوم المتحركة التشيليه «يعد هذا النجاح بمثابة تطور لما ستشده صناعة أفلام الرسوم المتحركة في وقت لاحق. نحن فخورون بتوفير الطاقة اللازمة لصناعة الرسوم المتحركة في شيلي لكي تزدهر وتصبح صناعة مستدامة».

وقد عززت كل هذه التطورات عمل التشيليين في صناعة السينما، لدرجة أن المنتج إتفق مع مع سينكلر ليتم عرض قصة دب في دور السينما التشيلية تمهيدا لعرض زوتوبيىا وهو فيلم رسوم متحركة من إنتاج ديزني. وهذا يمثل رسميا العرض الأول للفيلم في بلده الأصلي والذي سيتم عرضه في 18 فبراير.

وليست شيلي فقط البلد التي تشق طريقها في عالم الرسوم المتحركة من بين بلدان أمريكا اللاتينية، فهناك فيلم منافس أخر «الطفل والعالم»، وهو فيلم برازيلي رشح لجائزة أفضل فيلم للرسوم المتحركة، لينتهي بذلك عاماً لأفلام الرسوم المتحركة في أمريكا اللاتينية.