نصائح ضرورية لوقاية الحوامل من الإنفلونزا

من البروتوكولات الطبية المسلم بها في علاج حالات الأمراض الفيروسية ومنها الإنفلونزا أن يتم تجنب إعطاء المضادات الحيوية بقدر الإمكان ما لم يثبت حدوث عدوى بكتيرية إلى جانب المسبب الفيروسي، وذلك لإعطاء جهاز المناعة بالجسم الفرصة الكافية للقيام بواجبه في الدفاع عن الجسم والقضاء على الفيروس وحفظ بصمته في ذاكرة جهاز المناعة لمنع أي هجوم يقوم به مستقبلا أو التصدي له بفاعلية كبيرة وبأقل الأضرار التي يمكن أن تلحق بالجسم.


ومع التوصل إلى اكتشاف مضادات الفيروسات لفئة محددة منها، أمكن الآن القضاء على العدوى الفيروسية سريعا مع تقليص فترة المرض وتقليل فرص حدوث المضاعفات. ومن تلك الفيروسات التي تستجيب للمضادات «فيروس الإنفلونزا» الذي عاث فتكا بين البشر في كل دول العالم دون تفرقة أو هوادة، وخصوصا عند فئات الناس الأكثر تعرضا مثل الأطفال والمسنين والحوامل من النساء.

ومن الأبحاث الأخيرة ما يدعم إعطاء المرأة الحامل العلاج المضاد للفيروسات في وقت مبكر من الإصابة بالإنفلونزا، إذ وجد أن العلاج المبكر يمكن أن يقلل من مدة الإقامة في المستشفى، وخصوصا في الحالات الخطيرة. ومن تلك الأبحاث دراسة نشرت نتائجها في «مجلة الأمراض المعدية The Journal of Infectious Diseases»، التي تؤكد مرة أخرى على أهمية إعطاء تطعيم الإنفلونزا بالنسبة إلى النساء الحوامل.

وحلل العلماء من مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها CDC في أتلنتا (جورجيا) بيانات لعدد 865 امرأة من النساء الحوامل اللاتي نقلن إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا في الأعوام 2010 - 2014. 

ومن بين هؤلاء وجد أن 7 في المائة (63 امرأة) كن يعانين من مرحلة شديدة من الإنفلونزا، وأربع منهن لقين حتفهن، وأن 85 في المائة منهن قد تلقين العلاج المضاد للفيروسات.

وأظهر تحليل البيانات بوضوح تام أن إعطاء العلاج المضاد للفيروسات في وقت مبكر (ويفضل أن يكون مبكرا حتى قبل ظهور النتائج المخبرية المؤكدة للحالة) قد ساهم في إحداث خفض كبير في مدة الإقامة في المستشفى، وخصوصا في النساء اللاتي كن في مرحلة شديدة من المرض. 

ووجد أيضا أن بدء العلاج في غضون يومين من ظهور الأعراض صاحبه خروج النساء من المستشفى بعد 2.2 يوم في المتوسط.

أما إذا بدأ العلاج بعد اليومين الأولين من المرض، فقد تطول الإقامة في المستشفى لفترة أطول بخمسة أيام وتستمر لنحو 7.8 أيام.

وبالنسبة للمريضات بالإنفلونزا من الحالات الأقل شدة وعولجن بمضادات الفيروسات في وقت مبكر من ظهور الأعراض، فقد كانت إقامتهن بالمستشفى، أيضا، أقصر بفارق (2.4 مقابل 3.1 يوم).

كما أظهرت هذه الدراسة بوضوح أهمية إعطاء تطعيم الإنفلونزا، إذ تأكد للباحثين أن النساء اللاتي أصبن بحالات شديدة من المرض لم يحظين بأخذ التطعيم في حين أن من أخذنه منهن كانت حالاتهن المرضية أخف وأكثر اعتدالا. 

وعليه أوصت الدراسة بإعطاء التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا لجميع النساء الحوامل للوقاية من الإصابة بمرض الإنفلونزا أو منع حدوث المضاعفات المصاحبة للحوامل أنفسهن أو لأطفالهن. وكان من تلك المضاعفات الولادة المبكرة وفقدان الجنين في الحالات المرضية الشديدة.

حياة الخمول تزيد احتمال الإصابة بالسكري
من سلبيات الحياة الحديثة، ما توفر فيها من تقنيات متطورة استغلها إنسان هذا العصر في مزيد من الراحة والسكون وعدم الحركة. وقد يبدو للبعض منا أن قيامه بممارسة بعض أنواع الرياضة قد يحميه من أمراض العصر مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية إضافة إلى السمنة، إلا أن الدراسات والأبحاث الحديثة تشير إلى أن كل ساعة من الزمن يقضيها الإنسان من ساعات يومه ساكنا مستقرا دون حركة أو نشاط سوف تزيد من احتمال إصابته بالنوع الثاني من داء السكري.

وما يؤكد ذلك نتائج دراسة حديثة أجراها علماء هولنديون نشرت مؤخرا في «مجلة علم السكري Diabetologia»، وخلصت إلى أن خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني ترتفع مع كل ساعة إضافية من الوقت يقضيها الشخص دون حركة.

شملت الدراسة، التي قام بها باحثون من جامعة ماستريخت Maastricht University بيانات من 2497 شخصا من ضمن المشاركين في «دراسة ماستريخت Maastricht Study» كان متوسط أعمارهم 60 عاما لمدة ثمانية أيام متتالية. 

ثبت المشاركون في أحد أطرافهم (الفخذ) جهازا خاصا بقياس الحركة والسرعة وذلك لقياس وقت الركود والسكون (عدم التحرك) بكل دقة، وعدد الفواصل الزمنية التي يقضيها المشارك دون حركة، وعدد الفترات الطويلة التي تزيد مدتها عن 30 دقيقة التي يقضيها الشخص مستقرا دون حركة.

كانت النتيجة أن استقلاب الغلوكوز (التمثيل الغذائي له) كان «عاديا» عند 56 في المائة من المشاركين، وكان «ضعيفا ومضطربا» عند 15 في المائة منهم، وظهر «داء السكري من النوع الثاني» عند 29 في المائة من المشاركين. 

وأظهرت المقارنة بين هذه المجموعات أن مرضى السكري كانوا يقضون معظم وقتهم جالسين، وكانت فترات جلوسهم تصل إلى 26 دقيقة أكثر من الأشخاص الذين لديهم السكر طبيعيا أو لديهم ضعف في استقلاب الغلوكوز.

واستنتج الباحثون أن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني يزداد بنسبة 22 في المائة عن كل ساعة إضافية يقضيها الشخص دون حركة في اليوم الواحد. 

أما النتائج بالنسبة لفترات الراحة وعددها ومدتها فلم تكن في هذه الدراسة ذات أهمية إحصائيا، وتحتاج إلى إجراء مزيد من الدراسات.

ومع ذلك فإن نتائج هذه الدراسة تؤكد على مؤشر صحي هام في حياتنا وهو مدى خطورة اتباع البعض منا نمط حياة الركود والسكون وعدم الحركة لفترات زمنية طويلة في اليوم الواحد، وأن ذلك يلعب دورا هاما في تطور داء السكري من النوع الثاني، بصرف النظر عن أي نشاط بدني آخر يمارسه الشخص نفسه في نفس اليوم حتى وإن كان نشاطا عاليا. ولا بد من تكثيف برامج الوقاية الصحية العامة في هذا المجال.