تقنية حديثة تخلص الناس من مشاعرهم السلبية

من الطبيعي أن نتعرض في حياتنا لبعض العادات والمشاعر السلبية (كالحزن والبكاء والملل والألم أو قضم الأظافر أو حتى الإفراط في أكل الشوكولاته فنصاب بالسمنة أو التدخين ومؤخرًا الاكتئاب) فنكون دائمًا مضطربين وأقل راحة فنفسد حياتنا وحياة من حولنا، والآن أدخل لنا الدكتور حمود العبري تقنية جديدة على عالمنا العربي تدعى الحرية النفسية أو(EFT) وهي تقنية عبقرية تخلص الناس من اضطراباتهم وعاداتهم السيئة بطريقة بسيطة تشبه إلى حد كبير العلاج بالإبر الصينية ولكن من دون وخز...!!.


تحدث رائد الحرية النفسية في الوطن العربي الدكتور حمود عن كيفية اكتشاف هذا العلاج الذي قال إن مؤسس هذه التقنية هو السيد "جيري كريغ"، ولكن مكتشف أسلوب هذا العلاج يعود إلى أواخر الثمانينات للدكتور "روجر كيلاهان" حيث كان يعالج سيدة تدعي "ميري" تعاني من فوبيا الماء المزمن، والذي أثر على حياتها بشكل كبير فكانت تصاب بنوبات الهلع عند مرورها بقرب أي مجمع ماء (بحر، مسابح ، نهر، بحيرة، مطر) ، وبعد أن استمر في علاجها باستخدام الأساليب التقليدية لمدة 6 أشهر لم يستطيع أن يعالجها من الفوبيا كليا ولكنه استطاع أن يخفف من مستوى الخوف بشكل بسيط.

وفي تلك الأثناء كان الدكتور "رجور كيلاهان" يقرأ في العلاج الصيني و مسارات الطاقة و في أحد جلسات العلاج التقليدية حضرت "ميري" مع الدكتور وكانت تشعر بألم شديد في المعدة لمجرد تفكيرها في الماء، فقرر أن يجرب معها شيء جديد بعيد كل البعد عن الأساليب العلاجية التي أتبعها معها حتى يساعدها لتخفيف ألم المعدة فقام بالربت أي (الطرق الخفيف) تحت منطقة العين ، فمن خلال قرأته علم بأن المسار الذي يبدأ تحت العين متصل بالمعدة.

وبالفعل بعد لحظات من (الربت) المستمر اختفى الألم ولكن العجيب في الأمر أن الفوبيا من الماء أيضًا اختفت وبلا رجعة...! وهذا النتيجة حصلت فقط بربت بسيط تحت العين والذي عجزت عنه الطرق التقليدية في العلاج، مما جعله يبحث ويجرب حتى خرج باكتشاف علاج فعال وأطلق عليها (تقنية كيلاهان) ، ولكن في بداية انطلاقة التقنية لم تنتشر انتشارا ملحوظاً بسبب أن التقنية كانت تتصف بالتعقيد وتكاليف دراستها باهظة جدًا.
وأما الآن بعد أن تعلمها (جري كريغ) استطاع أن يطورها ويبسطها ويوفرها مجاناً وأطلق عليها (الحرية النفسية).

يؤكد رائد التقنية العبري أنه بإمكان أي شخص أن يمارس تقنية الحرية النفسية و يستفيد منها وليس لها أي عمر محدد ،بداية من الأطفال حتى كبار السن ولاحظ من خلال تطبيقها على العديد من الأطفال بأنها مفيدة جداً لهم خاصةً في إزالة مشاعر الخوف  والآلام أيضاً، وينصح كل أم ترغب في مساندة أطفالها في مرحلة النشأة الحرجة  أن تتعلم التقنية و تطبقها على أطفالها عند الحاجة.

ويضيف العبري أن تقنية الحرية النفسية لا حدود لها في التطبيق فيمكن تطبيقها على كل ما يشعر الفرد بمشاعر سلبية مثل الصداع و ألم العضلات و خاصة التي تكون سببها ضغوط الحياة ، كما أن التقنية مفيدة جداً في إزالة و تخفيف الأم الدورة الشهرية للنساء ، أما إذا كان الشخص يعاني من مشاكل عضوية تحتاج إلى تدخل طبي فإن دور هذه التقنية هو تخفيف المعاناة و تسريع مرحلة الشفاء بإذن لله وقد فتح لها عيادات في مستشفيات حكومية في السعودية بالإضافة لمكافحة التدخين عن طريقها.
مقياس العلاج بتقنية (FTP)

ويشير العبري أن من المهم أن نعرف قبل تطبيق خطوات التقنية هناك مقياس يحدد مستوى الانزعاج والمشاعر السلبية المتعلقة بالموقف أو المشكلة أو العادة السيئة، ويسمى هذا المقياس بمقياس سدس SUDS)) وهو مقياس تقريبي من (صفر إلى |10) ورقم 10 تعني حجم المشكلة والانزعاج الكبير منها أما صفر فيعني عدم وجود أي إنزعاج متعلق بالموضع ، إذا قبل البدء مطلوب من المستفيدة أن تقيم مستوى انزعاجها من الحدث أي تعطي رقم بين 10 و صفر وتكون هذه هي نقطة البداية لتطبيق تقنية الحرية النفسية ، و هذا التقييم مهم جدا لكي تلاحظ المستفيدة التغير في مستوى الانزعاج بعد تطبيق التقنية.
خطوات العلاج بالحرية النفسية (EFT).

1-وضع الإعداد وفي هذه الخطوة تقوم المستفيدة بالربت المستمر على منطقة الكاراتيه في إحدى اليدين و يردد عبارة الإثبات ثلاث مرات.

صيغة عبارة الإثبات بالرغم من أنني أعاني (ويذكر معاناته ) فأني أتقبل نفسي تماما وبعمق.
ملاحظة : سبب قول هذه الجملة حتى تحدد المستفيدة المشكلة المستهدفة ويشعر بتقبل ذاته بالرغم من هذه المشكلة.

2- نقاط التسلسل الرئيسية وهي المرحلة تقوم المستفيدة بالربت على نقاط الطاقة، وهي نقطة الحاجب ونقطة جانب العين ونقطة تحت العين ونقطة تحت الأنف ونقطة تحت الشفة ونقطة عظمة الترقوة ونقطة تحت الذراع.
ملاحظة: نقوم بالربت على هذه النقاط تقريبًا لعدد 7 ربتات مع ذكر المشكلة المستهدفة.

3-تكرار العملية حتى التحرر من المشاعر السلبية فبعد أن تقوم المستفيدة بالقيام بالجولة الأولى من تقنية الحرية النفسية تقوم بإختبار النتائج و مقارنتها بمقياس الانزعاج السابق.
ويمثل لنا العبري بمثال توضحي وهو: عند القيام بتطبيق تقنية الحرية النفسية كان مستوى الانزعاج من موقف ما 9 على مقياس سدس ولكن بعد الانتهاء من الجولة انخفض مستوى الانزعاج إلى رقم 6. وهذا يدل على تحسن بعد تطبيق التقنية إذا ما على  المستفيدة الا تكرار الخطوة رقم (2) والقيام بعدة جولات متتالية حتى يصل مستوى الانزعاج إلى صفر.

ويضيف رائد التقنية الدكتور العبري أنه من الإمكان تطبيق التقنية في أوضاع مختلفة جلوسًا أو وقوفًا أو في أي وضع تناسب المستفيدة وأن المهم هو التركيز على الموقف أو المشكلة أثناء تطبيق التقنية.