كيف يتحول اللبس على الموضة لسلاح قتل!

ربما يتحول أحيانا اتباع الموضة لمحاولة لقتل النفس وتعذيبها، وأقرب مثال لذلك ارتداء النساء للبنطلون الجينز شديد الضيق والالتصاق على الجسم Skinny ، وقد كثرت التحذيرات منه وتوالت خاصة بعدما لم تتمكن امرأة استرالية تبلغ ٣٥ عاما من خلع بنطالها وأيضاً بمساعدة الآخرين، مما اضطرهم لقطعه وتمزيقه من على جسدها لكي تتمكن من التخلص منه وخلعه، وذلك إثر إصابتها بمتلازمة المقصورة Compartment syndrome وهي تحدث نتيجة الضغط الشديد على الجسم وانحصار الجسم في مساحة ضيقة (ملابس شديدة الضيق) وخاصة من الساق أو الساعد.
 
فيما يلي سنقدم لكم أسوأ كوارث الموضة.. فتابعوها.
حوادث الكورسيه/ مشد الخصر  Cosets:
مهمة ارتداء الكورسيه هي تقليص حجم الخصر وإظهاره أنحف مما هو عليه في الحقيقة، وذلك من أجل إعطاء شكل متناسق رشيق لجسم المرأة، واشتهر ارتداء الكورسيه من العصر الفيكتوري وحتى وقتنا هذا، ويشيع ارتداؤه حتى الآن للنساء اللاتي وَلدن حديثا وذلك لتقليص حجم البطن ولمساعدة العضلات على الانقباض مرة أخرى وعدم السماح للبطن بأن تظل مترهلة نتيجة لتجربة الحمل.
 
أما عن أخطار الكورسيه والحوادث التي وقعت نتاج ارتدائه فحدث ولا حرج، فعلى مدى قرون عديدة تم حصد ورصد عدد من الحوادث لنساء ارتدين الكورسيه ومنهن من بالغت وتطرفت في شده على جسدها حتى أصيبت بنزيف داخلي، حالات إغماء متكررة بسبب ضيق في المجري التنفسي وذلك لالتصاق الكورسيه وضغطه على الرئتين، في حين أن هناك ما هو أخطر من ذلك حيث تسبب التضييق والشد العنيف للكورسيه على جسم المرأة في تشكيل خطر على الأعضاء الداخلية للجسم التي أرغمت على التكيف مع وضع غير مألوف وغير طبيعي بشكل الهيكل العظمي المتأثر بشد الكورسيه عليه.
 
وهناك حادث وفاة وليس هو الوحيد بالطبع ولكن لضيق المقام، يذكر التاريخ وفقاً لما نشر بصحيفة نيويورك تايمز خبر وفاة السيدة ماري هاليداي البالغة من العمر ٤٢ عاماً في العام ١٩٠٣ وهي أم لستة أطفال والتشريح أثبت وقتها أن الحادث وقع نتيجة انغراس قطعتين من الصلب أشبه بالوتد من تكوين الكورسيه في قلبها .

اشتعال التنانير المنتفخة:
اشتهر القرن الـ١٩ بحب النساء لارتداء التنانير المنتفخة ذات الأسلاك والتي تبطن بنوع معين من القماش القطني، ولكن للأسف فقد سجل ذاك الوقت من التاريخ ارتفاعاً رهيباً في وقوع حوادث الحريق وما نتج عنها من حالات وفيات لسيدات كُثر، نتيجة اندلاع النيران بالملابس والتنانير المنتفخة.
 
 مما دفع صحيفة نيويورك تايمز عام ١٨٥٨ بعمل إحصائية عن حوادث الحريق والوفيات نتيجة اتباع الموضة ورصدت معدل ثلاث حالات وفاة أسبوعية نتيجة اشتعال الملابس فقط.  

اختناق الرجال  بالياقات البيضاء الصلبة:
هوس الموضة واتباعها رغم خطورتها في بعض الأحيان لم يقتصر على النساء فقط، بل إنه أصاب الرجال أيضاً منذ القِدَم، ففي القرن التاسع عشر اجتاحت موضة ياقة القميص الصلبة البيضاء أوربا، وبما أنها بيضاء فهذا يعني ضرورة تبديل الرجل للقميص يومياً، وقد أطلق الألمان (القاتلة) كلقب لهذه الياقة شديدة الصلابة.
 
 وقد سجلت بالفعل عدد من حالات الوفيات للرجال نتيجة لتسبب الياقات الصلبة في منع وصول الدم  للشريان السباتي بالرقبة، وقد رصدت الصحف وقتها عدداً من حالات الوفاة نتيجة إحناء الرجل رأسه للأمام ليستريح أو يغفو فتتسبب الياقة في اختناقه المؤدي لموته.
 
جنون صانعي القبعات:
عبارة جنون حتر Mad hatter كانت من أكثر العبارات الشائعة في أوربا في القرنين ١٨،١٩ والأصل في ذلك انتشار موضة اعتمار الرجال لقبعات غريبة التصميم.
 
 أما عن الجنون وقصته، فالحقيقة أن صناعة تلك القبعات تحتاج للاستعانة بمادة الزئبق وما لها من مخاطر على مستخدميها وهم صانعوا القبعات لضرورتها في إنتاج لباد القبعة، واستخدام هذه المادة الكيميائية لفترة طويلة يؤدي إلى أعراض ومنها )الرجفة الشديدة، الهياج العصبي(  وهي أعراض ناتجة عن التلف العصبي المصاب به المريض وما فسره العامة وقتئذ على أنه الإصابة بالجنون.