تعرف على السبب العلمي للسعادة

انشغل الباحثون كثيراً وطويلاً بالبحث عن أعظم سبب للسعادة، وقد توصلوا لإجابة وتفسير علمي باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي لتحديد مكان السعادة في مخ الإنسان.
 
جميعنا يريد أن يعيش سعيداً وهذه غاية البشرية، حديثاً ونتاجاً لبذل جهد كبير اكتشف العلماء منطقة في المخ هي المسئولة عن السيطرة على المشاعر. 
 
وقد عمل الباحثون في جامعة كيوتو على البحث عن السعادة من خلال البحث في التركيبات العصبية لمخ الإنسان. 
 
كشفت هذه الدراسة أن الشعور العام بالرضا والسعادة مرتبطان بحجم أكبر لمنطقة معينة في المخ تدعى الطلل precuneus، كما أن المشاعر الإيجابية الأخرى ووجود أهداف وطموحات أكبر في حياة الفرد ترتبط أيضاً بزيادة حجم هذه المنطقة، وتقع هذه المنطقة (الطلل) في وسط جدار فص المخ (في أعلى الرأس من الجهة الخلفية) التي هي مرتبطة بعمليات الذاكرة وتنعكس على الشخص وبعض جوانب الوعي.
 
 مازال الأطباء في حيرة عن الآلية العصبية التي تسبب حدوث السعادة، وقام المشاركون/ المتطوعون اليابانيون في البحث ومتوسط أعمارهم 23 عاما بالخضوع لأشعة رنين مغناطيسي على المخ وقد ساهم المسح في تحديد كيفية حدوث السعادة للمشاركين وكيف تزيد المشاعر سواء كانت مشاعر إيجابية أو سلبية، وما مدى رضائهم عن حياتهم.  
 
أظهرت النتائج أن هناك علاقة إيجابية بين درجة السعادة الموضوعية وحجم المادة الرمادية على الطلل الأيمن.. فالأشخاص الذين كانت حياتهم مليئة بالأحداث وثرية بالمشاعر لديهم هذا الجزء أكبر.
 
 وتشير التحليلات أن نفس المنطقة لها ارتباط بقوة المشاعر الإيجابية والسلبية والرضا في الحياة المعيشية. 
 
وقد كشفت الدراسة أيضاً من خلال تحليل ودراسة عواطف بعض الأشخاص بطرق متنوعة أنه وعلى سبيل المثال، يشعر بعض الأشخاص بسعادة أكثر لدى سماعهم عبارات الثناء والمدح، وكما يشعر هؤلاء الأشخاص بالسعادة بنفس الحدة يشعرون أيضاً بالغضب لدى توجيه التوبيخ والانتقاد لهم. 
 
وبصفة عامة، فإن الطلل الذي بداخل المخ هو القادر على ضبط مستوى السعادة من خلال ربط العواطف والعناصر الإدراكية بالسعادة. 
 
ويقول السيد/ ساتو: " هناك علماء بارزون على مدار التاريخ بحثوا في كون السعادة وأنا الآن سعيد جداً لمعرفتي ما معنى أن أكون سعيد".