انتبهي للتغيرات الفسيولوجية بجسمك خلال الصيام

أهم سؤال بالنسبة للعديد من الناس المقبلين على صيام شهر رمضان الكريم هو عما إذا كان الصيام مفيداً أم ضاراً بصحتهم؟ ويتطلب الرد على هذا السؤال لمحة سريعة عن ما يحدث بداخل جسمك خلال فترة الصيام أو بمعنى آخر "فسيولوجيا الصيام".


ماذا يحدث خلال الصيام لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة؟
تعتمد التغيرات التي تحدث بجسمك نتيجة للصيام على طول فترة الصيام المستمر، حيث يدخل الجسم من الناحية الفعلية في حالة الصيام بعد مرور 8 ساعات من تناول آخر وجبة.

أي عندما تنتهي المعدة من امتصاص العناصر الغذائية من الطعام الذي تم تناوله، وفي الحالة الطبيعية يصبح جلوكوز الجسم الذي تم تخزينه في الكبد والعضلات المصدر الرئيسي للطاقة.

فأثناء الصيام يتم استخدام هذا الجلوكوز المخزون أولا ليمد الجسم بالطاقة، وبعد ذلك عندما ينفذ احتياطي الجلوكوز في الجسم، تصبح الدهون المصدر والمخزون الثاني لطاقة الجسم.

كما يتم إنتاج كميات صغيرة أخرى من الجلوكوز عبر آليات أخرى في الكبد.

ما قد يحدث للعضلات؟
وفقط عند استمرار الصيام لفترات طويلة تمتد أيام وأسابيع يتحول الجسم في نهاية المطاف إلى استخدام البروتين من أجل الحصول على الطاقة، وهذا وصف تقني لما يعرف باسم "الجوع الشديد".

وبالطبع يصبح أمرا غير صحي، ويتضمن ذلك البروتين المفرز من تحلل العضلات ولهذا السبب يبدو الشخص الجائع هزيلاً وضعيفاً جدا.

المفاجأة:
ولأن الصيام اليومي في رمضان يمتد فقط من الفجر وحتى الغسق أو المساء، يصبح لدي الصائم فرصة لإعادة ملء وتجديد مصادر الطاقة بجسمه في وجبتي السحور التي تسبق الفجر والإفطار التي تلي المغرب.

وهذا يزود الجسم بانتقال تدريجي معتدل من استخدام الجلوكوز إلى الدهون كمصدر رئيسي للطاقة ويمنع تحلل العضلات للحصول على البروتين.

فوائد لا نهائية:
ويساعد استهلاك الدهون خلال الصيام من أجل الحصول على الطاقة في خسارة الوزن والحفاظ على العضلات وتقليل مستويات الكوليستيرول في الجسم على المدى الطويل.

هذا بالإضافة إلى ظهور نتائج أفضل في التحكم في أمراض السكري وتقليل ضغط الدم.

كما تحدث خلال الصيام عملية التخلص من السموم حيث يتم تحلل أي سموم تم تخزينها في دهون الجسم ويتخلص الجسم منها تماما.

تحسن الحالة العامة للجسم:
وبعد أيام قليلة من الصيام يظهر ارتفاع في مستويات هرمونات معينة في الدم ومنها هرمون الإندروفين الذي ينتج عنه تحسن مستوى التركيز وشعور جيد بجميع وظائف العقل بشكل عام.

ومن المهم جدا أن يكون هناك توازن بين كمية الطعام والسوائل التي يأخذها الإنسان بين فترات الصيام.

وهذه وظيفة الكلى التي تقاوم وبفاعلية بالحفاظ على الماء والأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم داخل الجسم، ورغم أن الشخص يمكن أن يفقد هذه الأملاح عند التعرق.

لمنع تحلل العضلات يجب: 
ولمنع تحلل العضلات يجب أن تحتوي الوجبات على مستويات كافية من الطعام الذي يمد الجسم بالطاقة، مثل الكربوهيدرات والدهون.

ويقودنا ذلك إلى أهمية أن يكون لدينا نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من العناصر الغذائية الضرورية والملح والماء.