هل الإفراط في ممارسة الجنس يحقق السعادة أم لا؟

يظن معظم البشر أن السعادة ترتبط بالجنس وكلما زادت الممارسة زاد معها الشعور بالسعادة!، هكذا يقال وهكذا يعتقد الكثيرون إن لم يكن معظمنا، ولكن الحقيقة ونتائج الدراسات يمكنها أن توافق الرأي ويمكنها أيضًا أن تحمل عكس ذلك، وفيما يلي ستتعرف على الحقيقة كاملة، فطالعها:


1- في الدراسة الأولى بهذا الشأن عكف فريق من العلماء على دراسة المفهوم العام الشائع وهو أن (ممارسة الجنس بكثرة تجعل الفرد سعيدا)!. 

فوفقا لتقرير صدر في عام 2015 أثبت عكس ما يتوقعه معظم البشر والحقيقة هي أن ممارسة الجنس بشكل مفرط يولد التعاسة. 

2- عكس نتائج دراسات سابقة قامت تحديدًا في العقد الأخير وأفادت أن الجنس يرتبط بشكل مباشر بالسعادة، مما يعنى أن ممارسة الجنس بكثرة تؤدي إلى شعور أكبر بالسعادة.

3- أثبتت دراسة أخرى ثالثة أن تغيير عدد مرات ممارسة الجنس في الشهر وفي الأسبوع يؤدي إلى نفس مقدار السعادة التي يشعر الفرد بها كما لو فاز بمبلغ 50.000 جنيه!!.

وعلى الرغم مما تغاضت عنه هذه الدراسات وعن تخطيها لبعض المفاهيم الخاطئة بشأن العلاقة بين تكرار ممارسة الجنس والسعادة.

فقد أفادت أنه ليس فقط الجنس الذي يسبب السعادة بل هناك أمور أخرى كالتواجد في محيط وجود شخص تحبه أو الدخل المادي المرتفع للفرد. 

ومن المنطقي أن نقول أن السعادة لها تأثير إيجابي على ممارسة الجنس بدلاً من أن نقول أن الجنس هو السبب في إسعاد البشر. 

وللمساهمة في حل هذا اللغز، قام فريق البحث بتجارب للوقوف على مدى تأثر العلاقة الحميمة بالسعادة. 

روتين التجربة
قام الباحثون بقياس شعور الزوجين بالسعادة من نظام جدول ممارسة العلاقة الحالي لهم، وبعد ذلك ينقسمون إلى مجموعتين ثم يطلبون من كل مجموعة ممارسة العلاقة عدد مرات أكثر (مرتين زيادة عن المعتاد) ويطلبون من مجموعة أخرى عدم تغيير أي شيء في حياتهم الجنسية. 

ثم يقارنون بين المجموعتين لمعرفة أيهم أكثر سعادة وذلك بطلب فريق البحث من نصف الأزواج مضاعفة عدد مرات ممارسة الجنس والنصف الآخر الالتزام بالجدول المعتاد. 

وطوال مدة التجربة التي استمرت 90 يوما، كانت المجموعتان تجيبان على الاستبيان عبر الانترنت كل يوم. وساعد هذا الاستبيان الباحثين في قياس مزاج الأزواج ومعرفة مدى رضائهم مع كل مرة يمارس فيها الزوجان العلاقة الحميمية. 

ما هي المفاجأة التي أثبتها الباحثون؟
خلافا لما هو متوقع من ربط تكرار ممارسة الجنس بالسعادة، فقد دون فريق البحث ما يلي: 
"لقد لاحظنا تأثيرا سلبيا على مزاج المتطوعين عندما أُجبروا على ممارسة المزيد من الجنس". 

وعمومًا أثبت الباحثون أن الأزواج الذين ضاعفوا عدد مرات ممارسة الجنس لم يستمتعوا بممارسة الجنس كثيرا بل كانوا أقل شعورًا بالسعادة. 

وقد ذكر الباحثون أن الأشخاص الذين أُجبروا على ممارسة الجنس كانوا أقل تحفزًا ورغبة في العلاقة الحميمة.

وفي نهاية المطاف، يمكننا تلخيص القول في أنه إذا رغب المرء في حياة جنسية سعيدة فعليه الإهتمام بكفاءة العلاقة الجنسية وليس عدد مرات الممارسة أي الكيف وليس الكم.