قل لا حينما يطلب منك مالاً

 الغالبية العظمى من الناس يقومون شهرياً بعمل موازنة لمصاريفهم كلها طبقاً لحجم الدخل وكيفية توزيعه فيقسمونه تبعاً للأولويات ما بين المسكن، الملبس، الطعام، التعليم، المواصلات، التنزه وجزء منه للإدخار لأي حالة أو ظروف طارئة أو لتأمين المستقبل، والبعض يخصص حصة للأعمال الخيرية والتبرعات، فالجميع يعرف دخله جيداً ولا يخفى عليه حجم إنفاقه، ولا ينكر أحد منا أنه تعرض في يوم من الأيام إلى أن يدفع مالاً بطريقة إضطرارية تجنباً للإحراج أو أنه بالفعل بادر بدفعه عن طيب نفس ورضا إلى أن تأتي نهاية الشهر ويحدث مالا تحمد عقباه فإذا به يرى أن ميزانيته قد تبعثرت وتأثرت ويقرر في نفسه أنه في المرة القادمة حينما يطلب منه مال ليس محسوباً حسابه في الميزانية سيرد قائلاً "لا لن أعطيك".


ولكن الحقيقة أن الأمور لا تسير على هذا النحو أبداً فحتماً ستشعر بالذنب حال اقترب أحدهم منك طالباً المال وامتنعت عنه بطريقة فظة صريحة، فقط كل ماعليك فعله هو التفكير قبل الإعطاء فلا تتسرع أبداً وإجعل ميزانيتك نصب عينيك فهل تسمح بذلك أم لا وأيضاً لا تجعل أحداً يفرض عليك مبلغاً معيناً قد يؤثر عليك بالسلب فإن وجدت ميزانيتك تسمح فاعط بالقدر المسموح به وإن كانت لا تسمح فتحول عنه بطريقة مهذبة ولائقة.

وإليك بعض النصائح التي تمكنك من قول لا في بعض المواقف الشائعة: 

فوجئت في عملك بزميل لك يطلب منك ومن زملاءك دفع مبلغ من المال وتجميعه لشراء هدية وتقديمها لأحد الزملاء الآخرين لوجود مناسبة ما عنده وهذا الزميل لم تلتقيه أنت إلا مرة واحدة ومعرفتك به سطحية، فليكن ردك "عذراً فأنا لم ألتق فلان إلا مرة واحدة ولم نتكلم أصلاً وإذا شاركت في الهدية فسأشعره بأنه ملزم أن يردها لي لأني سأحرجه جداً هكذا وأنا لا أريد أن تكون تلك بداية تعارفي به".

مؤسسة أو جمعية خيرية لا تتناسب مع معتقداتك الدينية أوالسياسية تطلب منك التبرع بمبلغ من المال، حينها قل لهم "عذراً فقد تبرعت بالفعل لجمعية أخرى أؤمن بمبادئها".

كنت قد قدمت بالفعل مبلغاً معيناً من المال خصصته سابقاً للتبرع لأفعال الخير وطلبت منك بعدها جمعية أخرى التبرع فقل لهم "لسوء الحظ تبرعت بالكثير ولا يوجد الآن فائض مالي من ميزانية هذا العام ولكن اتصلوا بي لاحقاً أو تابعوني في بداية العام الجديد حتى أدرجكم ضمن اللائحة".

أنت تريد بالفعل التبرع والمساهمة في مشروع خيري ما ولكن ليس لديك مال فائض للتبرع به وأنت تعلم أن الحال سيظل هكذا لفترة طويلة، فقل "أعتذر لكم لأنه ليس لدي حالياً من المال ما يكفي للمساهمة، ولكني أود حقاً الاشتراك في هذا المشروع العظيم فلدي بضع ساعات أسبوعياً يمكنني المشاركة من خلالها بالمجهود فأنا متعجل ولا أستطيع الانتظار للتبرع في الشهر القادم".

شخص ما في مكتبك يطلب منك بعض المال لدعم فريق ابنته الرياضي فقل له: "كنت أود الإشتراك ولكني دفعت مؤخراً مبلغاً كبيراً لفريق ابني لكرة القدم ولم يتبق عندي فائض".

زميلتك في العمل تطلب منك اقتراض بعض المال لحاجة أساسية عندها فقل لها: "أنا آسف كنت أود أن أساعدك ولكننا قد تخطينا منتصف الشهر وبالكاد أستطيع تدبر أموري".

عليك التحقق :حين تبرعك لصالح الجمعيات الخيرية عليك التأكد من استحقاقها الفعلي وأنها بالفعل تذهب في الطرق الخيرية المعلن عنها والتي تتبرع أنت لصالحها، وأنها لا تستغل أموال تبرعك والآخرين في أغراض أخرى أو تذهب لجيوب الأشخاص الخطأ، فقم بالبحث الجيد عن مستحقي أموالك ولا تنسى أنك جمعتها بعد مجهود وعملٍ مضنٍ وإستقطعتها من راتبك، ولأنك شخص تحب الخير فتأكد من أنها تذهب للخير ولا تدعها تذهب سدى.