نكّد على نفسك .. فالتعاسة لن تقتلك !

(عش حياتك ونكد على نفسك كما تشاء فالتعاسة لن تقتلك)!.
 
هكذا تصدرت دراسة طبية في مجال علم الأعصاب موضوعها بهذا العنوان، وقد استغرقت الدراسة 10 سنوات متصلة من البحث وأجريت على نحو مليون امرأة في منتصف العمر فى بريطانيا.
 
 والمفاجأة أن الدراسة خلصت إلى تكذيب الاعتقاد السائد بـ (السعادة تعزز الصحة وتطيل العمر) وأن السعادة لاعلاقة لها بطول العمر. 
 
 ومفاد البحث، " ليس هناك دليل أو مؤشر يقيني حول أن السعادة والأمور المتعلقة بالرفاهية لها تأثير مباشر على معدل الوفيات " ويقول السيد / ريتشارد بيتو Richard Peto  وهو مؤلف الدراسة وأستاذ الإحصاء الطبي وعلم الأوبئة في جامعة أكسفورد "هناك أخبار جيدة للشخص الغضوب" والطبيب بيتو وزملائه الباحثون قرروا تكذيب الاعتقاد واسع الانتشار بأن التوتر والتعاسة هما سبب الإصابة بالمرض.
 
ويمكن لهذه المعتقدات أن تكون بمثابة وقود لإلقاء اللوم على المرضى بأنهم جالبو الأمراض لأنفسهم من خلال كونهم أشخاص سلبيون ومضرون لأنفسهم، وليس هناك مراعاة كونهم أشخاص  قليلو الحظ في الحياة وأن نصيبهم من السعادة ضئيل وعلى العكس حظهم من التعاسة وافر.
 
وقال أستاذ الدراسات الإحصائية أن دراسته تضمنت بيانات ذات أهمية خاصة شملت 500.000  كتبن جميعهن عن المساحات الأساسية والخاصة بهن في الحياة وأن عددا كبيرا منهن كن يتمتعن بصحة جيدة، وليس لهن تاريخ من أمراض القلب، السرطان، السكتة الدماغية أو التهاب الرئة.
 
وعلى النقيض فهناك عدد ليس بالقليل من هؤلاء النسوة المشاركات بالدراسة لم تحظين بحياة سعيدة  وأكدن ذلك ومع ذلك هؤلاء النساء تمتعن بحياة صحية، ويستطرد الدكتور  فيقول: "وعلى مدى عقد كامل تالي للتدوين الشخصي لحياة كل واحدة لم تكن التعيسات أكثر عرضة للوفاة مقارنة بالنساء السعيدات عموما".
 
وهذا الاكتشاف يدحض تأثير التعاسة والتوتر على الوفيات ويقول الدكتور بيتو مشيراً إلى أن التعاسة في حد ذاتها قد لا تؤثر على الصحة بشكل مباشر، ولكن يمكن بالطبع للمشاعر السلبية أن تلحق الضرر بطرق أخرى، كدفع بعض البائسين إلى الانتحار، والإدمان على الكحول أو ممارسة بعض التصرفات والسلوكيات الخطرة المختلفة.
 
تنبيه: هذا النوع من الدراسات كالتي سبق شرحها وتم إلقاء نظرة عليها بشكل عام، تعتمد على التقييمات الذاتية للمشاركين، ولا تعتبر موثوقة كلية ولكنها تجربة تم انتقاؤها عشوائيا ونتائجها جاءت بناء على تجارب عدد كبير من البشر وهو فقط ما يعطيها القوة، ومع ذلك فقد لاحظ بعض المراقبين على الدراسات أن قياس مشاعر البشر هو شئ أكثر تعقيداً من مجرد إعلان السعادة أو التعاسة.