تعرف على أمراض لا تزال تحصد الأرواح

تشير الدراسات الإحصائية المرجعية إلى زيادة متوسط عمر الإنسان المتوقع العالمي بنسبة 5.8 سنة في الرجال و6.6 سنة لدى النساء بين عامي 1990 و2013، وفقا للتحليل الإحصائي لدراسة العبء العالمي للأمراض 2013، 2013 Global Burden of Disease Study GBD 2013، وذلك على الرغم من استمرار ارتفاع معدلات الوفاة الناجمة عن بعض الأسباب خلال نفس الفترة، وفقا لمجلة لانسيت في عددها الصادر في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2014، بما في ذلك سرطان الكبد الناجم عن التهاب الكبد «سي» (بنسبة 125 في المائة)، الرجفان الأذيني والرفرفة (اضطرابات خطيرة من إيقاع القلب، بنسبة (100 في المائة)، واضطرابات تعاطي المخدرات بنسبة (63 في المائة)، وأمراض الكلى المزمنة بنسبة (37 في المائة)، واضطرابات الخلايا المنجلية بنسبة (29 في المائة)، ومرض السكري بنسبة (9 في المائة)، وسرطان البنكرياس بنسبة (7 في المائة).
 
ويعزا ذلك إلى ارتفاع مستويات الوعي الصحي عند معظم طبقات المجتمع، فلقد وجد في المناطق ذات الدخل المرتفع، انخفاض معدلات الوفاة عند الإصابة بمعظم أنواع السرطان بنسبة (15 في المائة)، وأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة (22 في المائة)، فزاد متوسط العمر المتوقع. 
 
كما وجد تراجع سريع في معدلات الوفيات للإسهال، عدوى الجهاز التنفسي السفلي، اضطرابات الأطفال حديثي الولادة فساعد في تمديد متوسط العمر المتوقع في البلدان ذات الدخل المنخفض.
 
نتائج دراسة العبء العالمي للأمراض (GBD 2013) اشتملت على أهم المؤشرات: عالمي، إقليمي، وطني، العمر، الجنس، تحديد أسباب الوفيات من بين 240 سبب للوفاة للفترة 1990 - 2013 (نحو ربع قرن)، في 188 بلدا.
 
ومع زيادة متوسط العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم، نجد هناك منطقة مستثناة وهي منطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، حيث تمحى الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز أكثر من 5 سنوات من متوسط العمر المتوقع. 
 
لقد أظهرت هذه الدراسة أن بعض الأمراض المزمنة الرئيسية قد أهملت إلى حد كبير خاصة اضطرابات المخدرات، تليف الكبد، السكري، وأمراض الكلى المزمنة، وهي من الأمراض المنهكة للصحة والمؤثرة على حياة الإنسان.
 
يشيد قائد فريق الدراسة (GBD 2013) البروفسور كريستوفر موراي Christopher Murray، أستاذ الصحة العالمية في جامعة واشنطن بالتقدم الملحوظ الذي نشهده ضد مجموعة متنوعة من الأمراض والإصابات، والتأثير الحقيقي للزيادة الكبيرة في العمل الجماعي والتمويل الممنوح للأمراض المعدية الرئيسية مثل الإسهال والحصبة والسل وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والملاريا، إلا أننا نحتاج للمزيد للتغلب عليها نهائيا.
 
كان من أهم النتائج لهذه الدراسة العالمية ما يلي:
- لا يزال هناك 3 من أعلى 5 أمراض مستمرة تحصد أرواح ما يقرب من مليوني طفل تتراوح أعمارهم بين 1 و59 شهرا في كل عام، منها: التهابات الجهاز التنفسي السفلي - الملاريا - أمراض الإسهال.
 
- على الرغم من الانخفاض المستمر للوفيات في أنحاء العالم بسبب فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز منذ ذروته في عام 2005، إلا أنه لا يزال أكبر سبب للوفاة المبكرة في 20 من 48 بلدا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
 
- إن أعلى 10 أسباب رئيسية للوفاة المبكرة في جميع أنحاء العالم لم تتغير منذ عام 1990، وما زالت تقضي على سنوات العمر.
 
- الحرب هي السبب الرئيسي للوفاة المبكرة في سوريا، حيث أسفر الصراع عن قتل عدد هائل من الناس.
 
- في أوروبا الشرقية، كان نصف عدد جميع الوفيات المبكرة في عام 2013 بسبب مرض نقص تروية القلب، السكتة الدماغية، إيذاء النفس، تليف الكبد، وإصابات الطرق.
 
- في الهند، ارتفع متوسط العمر المتوقع عند الولادة من 57.3 سنة إلى 64.2 سنة للرجال بين عامي 1990 و2013 و58.2 سنة إلى 68.5 سنة للنساء خلال الفترة الزمنية نفسها، حيث حققت الهند تقدما ملحوظا في الحد من وفيات الأطفال والكبار. الانتحار هو مشكلة صحية عامة كبرى في الهند، فنصف الوفيات الناجمة عن الانتحار تحدث في الهند والصين وحدهما.
 
- إصابات الطرق والعنف بين الأشخاص، هي من أهم مسببات الوفيات المبكرة في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، لتحتل المرتبة الأعلى بين 5 أسباب رائدة لـ17 دولة من أصل 29 بلدا في المنطقة.