جيزيل باندشن تتألق في أسبوع ريودي جانيرو للموضة

إنها ملكة حلبات الأزياء حاليا، كما انها أغلى عارضة في الساحة بالنظر إلى عقودها مع شركات مثل «فكتوريا سيكريت» وغيرها، لكن جيزيل باندشن، البرازيلية الأصل، لا تشارك كثيرا في اسبوع بلدها للموضة، وتكتفي كل عام بالمشاركة في عرض دار «كولتشي» فقط، وكأن بينهما عقدا ضمنيا لن يتم الكشف عن بنوده وأرقامه.


هذه السنة لم يختلف الأمر، فقد اضفت على عرض «كولتشي» لخريف وشتاء 2008 من البريق والجمال ما لم تستطع الأزياء ان تقوم به. فهذه الأخيرة جاءت عادية، بل يمكن القول إنها «خلطة» بدون هوية أو فكرة واضحة، ولم تضف إليها المبالغة في الزخارف والتطريزات أي شيء يحسب لها. مساهمة جيزيل في العرض تمثلت في ظهورها بجاكيت مستوحاة من جاكيتات سائقي الدراجات النارية، قصيرة ومشدودة عند الخصر بجيوب، وبنطلون جينز مطرز مع حذاء عالي الساق يغطي الركبة.

لم ينافس جيزيل في بريقها سوى فستان فوق الركبة فضي اللون من اللاميه بتصميم أنيق، لكنه هو ايضا لن يناسب ذوات القوام العادي، كونه قد يعطي الانطباع ببروز البطن. فحتى جيزيل ظهرت فيه وكأنها حامل في الأشهر الأولى. على العكس من عرض «كولتشي» كان عرض فكتور زانك الذي افتتحت به ريو دي جانيرو اسبوعها، حافلا بالمفاجآت اللذيذة والفنية المنعشة.

فقد استوحاه من أسلوب كل من مغني فريق «الرولينغ ستونز» ميك جاغر، والنجمة الراحلة مارلين ديتريش، ورغم غرابة هذا الثنائي إلا انهما على يد فكتور تحولا إلى تشكيلة شابة تضج بالحيوية والأناقة المترفة على حد سواء، ساعده على هذا انه استغل أحسن استغلال ما توفره البرازيل في الوقت الحالي بسخاء، ألا وهو الأقمشة الرائعة، لاسيما ان فيدرالية النسيج والأقمشة البرازيلية هي واحدة من أكبر الداعمين لأسابيع الموضة سواء في ريو دي جانيرو أو في ساو باولو.

كما ساعدته التسهيلات التي منحتها له إدارة فندق «كوباكوبانا بالاس» الفخم الذي عرض فيه تشكيلته للخريف القادم، وهو الفندق الذي حلت فيه مارلين ديتريش ضيفة عام 1923 وغنت فيه أغنيتها الشهيرة «فولينغ إن لوف أغاين» (الوقوع في الحب مرة ثانية). استهل فيكتور عرضه بفستان أسود منسدل يستحضر فترة العشرينات من القرن الماضي، مطرز بأحجار الكريستال في تصميم انثوي مثير، لكنه مقبول ويمكن لأي واحدة ان تتصور نفسها به في حفل كوكتيل سواء كانت في نيويورك أو في سان تروبيز، إلى جانب تايورات على شكل «توكسيدو» بقبعات عالية تحية لديتريش.

لكن أكثر ما لفت الانتباه إلى موهبة فكتور وقدراته الفنية، الرسومات التي أتقنها على مجموعة من الفساتين، وهي رسومات تمثل وجوه المشاهير الذين نزلوا في يوم من الأيام ضيوفا على فندق «كوباكوبانا بالاس». فكرة فكتور من هذا أن هذا الفندق لا يقل أهمية عن ميك جاغر وديتريش، ومثلهما هو أيقونة جمال وفخامة تستحق الاحتفال بها.

وهذا بحد ذاته ابتكار من قبل مصمم هو أول من استهل أسابيع الموضة في العالم هذه السنة، وسنسمع به كثيرا في المستقبل، خصوصا أن ريو دي جانيرو أصبح لها شأن لا يستهان به في مجال صناعة الموضة. ففي عام 2007 فاقت صادراتها 21.7 مليون دولار، وهي نسبة تفوق صادراتها عام 2006 بـ12.78% حسب ما صرح به المشرفون على تنظيم اسبوعها للموضة.

كما أن اسعار منتجاتها في السوق العالمية يعرف ارتفاعا ملموسا في ظل تزايد الإقبال على المنتجات والخامات الرحيمة بالبيئة وباليد العاملة، وبالتالي فإن العديد من دور الأزياء التي تعرض في اسبوع ريو دي جانيرو أصبح لها ثقل، مثل «كولتشي»، وإن لم تكن تشكيلته الأخيرة مرضية، والمصمم البرازيلي الأشهر، الكسندر هيرشوفيتز الذي يشاع انه باع داره لمجموعة استثمارية مقرها في سان باولو الأسبوع الماضي.