من نجمة جائزة الأوسكار .. أي فستان .. أي مصمم ؟

الاستعداد المحموم، والترقب لسماع اسماء المرشحين ثم الفائزين، وباقات الورود من كل لون وشكل، والتقديم الطريف وخطابات الفائزين الغريبة وما يصاحبها من تأثر إلى حد سكب الدموع، كل هذا سنتمكن من الاستمتاع به هذا الاسبوع خلال مناسبة توزيع جوائز الأوسكار، أكبر وأفخم حفل تعرفه صناعة الترفيه على الإطلاق.


هذه السنة لن تكون كغيرها، والفضل يعود لإضراب الكتاب والتقنيين. فمن جهة أنهوا إضرابهم في الوقت المناسب لإعطاء الفرصة لهذه الفعالية ان تأخذ مجراها الطبيعي للعام الثمانين على مسرح كوداك، ومن جهة ثانية الدعاية التي اكتسبها، نظرا للجدل الذي صاحبها خصوصا بعد إلغاء حفل الغولدن غلوب من قبلها بسبب تضامن النجوم مع المضربين وتهديدهم بمقاطعته مما أدى إلى إلغائه. وهذا ما سيجعل هذه السنة مميزة أكثر من سابقاتها.

وما لا يختلف عليه إثنان ان ما يشد إلى هذا الحفل، ويجعل الملايين من كل انحاء العالم مسمرين امام شاشات التلفزيون رغم فارق التوقيت، لمتابعته ليس فقط معرفة من فاز بماذا من النجوم والأفلام، ولا سماع الخطابات الغريبة والطريفة، بل ايضا مشاهدة آخر صيحات الموضة. بل إن البعض يعتبر متابعة الأزياء اهم من معرفة النتائج، والمقصود هنا متتبعو الموضة.

ولن ننسى خيبة أمل العديد من المصممين والنجمات الصاعدات اللواتي حضرن فساتينهن منذ أشهر لحضور حفل «الغولدن غلوب» وأصبن بالإحباط بعد إلغائه. تقول الممثلة البريطانية أنا فريل: «لقد سمعت الخبر وانا في تاكسي ومعي فستان رائع كنت اتصور نفسي أختال به على السجاد الأحمر، لكن عندما سمعت الأخبار اصبت بخيبة أمل». الطريف خلال عروض باريس للأزياء الرفيعة الأخيرة في شهر يناير، تأوه العديد من الحاضرات كلما ظهرت عارضة بفستان سهرة رائع، وهن يتحسرن بأنه لن يعرف طريقه إلى الأوسكار.

وزادت التعليقات خلال عرض المصمم اللبناني، إيلي صعب، الذي يعتبر أكثر من يصمم فساتين السهرة والمساء، من أنه سيكون أحد المتضررين في حال الغيت المناسبة. وسواء كان الأمر صحيحا أم لا، فإن المرجح أن المصممين كانوا متخوفين من ان يعرف الأوسكار نفس مصير «الغولدن غلوب»، وليس ببعيد ان يكونوا حانقين على كتاب السيناريوهات وعلى استديوهات هوليوود.

لهذا فإن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين لإنهاء الإضراب خبر مفرح لكل الأطراف. فالمصمم سيرى فستانه وكل وسائل الإعلام تصوره، والنجمة تختال في زي لا يمكننا للغالبية إلا ان تحلم به، ولأن هذا الفستان جزء من نجوميتها وبريقها، فهي تقضي اشهرا لاختياره والبحث عنه، في الغالب بمساعدة خبيرة ازياء لها علاقات قوية مع كبريات بيوت الأزياء والمجوهرات وتتقاضى مبالغ عالية لقاء هذه الخدمة.

وفي أحيان كثيرة تحصل النجمة، بما في ذلك أية نجمة صاعدة، على عدة فساتين من مصممين مختلفين، لا تعطيهم جوابا قاطعا فيما إذا كانت ستتكرم وتلبس ازياءهم أم لا، وتتركهم معلقين إلى آخر لحظة، لأنها لا تستطيع ان تقرر أيها تختار إلا بعد ان تتأكد تماما انه لن يكون له مثيل، وبالتالي لا يصدق المصمم من ان إبداعه سيعرف طريقه إلى الأضواء إلا عندما يتابع الحدث ويراه بأم عينيه.  فهو يعرف تماما أنه أهم فستان ستلبسه أية نجمة هوليوودية في حياتها، ويعرف ايضا انه أكبر دعاية مجانية يمكن أن تحصل.

ولا نحتاج إلى القول ان الفستان الذي تلبسه الفائزة بأية جائزة، بالذات، يحصل هو الآخر على جائزة «أوسكار» ضمنية تكون من نصيب المصمم، الذي قد يرتقي إلى العالمية بين ليلة وضحاها. صحيح ان المصمم إيلي صعب كان مشهورا وتعرفه كل سيدات المجتمع والفنانات ويعرض في باريس ضمن اسبوعها للأزياء الراقية باعتراف فيدرالية الموضة الفرنسية بسنوات قبل عام 2002، إلا انه لم يحلق إلى العالمية، حسب العديد من المراقبين، إلا بعد ان فازت السمراء هالي بيري بجائزة الأوسكار في عام 2002 وهي تلبس فستانا بتوقيعه. 

لهذا ليس غريبا ان تستعمل عروض الازياء التي تشهدها عواصم الموضة قبل الحفل، من بعض المصممين كوسيلة مغازلة للنجمات، لعل وعسى ترضى واحدة منهن الظهور بإبداع منهم، وليس أدل على هذا من أن المصمم جيورجيو ارماني، بات يقدم تشكيلة من الأزياء الراقية في اسبوع الموضة بباريس، ونصب عينيه هذه الفعالية. فأغلب القطع التي يقدمها عبارة عن فساتين تناسب السجاد الأحمر في المقام الأول.

لكن إيلي صعب وجيورجيو ارماني ليسا الوحيدين اللذين تقبل عليهما النجمات، فهناك دار «شانيل» و«ديور» و«فيرساتشي» و«فالنتينو» و«لاكروا» و«جون بول غوتييه» إلى جانب وفاء بعض النجمات للمصممين الأميركيين من أمثال نارسيسو رودريغيز وأوسكار دي لارونتا وغيره، وكل هؤلاء يتسابقون على كسب الود والرضا. فالحفل يعرف نسبة مشاهدة عالية سنويا، تقدر بحوالي 40 مليون مشاهد، وتحقق ريعا قدره حوالي 80 مليون دولار، فضلا عما تحقق الفنادق من أرباح وما يحصل عليه خبراء الماكياج والأزياء ومصففو الشعر وسائقو الليموزين وباعة الزهور من مداخيل تفوق ما قد يجنوه في أشهر. هذا عدا عن المادة الدسمة التي تمنحها المناسبة للتلفزيونات ومنتجي البرامج والمجلات.

* 1999: غوينيث بالترو تفوز بجائزة الاوسكار عن فيلمها «شكسبير إين لوف» وهي تلبس فستانا ورديا من تصميم رالف لوران

* 2000: هيلاري سوانك تفوز بالجائزة عن فيلمها «بويز دونت كراي» (الأولاد لا يبكون) وهي تلبس فستانا اخضر زيتونيا بتوقيع راندولف ديوك

* 2001: جوليا روبروتس تفوز بالجائزة عن فيلمها «إيرين بروكوفيتش» وهي تلبس فستانا بتوقيع فالنتينو من تشكيلة تعود إلى عام 1982 لتدشن موضة «الفينتاج»

* 2002: هالي بيري تفوز بالجائزة عن فيلمها «مونسترز بول» (حفل الوحوش) وهي تلبس فستانا لإيلي صعب أصبح من اشهر فساتين الأوسكار على الإطلاق

* 2003: نيكول كيدمان تفوز بالجائزة عن فيلمها «ذي آورز» (الساعات) وهي تلبس فستانا من جون بول غوتييه

* 2004: تشارليز ثيرون تفوز بالجائزة عن فيلمها «مونستر» وهي تلبس فستانا رائعا من «غوتشي»

* 2005: هيلاري سوانك تفوز بالجائزة عن فيلمها «مليون دولار بايبي» وهي تلبس فستانا من غي لاروش

* 2006: ريس ويذرسبون تفوز بالجائزة عن فيلمها «وولك دي لاين» وهي تلبس فستان «فينتاج» من مجموعة دار كريستيان ديور لعام 1955

* 2007: هيلين مرين تفوز بالجائزة عن فيلمها «ذي كوين» (الملكة) وهي تلبس فستانا بتوقيع كريستيان لاكروا