زراعة أول رأس بشري على جسد آخر .. قد يصبح ممكناً!

 وأخيراً قد يكون بمقدور الأطباء والباحثين زراعة أول رأس بشري! هذه ليست كذبة ابريل، وبالرغم من غرابة المعلومة إلا أنها حقيقة.
 
حيث أوضح الباحثون خلال المؤتمر American Academy of Neurological and Orthopedic Surgeons بدورته الـ 39، أنه سيتم مناقشة أخلاقيات موضوع زراعة أول رأس بشري ليتم تطبيقه خلال السنتين القادمتين.
 
وأشار أحد الباحثين المشاركين في المؤتمر الدكتور سيرجيو كانافيرو Dr. Sergio Canavero أن هذه العملية أو "الأجراء الثوري" من شأنه أن يساعد ويحفظ العديد من الأرواح وبالأخص لمن يعاني من الإصابة بالسرطان وحثل العضلات- muscular dystrophy والعديد من الأمراض المختلفة.
 
وبالرغم من وجود عدداً من التحديات في هذه العملية، مثل إعادة وصل النخاع الشوكي ومنع الجهاز المناعي من مهاجمة ورفض الرأس، إلا أن الاختبارات على الحيوانات أثبتت وأكدت أن عملية زراعة رأس الإنسان أمر معقول وقد يكلل بالنجاح.
 
تجارب ونجاحات
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن فكرة زراعة الرأس ليست بالأمر الجديد، حيث قام أحد الأطباء في عام 1970، بزراعة رأس قرد على جسم قرد آخر، واستطاع بعد العملية أن يرى ويسمع ويتذوق ويشم، إلا أنه بقي مشلولاً لعدم تمكن الطبيب من وصل الحبل الشوكي، كما أنه فارق الحياة بعد تسعة أيام من العملية بسبب رفض الجسم للرأس.
 
كما تم في عام 2014 تجربة نفس الأمر على الفئران، ونجح العلماء والباحثون هذه المرة بوصل النخاع الشوكي، وبذلك اقترحوا أنه بالإمكان القيام بتطبيق نفس التقنية على الإنسان. كما يأمل الباحثون أنه ومن خلال استخدام الأدوية الحديثة سيكون بالإمكان كبح الجهاز المناعي من مهاجمة ورفض الرأس الجديد.
 
ولكن كيف ستتم هذه العملية؟
أوضح الباحثون أنه سيتم استخدام طريقة  انخفاض الحرارة (Hypothermia) لمدة خمسة وأربعين دقيقة تقريبا على كل من الشخص الذي سيتم استخدام رأسه والآخر الذي سيقوم بالتبرع بجسده، وذلك من أجل القضاء على اي ضرر ممكن أن يلحق بالجهاز العصبي بسبب نقص الأكسجين.
 
من ثم سيتم فصل الرأس من الجسم السليم باستخدام شفرة حادة ultra-sharp blade وذلك لعدم إحداث أي ضرر في النخاع الشوكي.
 
أما الجزء المعقد والأصعب، هو زراعة الرأس على الجسم الآخر وإعادة ربط النخاع الشوكي.
 
وبعد الإنتهاء من العملية، سيتم إدخال المريض بغيبوبة لحوالي 3-4 أسابيع، وذلك لتجنب قيامه بأي حركة في رقبته، ولإعطاء الإعصاب وقتاً كافياً للالتحام. وخلال هذا الوقت سيتم إخضاع النخاع الشوكي لتحفيز كهربائي من أجل تعزيز الأعصاب.
 
وأوضح الباحثون، أن المريض سيتمكن من تحريك كافة أعضاء جسده الجديد، وأن صوته سيكون مماثلاً لصوته السابق، وسيكون قادرا على المشي خلال سنة تقريبا وبمساعدة العلاج الطبيعي.
 
ومن المتوقع أن تستمر هذه العملية أكثر من 36 ساعة، إضافة إلى الاستعانة بخبرات ما يقارب الـ 100 جراح.
 
أمل ولكن …
بالطبع تناقضت اراء الباحثين والأطباء حول هذه العملية ونجاحها، بالإضافة إلى أخلاقية هذه الجراحة. 
 
حيث أشار بعض الأطباء إلى أن هذا الأمر بعيداً جداً عن النجاح، فمن الصعب إبقاء المريض بحالة غيبوبة أربعة أسابيع والحفاظ على صحته جيدة بنفس الوقت، إلى جانب العديد من التحفظات من قبل الباحثين حول طبيعة هذه العملية ونجاحها.
 
كما اختلفت الأراء فيما يخص المخاوف الأخلاقية الخاصة بهذه العملية، وأوضح الباحث المسؤول عن هذه الجراحة الدكتور سيرجيو كانافيرو Dr. Sergio Canavero أن العائق الوحيد أمام هذه العملية هو الأخلاق، ففي حال عدم موافقة المجتمع عليها لن أقوم بها.