التسمم بالرصاص .. تهديد لسلامة الأطفال العقلية

 من المفيد، لتخفيف انبعاث الرصاص إلى هواء المنزل، تنظيف الأثاث أو الجدران أو الأبواب بقطعة مبللة من القماش.
من المفيد، لتخفيف انبعاث الرصاص إلى هواء المنزل، تنظيف الأثاث أو الجدران أو الأبواب بقطعة مبللة من القماش.

الرصاص أحد المعادن المتوفرة طبيعياً في القشرة الأرضية. وما أضافه البشر، عبر ممارسة عدة سلوكيات حياتية غير صحية، هو نثره في البيئة المحيطة بنا. وأصبح الأطفال، والكبار، عرضة للتضرر منه.


وغدا الرصاص يلوث التربة، وغبار المنازل وهوائها، ومياه الشرب، والأواني الفخارية المنزلية، وغيرها. وبالتالي أصبح تنفس الهواء وشرب الماء وأكل الأطعمة ولمس العديد من الأشياء، مصدراً لانتقال الرصاص إلى الجسم، وتسببه باضطرابات صحية عدة.

ووفق إصدارات المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية، فإن مشكلة تراكم الرصاص في جسم البالغين قد تبدو كارتفاع ضغط الدم، والعقم، وألم المفاصل والعضلات، واضطرابات في تركيز الذهن وتدني القدرات العقلية.

 أما لدى الأطفال، فهو أشد خطورة، ما قد ينشأ عنه فقر الدم وألم البطن وضعف العضلات وتلف أجزاء الدماغ وتدني القدرات الذهنية.

التلوث بالرصاص
وتشير المراكز المتقدمة الذكر، إلى أنه يوجد في الولايات المتحدة فقط، ودون بقية دول العالم، أكثر من 24 مليون وحدة سكنية ملوثة بالرصاص، من خلال دهان الحيطان والأبواب والأثاث والسيراميك، المحتوي على الرصاص.

كما أكدت إحصائيات الولايات المتحدة، إلى أنه، وبالرغم وجود قوانين للضوابط الصناعية الصارمة على عمليات إنتاج الدهان بأنواعه، لا تزال 25% من المباني التي يقطنها أطفال دون سن السادسة من العمر، ملوثة بالرصاص، ما يرفع من احتمالات التسمم به نتيجة تلوث الدهان أو الغبار والتربة أو أنابيب المياه فيها.

والنتيجة، تشخيص إصابة أكثر من 300 ألف طفل سنوياً بالتسمم بالرصاص، في الولايات المتحدة وحدها، وممن هم ما بين سن سنة و 5 سنوات فقط.

ونظراً لانتشار الإصابات بهذه الأرقام العالية جداً، ونظراً للتأثيرات البالغة للتسمم بالرصاص على الأطفال، شملت إرشادات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، منذ عام 2005، ضرورة إجراء فحص الدم لمعرفة نسبة الرصاص لدى جميع الأطفال فيما بين عمر سنة وسنتين.

مؤشرات التسمم بالرصاص
وتشير الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إلى أن ارتفاع نسبة الرصاص في الدم، وبالتالي حصول حالة تسمم الجسم به، يُؤدي إلى الصداع وألم المعدة وفقدان الشهية والإمساك والقيء ونوبات التشنج، إضافة إلى فقر الدم وألم المغص في البطن ومشاكل صعوبات التركيز الذهني لدى الأطفال، وصعوبات التعلم سواء في اضطرابات النطق أو تدني قدرات الاستيعاب الذهني، إضافة إلى حالات فرط النشاط وحالات التخلف العقلي.

والمؤشرات الأولية لارتفاع نسبة الرصاص في دم الطفل، هي الإرهاق والتوتر وألم العضلات والمفاصل والصداع وألم البطن ومغصه.

وهي أعراض قد يتمكن الكثيرون من إدراك أهميتها أو ملاحظتها. كما أن كثيراً من حالات التسمم بالرصاص، ووجود نسب عالية في الدم منه، قد لا يصاحبها ظهور أعراض مرضية، ما يفرض إجراء اختبار فحص الرصاص في الدم.

 وأكدت على ضرورة تنبه الوالدين إلى فائدة خلو المنزل من نسبة الرصاص العالية.

وأنه حال الشك في ذلك، عليهم المبادرة لإجراء اختبار تحليل نسبة الرصاص في الدم لدى أطفالهم، خاصة عند السكن في منزل قديم أو أطفال المهاجرين إلى الولايات المتحدة من دول تفتقر إلى ضوابط للحد من وجود الرصاص في الأصباغ والدهانات أو غيرها.

وقاية وعلاج
وتشير المصادر الطبية إلى أن ثمة إجراءات بسيطة ومُجدية لتخفيف التأثر برصاص الدهان أو الغبار أو التربة. وذلك بغسل اليدين قبل الأكل وقبل النوم وبعد لمس الجدران أو تنظيف الغبار أو لمس التربة أو غير ذلك.

كما أن من المفيد، لتخفيف انبعاث الرصاص إلى هواء المنزل، تنظيف الأثاث أو الجدران أو الأبواب بقطعة مبللة من القماش.

والمعالجة الطبية لهذه الحالات من التسمم مبنية على معرفة نسبة وجود الرصاص في الدم. ولو كانت النسبة متوسطة، فإن على الطفل تناول حبوب الحديد.

ويعمل الحديد كعامل طارد للرصاص من الجسم. وقد تتطلب الحالات الشديدة الخضوع للمعالجة في المستشفى، من خلال أخذ أدوية محددة في الوريد، لخفض نسبة الرصاص من الدم.

مصادر بيئية للتسمم بالرصاص
- تربة المناطق القريبة من الشوارع الرئيسة والخطوط السريعة، نتيجة للتلوث برصاص البنزين.

- غبار المنازل، نتيجة تلوثه بدهان الجدران والأبواب والأرضيات الخشبية وقطع الأثاث المعدنية والخشبية.

- الماء، نتيجة استخدام أنابيب المياه المحتوية على الرصاص. ويرى أطباء مايو كلينك أن أبسط وسيلة للوقاية هي ترك الماء البارد يجرى من الحنفية لمدة دقيقة قبل غسل اليدين منه أو الشرب أو غسل الفم به، لأن الماء البارد أقل قابلية لحمل الرصاص بخلاف الماء الدافئ أو الحار.

- السيراميك والبورسلين من الأنواع الرخيصة وغير الخاضعة للرقابة الإنتاجية.

- المنتجات العلاجية الدوائية للطب الشعبي من دول مختلفة.

- الأنواع السيئة والمغشوشة من الكحل.

حقائق طبية
- التسمم بالرصاص قد يضر الطفل حتى قبل مولده.

- قد تكون لدى الطفل نسبة عالية من الرصاص في الدم، بينما يبدو بصحة جيدة ظاهرياً.

- يدخل الرصاص إلى الجسم من خلال استنشاق الغبار الملوث بالرصاص أو بلعه، أو بتناول التربة أو رقائق الدهان المحتوية على الرصاص.

- إزالة الدهان المحتوي على الرصاص من جدران المنازل يجب أن تتم بطريقة سليمة، وإلا فإنها قد تكون وسيلة للتسمم بالرصاص.

- الرصاص ضار بالأطفال أكثر من البالغين، لأن الأطفال غالباً ما يضعون كثيراً من الأشياء في فمهم، كما ان أجسامهم أكثر قابلية لامتصاص الرصاص، وجهازهم العصبي والذهني لا يزال في طور التكوين.

- قد يصاب البالغون بالتسمم بالرصاص، ما قد يُؤدي إلي صعوبات ومشاكل في الحمل لدى النساء، وتدهور في القدرات الجنسية للرجال، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات في الجهاز الهضمي، ومشاكل في قدرات الذاكرة والتركيز الذهني إضافة إلى آلام العضلات والمفاصل.