احذري تلك التصرفات فهي تفتقر للذوق

 أصبح الكثير من الناس في زمننا هذا يفتقرون لقواعد وأصول المعاملات الطيبة فيما بينهم والمسمى بـ(الإيتيكيت) وتلك القواعد أساسها التهذب واللباقة في الحديث والنبل في التصرفات، ولكن للأسف فقد صار الصغير لا يحترم الكبير والمسن سواء في الشارع أو المدرسة أو في المواصلات والأماكن العامة، فلم نعد نسمع لفظ "حضرتك" ينطلق من الأصغر سناً إلى الأكبر كما كانت دارجةً من قبل على الألسنة، بل وأصبح الناس في العموم لا يلقون بالاً لبعضهم البعض ولا يهتمون لمشاعر الآخرين وإحترام خصوصياتهم.
 
ويرجع هذا بالطبع لعدة أسباب لن نتوغل فيها فهي ليست موضوع البحث، أما بالنسبة لموضوعنا فهو طرح أهم التصرفات والسلوكيات التي قد يتساهل حيالها البعض، فقد تصدر منك إحداها أو بعضها بصورة عفوية أو بحسن نية أو حتى لمجرد ظنك أن من حولك لا يأبهون بها، ولكن عليك الحذر من جميعها حتى لا تظهري بمظهر غير لائق للآخرين وحتى لا تتعرضي للإنتقاد السلبي.. فتعرفي علي تلك التصرفات.
 
أولاً: لا تسألي عما ليس من شأنك:
نعم لا تسألي عن بعض الأمور التي لا تعنيك وبها تتدخلين في حياة غيرك فقد يعتبرها الآخرون إهانة لهم وذلك مثل:
- سؤالك لصديقة لك حتى وإن كانت مقربة منك عن راتب زوجها وكم يقبض من المال أو حتى بسؤالها هي عن راتبها.
 
- لا تنتظري انقضاء شهر أو اثنين بعد حضورك لحفل زفاف صديقتك أو جارتك أو حتى زميلتك في العمل لتسأليها بعدها عما إذا حدث حمل أم لا، فقط اتركيها وشأنها فإذا كانت حاملاً وتريد إخبارك في تلك الأشهر الأولى فستفعل هي بنفسها وإلا فلا.
 
- إذا دعيت لحفل خطبة سواء كنتِ طرف العروس أو العريس فلا تحاولي أن تسألي أبداً عن التفاصيل مثل- بكم تقدر هدية العروس (الشبكة)، وأين مكان السكن وكم سيتكلف الحفل؟ وما إلى ذلك من تلك الأسئلة الغريبة.
- إذا علمت بمرض أحدهم أو إحداهن وذهبت لعيادته في بيته ولم يكن ظاهراً لك نوع علته أو لم يذكر هو أو أحد أقربائه فلا تسألي عن نوع مرضه فقد يكون مرضاً نسائيا أو ذكوريا وتسببين له ولنفسك الحرج الشديد، أو من الممكن ألا يكون هكذا وهو لا يريد فقط سرد تفاصيل.
 
ثانياً: لا تنكري العمل الجيد حتى ولو كان واجبا:
إجعلي دائماً لفظ "شكراً" على لسانك فهو لفظ قيم ويعكس شخصيتك المهذبة الوقورة، بمنتهى البساطة اشكري كل من ساعدك، حتى لو كان شيئاً بسيطاً أو كان من واجبه، كسائق الحافلة عندما يتوقف ليسمح لك بالنزول وجهي له "شكراً" فرغم أنه يؤدي واجبه ولكنه يستحق الشكر عليه، وعلمي أطفالك فلسفة الشكر لأن لها مذاقاً طيباً على اللسان وفي نفوس
الآخرين.
 
ثالثاً: لا تتحدثي في هاتفك الخلوي بصوت عالٍ في الأماكن العامة:
إذا قمت بعمل أو إستقبال إتصال تليفوني حين تواجدك في مكان عام فحاولي التحدث بهدوء وبصوت معقول أقرب للإنخفاض بحيث لا يسمع تفاصيل مكالمتك جميع من حولك، فلا يصح أبداً أن يسمع الآخرون خلافك في العمل مع مديرك أو أحد الزملاء، أو سبب زيارتك للطبيب أو بعد الزيارة ماذا كان تشخيصه، أو حتى عن حضورك لجلسة التدليك الأسبوعية (المساج)
 
صدقاً كل ما يسمعه الآخرون منك لدى تحدثك بصوت عالٍ يقلل من شأنك ومن نظرتهم إليك، فلا تتركي مجالاً لهذا وإنتظري على محادثتك حتى تعودي لبيتك أو تركبي سيارتك وحينها تحدثي عما تريدين التحدث عنه بلا قيود. 
 
رابعاً: لا تتخطي دورك:
عندما تقفين في صف الإنتظار منتظرة دورك في دفع النقدية فلا تحاولي مزاحمة الآخرين فلكل فرد مجاله الخاص فلا ينبغي عليك إقتحامه وتجاوزه بالإلتصاق ومزاحمة الغير، أو حتى محاولة تخطي دورك.
 
خامساً: لا ترتدي تلك الملابس في تلك الأوقات:
- لا يصح أن تفتحي باب البيت حين يطرقه أحدهم وأنت مرتدية ملابس البيت (البيجاما) إلا حين تأكدك من أن الطارق زوجك أو أحد أبنائك، أو حتى خروجك لحديقة المنزل مع علمك بإمكانية رؤية أحد الجيران لك.
 
- لا يصح أبداً التجول بملابس النوم المريحة (الخاصة) بأنحاء البيت حتى لو كان أبنائك صغارا فقد يكونون بالفعل صغاراً ولكنهم في مرحلة الإدراك وأنت بذلك تلفتين انتباههم بل وتحثيهم على التفكير في أمور الكبار دون أن تدري.
 
- قد تمتلكين آخر صيحة من سراويل الجينز الممزقة وذات الابتكارات الحديثة وقد يتناسب جداً ارتداءك لها مع ذهابك للنادي أو قيامك ببعض التبضع ولكنها لا تتماشى بالمرة مع دعوة عشاء رومانسية من زوجك في مطعم فاخر لأنك بذلك تقللين من شأن دعوته تلك عن طريق إساءة اختيارك لملابسك ومعناها بالتأكيد (عدم الاكتراث) بالإضافة إلى أنك تحرجينه أمام الجميع. 
 
سادساً: لا تتجاهلي من هم في حاجة إلي مساعدتك:
حين رؤيتك وأنت في متجر البقالة لأحد الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة جالساً على كرسيه المتحرك فاطلبي أنتِ منه أن تساعديه بمناولته أحد المنتجات المقصودة من على الأرفف، وأن تسأليه عن إحتياجه لأشياء أخرى لتقضيها له وينبغي عليك أن تكوني مستمعة جيدة إليه لأن الأخلاق الراقية تقتضي هذا الشرط، بالإضافة إلى مساعدتك لكبار السن بأن تحملي عنهم ما يثقل كاهلهم وأن تبادري لتوصيلهم بسيارتك أو أن توقفي لهم سيارة أجرة لتقلهم حيث مقصدهم.
 
سابعاً: لا تنهي أطفال الغير عن قيامهم بإزعاجك!
نعم دعي أطفال الغير يقوموا بإزعاجك فللحقيقة هم لم ولن يتعمدوا إزعاجك أنت بصفة شخصية ولكنهم أطفال وهذا هو حالهم في اللعب والبكاء، وأنت فعلت هذا أيضاً في صغرك، فقط لا تنهريهم لأنك بذلك تزيدي عنادهم لك وتجعلينهم يحدثون ضجيجا أكثر من ذي قبل، ومن ناحية أخرى حين تقومي بنهرهم أو التأفف منهم فحتماً أنت تسببين حرجاً لوالدهم أو والدتهم لأنهم لو كانوا يستطيعون إسكاتهم عن الضجيج لأسكتوهم بالفعل قبل صدور شكواكِ.
 
ثامناً: لا تهتمي بهذا الشخص:
إذا كنت صاحبة دعوة لحفل أو دعيت أحد الأشخاص رجل كان أو إمرأة لتناول الغداء في بيتك أو في مطعم وقد أكدت عليه مراراً وتكراراً ولكنه لم يحضر ولم يتحدث ليبد العذر فلا تتصلي به ولا تهتمي لأجله فهو شخص لا يعرف لقواعد الذوق والأصول طريقاً بل ويتعمد إحراجك.