ديمنا فازاليا .. مصمم دار «بالنسياجا» الجديد

ديمنا فازاليا.. من الظل إلى الأضواء، وفي الصورة من عرض ماركة «فيتمون» وديمنا فازاليا
ديمنا فازاليا.. من الظل إلى الأضواء، وفي الصورة من عرض ماركة «فيتمون» وديمنا فازاليا

لم يكن خبر خروج ألكسندر وانج من دار «بالنسياجا» مفاجأة، فالكل كان يتوقع أن تشكيلته لربيع وصيف 2016، ستكون آخر ما سيقدمه للدار بعد عامين فقط من التحاقه بها، لكن لم يكن أحد يعرف من سيكون خليفته، لهذا كان الإعلان عنه بعد فترة وجيزة، وصناع الموضة لا يزالون في باريس، مثلجًا للصدر، لأنه وضع نقطة النهاية لأي تكهنات وتأويلات. 
 
«بالنسياجا» اختارت مصمما غير معروفا للكل، هو ديمنا فازاليا «Demna Gvasalia»، شاب يبلغ من العمر 34 سنة تخرج في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة بأنتوورب البلجيكية قبل أن يعمل مع «ميزون مارتان مارجيلا» و«لويس فويتون». 
 
بعد ذلك أصبح المصمم الفني لماركة «فيتمون» (Vetements)، التي تشهد في أسابيع باريس، ومنذ خمسة مواسم، إقبالا وإشادة من أمثال كيني ويست وغيره. 
 
وكانت هذه الماركة قد تأسست على يد سبعة مصممين بقوا في الظل بسبب تعاقداتهم مع بيوت أزياء أخرى، إلى أن أصبح ديمنا مصممها الرئيسي ووجهها منذ عام فقط. كما أن موقع «بيزنيس أوف فاشن» (BOF) أدخله لائحته السنوية كواحد من بين 500 مؤثر على الموضة في العالم أخيرًا.
 
رغم كل هذا، فإنه في عرف أوساط الموضة، ليس نجما لامعا أو اسما معروفا للكل، لهذا فإن اختياره لقيادة دار كبيرة مثل «بالنسياجا» يشير إلى ظاهرة جديدة تتبناها المجموعات الكبيرة أخيرا عند اختيار مصممين لبيوتها، تتلخص في البحث عن أسماء جديدة وغير متعطشة للأضواء، ولا تنبع بالضرورة من رغبة في إعطائها فرصا، بقدر ما هي البحث عن راحتها الخاصة.
 
فمصمم شاب وغير معروف لن يطالب بالكثير، ولن يوجع رؤوسهم بنرجسيته أو يسرق الأضواء منها بل سيعمل بجد على ترسيخ مكانته وأسلوبه أولا. 
 
ما أجج هذه الظاهرة وشجع عليها أكثر، التجربة التي خاضتها مجموعة «كيرينج» مع ميشال أليساندرو حين اختارته كمصمم فني لـ «جوتشي» رغم أن قلة كانت تعرفه وظل يعمل في الظل لسنوات.
 
لكنه في غضون سنة تقريبا من تسلمه زمام الدار أخرجها من الخسارة وأدخلها الربح. 
 
الأمر نفسه ينطبق على مصممي دار «فالنتينو»؛ الثنائي بييرباولو بيكيولي وماريا غراتزيا كيوري، اللذين يحققان الكثير من النجاحات للدار رغم أنهما عندما اختيرا منذ سنوات، استغرب البعض ولم يتوقع البعض الآخر كل هذه الطاقة التي تنبع من تصاميمهما. 
 
هناك قواسم مشتركة بينهما وبين ميشال أليساندرو وديمنا فازاليا، مصمم «بالنسياجا» الجديد، أهمها أنهم يفهمون تطلعات هذا الجيل كما أنهم متشبعون بثقافة العصر والشارع في الوقت ذاته، وهو ما يترجمونه في أزياء ترغب فيها المرأة، وتثير الحلم بداخلها، أيا كان عمرها وأسلوبها.
 
سيرة فازاليا الذاتية تقول إنه من جورجيا وسبق له العمل في دار «مارتن مارجيلا» لثماني سنوات، وهو ما يفسر تلك الكلاسيكية المفككة التي تظهر في تصاميمه إلى جانب جرأة أحجامها، والأهم انتماؤها إلى ناد خاص جدا، لا بد أن تتسابق الشابات على الانخراط فيه، وهذا هو عز الطلب بالنسبة لـ «بالنسياجا» لا سيما بعد تجربتها مع ألكسندر وانج، الذي حقنها بأسلوب «سبور»، لكنه لم يرقَ بها إلى مستوى المؤسس كريستوبال بالنسياجا الهندسي ولا حيوية المصمم السابق، نيكولا جيسكيير الذي تركها بعد 15 عاما، والتحق فيما بعد بـ «لويس فويتون».