جورج شقرا وهيلين ميرين .. قصة نجاح حمراء

جورج شقرا مصمم لبناني، تسلل إلى العالمية من خلال عروض باريس للأزياء الراقية، التي اصبح وجها من وجوهها المألوفين، وايضا من خلال لقطة في فيلم «الشيطان يلبس برادا» ضمنت له مكانة مع الكبار من امثال فالنتينو وغيرهم.


لذلك عندما ارتدت نجمة من عيار البريطانية هيلين ميرين فستانا من تصميمه، في حفل توزيع جوائز الأوسكار الأخير، لم يثر الأمر الاستغراب بقدر ما عزز الإعجاب بهذا المصمم، الذي ما فتئ يؤكد انه يفهم المرأة ويقدرها أيا كانت مقاييسها. النجمة ميرين، بدورها،.

ورغم سنواتها التي تعدت الستين دائما أنيقة، وتعرف ما يناسبها، أما الفستان العنصر الثالث في هذه الوصفة الناجحة، فكان رائعا يراعي كل صغيرة وكبيرة من جسمها بدءا من الأكمام، إلى التنورة الواسعة مرورا بالصدر المفتوح بخفر.

جورج شقرا لم يخف سعادته بأن تظهر هيلين بواحد من إبداعاته، خصوصا أن الأوسكار كما قال «مضمار يشد انتباه الملايين من المتفرجين، مما يجعله حدثا مهما بالنسبة للمصممين عموما. فمتابعو الموضة لا يتخلفون عن مشاهدة النجمات وما يلبسن للاقتداء بهن، هذا عدا عن التغطية الإعلامية التي يحصل عليها الفستان والنجمة على حد سواء.

وإن كان المخيف فيها انها قد تصيب أو تخيب». ولا شك أن أي مصمم يوافق شقرا الرأي، فسعيد الحظ هو الذي يجذب تصميمه الأنظار وتصوب له عدسات المصورين، ليس لأن اسمه سيتردد طويلا بل لأنه سيحصل على دعاية مجانية في صفحات الموضة.

ورغم أن التغطية التي حصل عليها شقرا هذه المرة كانت كبيرة نظرا لحجم النجمة التي ارتدته، إلا انها ليست المرة الأولى التي يتعامل معها مع نجمات حسبما يقول «بدأت أتعامل مع النجمات منذ حوالي ثلاث سنوات، وأذكر منهن بيونسي، ريحانا، هيلاري داف، تيرا بانكس وجينفر لوف هيويت وغيرهن.

وفي مناسبات عديدة مثل حفل توزيع جوائز الـ«غولدن غلوب» أو «الأيمي» أو «الغراميز». ويشير إلى أن علاقته بهيلين ميرين ليست وليدة هذا الحفل، بل بدأت عندما ارتدت بعض تصميماته للتصوير في مجلة «جينلاكس» Genlux وأحبتها تفاصيلها كثيرا.

ويوضح شقر «عندما اقترب موعد الأوسكار طلب مني خبير الأزياء الذي تتعامل معه، جورج بلودويل، أن أرسل لها بعض تصميماتي لتختار منها، وهذا ما كان، فقد ارسلت بعض الرسومات مع عدة خيارات فيما يخص الألوان، ووقع اختيار جورج على اللون الوردي، لكن نصيحتي كانت أن اللون الأحمر أو الأبيض المائل إلى البيج هما الأنسب، وانتهى بي الأمر إلى إرسال فستانين: الأحمر القرمزي الذي ظهرت به، وآخر باللون الوردي.

أما فيما يخص التصميم، فقد حرصنا أن يكون مناسبا لمقاييس جسمها، ويركز على الأجزاء الجذابة أكثر. طبعا كان هناك أخذ ورد بيننا، فقد عملنا كفريق متكامل، أنا وهي وخبير أزيائها إلى أن اكتمل الفستان الذي يمكن القول انه صمم خصيصا لها، رغم انه استوحي من تشكيلتي للشتاء».

الجميل في هيلين ميرين أنها تعرف ان للسن أحكاما، وتعرف ايضا ان هذا لا يعني انه بات عليها ان تطلق الموضة فقط، لأنها ودعت سن الصبا والشباب، وهذا ما تؤكده في كل إطلالة. في العام الماضي، مثلا، تسلمت جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم «الملكة» وهي في فستان لا يقل روعة من تصميم كريستيان لاكروا. القاسم المشترك بين التصميمين هو روعة التصميم، وبالذات مراعاته لسنها، فهي كما أكد شقرا لا يمكن ان تلبس ياقة مفتوحة عند الصدر بشكل فاضح، كما لا يمكن ان تكشف عن بعض الأجزاء، التي تتعرض طبيعيا للترهل، خصوصا منطقة الذراعين.

ووضح أن الفستان، وبحكم انه من مجموعته الموجهة للأزياء الراقية، كان من السهل تطويعه ليناسب أي سن وأي مقاييس «كل جسم له عيوبه وعلى المصمم ان يتعامل معها بذكاء، ونحن دار للأزياء الراقية في المقام الأول، وهذا يعني فستانا مفصلا على المقاس، يركز على الإيجابيات، ويموه على أي عيب.

المشكلة بالنسبة لي كمصمم لا تكمن في المقاييس، بقدر أن أجد نفسي اتعامل مع امرأة ليست انيقة بطبعها. فبينما البعض يمكن ان يلبس أي تصميم ويبدو رائعا فيه، هناك للأسف من تفتقد إلى هذه الميزة، وهذا يشكل بالنسبة لي تحديا ودافعا لأن اجعلهن يكتسبن الجاذبية والأناقة، مع مراعاة الشخصية. لحسن الحظ هيلين ميرين امرأة انيقة وبإمكانها ان تبرز جمال أي تصميم ترتديه، لهذا كانت العملية من أولها إلى آخرها متعة بالنسبة لي، ولا تنسي انها في العام الماضي كانت ضمن لائحة العشر نجمات الأكثر اناقة».

لكن هل ينتهي دور المصمم بمتابعة كل صغيرة وكبيرة وتسليم الفستان للنجمة؟ لا أبدا، فأي مصمم لا يمكن ان يثق بأن النجمة ستلبس تصميمه حتى يرى الأمر بأم عينه. فالمنافسة بين المصممين على أشدها، وتدخل الكثير من الإغراءات في العملية، كما ان النجمات يجدن انفسهن في حيرة من كم الفساتين الرائعة التي يقترحها عليهم خبراء ازيائهم، أو فقد قد يتناهى إلى اسماعهن ان نجمة اخرى ستظهر في تصميم لنفس المصمم وهكذا.

وهذا ما حصل لجورج شقرا تماما: «مثلك أسمع قصصا كثيرة عن تغيير النجمات رأيهن في آخر لحظة، ولم أكن متأكدا من الأمر مائة في المائة، لكن النتيجة فاقت توقعاتي.

فهي لم تظهر بالفستان وحسب، بل ايضا صرحت بأنني صممته لها خصيصا وأنه «درامي ورائع». وحتى بعد ظهورها به وتصريحاتها الإيجابية، بقيت على أعصابي لمعرفة ردود افعال وسائل الإعلام: هل سينجح الفستان ام سيدخل في لائحة الفساتين الفاشلة. وأصدقك القول إني لم ارتح إلا في اليوم التالي، عندما انهالت علي الرسائل الالكترونية والمكالمات الهاتفية من كل انحاء العالم، ليعبروا لي عن إعجابهم بالفستان ويهنئوني».