كيف تحلمين أحلاماً سعيدة

 يمكن للأحلام أن يكون لها تأثير قوي على حياة الاستيقاظ والواقع اليومي لدينا فيمكنها أن تعمل على تحسين أو تعكير المزاج الشخصي للفرد وخصوصاً لدى النساء فهن أكثر اهتماماً بتلك المواضيع الحسية، فمثلاً إذا كان حلمك جيداً ولطيفاً فإنك تستيقظين من نومك متفائلة وذات نشاط وحماس للبدأ بيوم جديد، وقد تشعرين بسعادة أنت بنفسك لا تجدين تفسيراً واضحاً لها، وعلى العكس إذا انتابتك أحلام سيئة أو كوابيس مزعجة فإنك قد تستيقظين منقبضة القلب وضيقة الصدر، وفي كلتا الحالتين تظلين تبحثين عن سبب وتفسير لهذا الحلم، ولكن بعد الآن لن تكون هناك تلك الأحلام السيئة المزعجة وستحلمين من ليلتك تلك أحلاماً سعيدة تبقيك متفائلة طوال اليوم، فطالعي الآتي حتى تتمكني من السيطرة على أحلامك لتكون جميعها أحلاماً وردية:
 
أولاً: اذهبي للنوم مبكراً:
أجريت مؤخراً دراسات أمريكية حول علاقة توقيت النوم بالأحلام ونشرت نتائجها بمجلة (النوم والإيقاعات البيولوجية) فقد أجريت الدراسة على عدة طلاب جامعيين وخلصت إلى أن الطلاب المعتادين السهر والذين يذهبون لفراشهم في وقت متأخرٍ من الليل يكونون أكثر عرضة للأحلام المزعجة والكوابيس بالمقارنة مع زملائهم ممن يأوون لفراشهم باكراً أو في أوقات النوم المعتادة (قبل حلول منتصف الليل)، ومن المرجح أن سر هذا اللغز يرجع إلى تحرير أو إطلاق الجسم لهرمون (الكورتيزول) في الصباح الباكر من كلِ يوم وعندها يكون الشخص المعتاد السهر مستغرقاً في نومه (فبطبيعة الحال لم يمض على نومه سوى ساعات معدودة) وعندما يفرز هذا الهرمون أثناء النوم فإنه يتسبب في إحداث حركة سريعة للعينين المغمضتين فتؤثر تلك الحركة بالسلب على أحلامه لتجعلها أحلاماً مزعجة.
 
فإذا رغبت في اختبار تأثير النوم الباكر على أحلامك فحاولي التبكير في النوم بحيث تذهبين لفراشك كل يوم مدة ساعة باكرة عن يومك السابق، وستلاحظين الفرق وستلمسين النتيجة.
 
ثانياً: تحكمي بنظامك وعاداتك الغذائية:
- بعض العادات الغذائية قد تتسبب ببعض الأحلام المزعجة كتناول وجبة العشاء حتى ولو كانت خفيفة في وقت متأخر من الليل وقبل النوم مباشرة، تناول الكافيين (الشاي، القهوة بأنواعها)، الكحوليات وتدخين السجائر.. فإذا كنتي تعانين بإستمرار.
 
من تناوب الكوابيس عليك فينبغي أن تتناولي وجبة العشاء قبل النوم بثلاث ساعات أو ساعتين على الأقل حتى تعطي فرصة كافية لمعدتك أن تقوم بهضم الطعام قبل النوم فعندها ستسمحين لنفسك براحة أكثر لنوم أهدأ.
 
- أما إذا كنتِ جادةً برغبتك في أحلامٍ أكثر متعة فعليك بتجنب تناول الكافيين مع إقتراب وقت الظهيرة وقاومي احتياجك له قدر الإمكان لأنه سيعمل على إيقاظ وتنبيه حواسك فيؤثر بالسلب على عمق وراحة نومك.
 
- بعض الأطعمة المحتوية على الميلاتونين (أحد مضادات الأكسدة القوية) يمكنها أن تساعدك في غفوٍ أسرع ونومٍ أعمق بل وجعل أحلامك أكثر وضوحاً، فيمكنك إدراج نوع واحد أو أكثر من تلك الأطعمة ضمن عشاءك، مثل: (الكرز، الشوفان، بذور عباد الشمس، بذور الكتان، الفجل، الأرز، الطماطم، الموز، الخردل الأبيض، الخردل الأسود).
 
ثالثاً: حاولي السيطرة على التفكير في أحداث يومك:
للحقيقة فإن الأحلام تعكس معظم ما تمرين به في الواقع اليومي من توتر وضغط عصبي ونفسي، وللسيطرة على الأحلام المزعجة وجلب الأحلام الطيبة حاولي قدر الإمكان عدم الإسهاب في التفكير في المشاكل والسلبيات التي مررت بها طوال اليوم أثناء وجودك في السرير محاولةً الغفو، ودربي نفسك على التفكير فقط في الإيجابيات فعندما ترين نفسك تعاودين الانزلاق في تذكر الأحداث السيئة توقفي على الفور وكأنك تمسحين رأسك ثم ابدأي في التفكير بأجمل ما مررت به على الإطلاق حتى ولو كان منذ وقت طويل مضى أو حتى في صغرك، فقط ركزي على الإيجابيات وبالتدريب ستحسنين ذلك.
 
ومما قد يساعدك على النوم براحة أكبر لاستجلاب الأحلام السعيدة ممارسة بعض التمارين الرياضية بانتظام فهي ستعمل بالفعل على تخفيف مستويات التوتر لديك، ولكن إذا رغبت في الحصول على النومٍ بشكلٍ أسرع فلا تمارسي تلك التمارين الرياضية في وقت قريب من النوم أو قبله مباشرةً.
 
رابعاً: روتين أكثر استرخاءً عند النوم:
حتى تحلمي أحلاماً سعيدة من المهم جداً أن تحصلي على قدرٍ كافٍ من الإسترخاء قبل الاستعداد للنوم ويمكنك الحصول عليه بتناول مشروبات الأعشاب الدافئة مع قراءتك لكتاب ممتع وابتعدي كل البعد عن قراءة القصص البوليسية وتلك المخيفة
 
أيضاً، شاهدي فيلماً اجتماعياً أو رومانسياً ويفضل مشاهدة الكلاسيكيات والابتعاد تماماً عن أفلام الرعب والأفلام العنيفة المحتوية لمشاهد القتل والتدمير ومن المهم أيضاً تجنبك مشاهدة البرامج التليفزيونية التي تعرض قضايا المجتمع والفساد والحوادث فهي بالتأكيد لن تجلب لك أحلاماً ممتعة ولن تتوقف عند هذا الحد بل بالعكس ستأتيك بأفظع الكوابيس، وعلى رأس جميع ما سبق اعملي على مقاطعة نشرات الأخبار وما تعرضه من حروب الكرة الأرضية.
 
- فإذا رغبت بنومٍ أكثر راحة وهناءً فعليك بإيقاف جميع المحفزات البصرية قبل النوم بساعة أو نصف الساعة على الأقل فتتوقفين وقتها عن مشاهدة التلفاز فقط لتلك المدة الزمنية القصيرة وأيضاً عليك الاستغناء عن الكمبيوتر، لا هواتف محمولة ولا أي شئ آخر من شأنه تحفيز بصرك لتعطيل نومك وإرهاقك، فقط صفي ذهنك وحاولي أن تكوني أنانية بعض الشئ بأن تهتمي بشأنك أنت حتى ولو لتلك المدة القصيرة قبل نومك، أليس من حقك أن تنامي هادئةً وأن تأتيك أحلاماً سعيدة!..
 
خامساً: ضعي وروداً بغرفة نومك:
أجرى العلماء دراسة حول تأثير رائحة الورود على النساء أثناء نومهن وكانت الدراسة لمدة 30 ليلة متتالية فوجدوا أن أحلامهن تأثرت كثيراً بشذى الورود فلم تعد هناك أحلام مزعجة وباتت معظم أحلامهن جيدة وممتعة أكثر من المعتاد، ويرجع السبب أن رائحة الورود تؤثر بالإيجاب على مشاعر المرأة وهذا بدوره يجعل أحلامها أكثر سعادةً عن ذي قبل.
 
- ويمكنك أيضاً استخدام الزيوت المعطرة (بنسبٍ معقولة)، دهانات ترطيب الجسم فهي تشعر المرأة بالراحة بالإضافة لاحتوائها عطوراً مميزة، والشموع فهي رومانسية وجيدة للغاية في العمل على تحسين المشاعر وتهدئة النفس ولكن (عليك التأكد من إطفائها قبل الغفو).
 
جميع ما سبق سهل وبسيط ويمكنك تجربته والتعود عليه للحصول على نومٍ هادئٍ وأحلام سعيدة يمكنها منحك مزاجاً جيداً ونفسية مبتهجة طوال اليوم، فجربيها ولا تترددي.: