مع أقتراب موعد تركه لمنصبه .. أنباء عن أمتلاك بوتين 40 مليار دولار

في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمغادرة مكتبه ومنصبه كرئيس للبلاد فان الكرملين (البرلمان) الروسي يعيش مواجهات على جميع المستويات تخص اصول ثروة الرئيس الذي يستعد لحمل لقب (السابق) قريباً بعد ان يتولى خليفته المتوقع (ديمتري ميدفيديف) منصب رئيس البلاد.
 
هذه الأموال والأصول التي يتوقع ان تكون قد اخفيت في بنوك سويسرا وليختنشتاين يتم مناقشتها على هذا المستوى (اي مستوى الكرملين) لاول مرة منذ ان طفت هذه القضية على السطح في الشهر الماضي حينما قرر السياسي الروسي المخضرم (ستانيسلاف بيلكوفيسكي) اجراء مقابلة مع صحيفة دي فيلت الالمانية وتم ترجمتها ونقلها في صحيفتي الواشنطن بوست وموسكو تايمز قال فيها اعتماد على مصادره الخاصة في الادارة الرئاسية ان الرئيس بوتين وبصورة سرية نجح في جمع ثروة تقدر بـ 40 مليار دولار امريكي ليكون هو الاغنى على مستوى روسيا واوروبا.
 
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، كرر بيلكوفيسكي مزاعمه هذه مضيفاً عليها ان لبوتين اصول في 3 شركات قابضة تعمل في قطاع النفط والغاز بالاضافة الى بعض الاصول في الشركات الاوربية وحتى الامريكية.
 
وبحسب ما يقوله هذا السياسي البارز فان لبوتين نسبة 37% من اسهم (سورجنفط غاز) وهي شركة خاصة لاكتشاف النفط في روسيا وتعد ثالث اكبر منتج للنفط فيها وتقدر قيمتها بـ 20 مليار دولار بحسب وصفه كما يمتلك 4.5% من اسهم (غازبروم) و 75% على الاقل من اسهم (غانفور) والاخيرة شركة تجارة نفط اسسها غينادي تيميتشينكو احد اصدقاء الرئيس المقربين بحسب بيلكوفيسكي.
 
وحينما سئل بيلكوفيسكي حول ثروة الرئيس الروسي بوتين رد بالقول انها 40 مليار دولار لكن الرقم النهائي لا يعرفه احد حيث يعتقد ان هناك تجارة لا يعرف عنها احد وضع فيها بوتين يده "قد يكون المبلغ اكبر، اكبر من هذا بكثير"...
 
ويضيف "اسم بوتين لا يظهر على الاسهم المسجلة" حيث يمتلك الرئيس الروسي العديد من الاصول والاسهم في الشركات والصناديق في الولايات المتحدة وان النقطة الاخيرة لعائدات هذه الشركات والاصول تكون عادة في سويسرا او ليختنشتاين وليس في روسيا.
 
ولم يعلق الرئيس الروسي بعد على كل هذه المزاعم حيث حاولت صحيفة الغارديان الحصول على رد رسمي من الادارة الروسية حيث قيل ان المتحدث باسم الرئيس الروسي (ديمتري بيسكوف) غير متواجد الان.
 
كان من الممنوع في الوقت السابق الحديث عن ثروة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واي من اسلافه ولكن مع ورود مثل هذه المزاعم فان الامر قد اصبح علنيا ويتسبب في نقاش ساخن داخل الكرملين بين المجموعة التي يقودها ايغور سيشين احد رجال بوتين المخلصين في الادارة الروسية والليبراليين ومن بينهم ميدفيديف.
 
وتتكون مجموعة (سيشين) من عدد من المسؤولين الكبار في الدولة من بينهم نيكولاي باتروشيف وهو الرئيس التنفيذي لخدمات الامن الفيدرالي وهذه الهيئة ورثت الـ KGB الروسي بالاضافة الى نائبه اليكسندر بورتينكوف ومساعد بوتين الرئيسي فيكتور ايفانوف.
 
وتقوم هذه المجموعة بالتحالف مع عدد من الليبراليين مثل رومان ابراهيموفيتش مالك نادي تشيلسي الانجليزي والذي يعتبر من المقربين الى الرئيس بوتين وعائلة بوريس يلتسن، بالاضافة الى فيكتور جيركيزوف وهو الرئيس التنفيذي لخدمات السيطرة على المخدرات في روسيا واليشير عصمانوف الروسي من الاصول الاوزبكية واحد الميلونيرات الروس.
 
ويقول بعض المقربين من الملف الروسي ان ما يحدث الان من نقاشات حول ثروة بوتين ما هي الا تصفية حسابات بين كبار التجار في روسيا ومن بينهم بوتين خصوصا حينما قام الاخير بترشيح ميدفيديف كخليفة له في كرسي الرئاسة والذي لا علاقة له بالعمل المخابراتي او السري.
 
ويضيف هولاء ان الرئيس الروسي يريد ان يتقاعد اليوم قبل الغد ولكنه يواصل العمل في الكرملين وعدم التمتع بثرواته لكي يعد العدة لميدفيديف ليصل الى الرئاسة خصوصا وانه غير محمي الان ويمكن ان تتم ازاحته في اي وقت وبسهولة في مقابل نفي بعض الاطراف لمثل هذه الادعاءات ونقلهم عن الرئيس الروسي قوله انه سيعود العام المقبل لتيولى رئاسة الوزراة في روسيا.
 
وكانت روسيا قد شهدت خلال شهر ديسمبر حملة ضد الفساد كان الابرز فيها القبض على نائب وزير المالية سيرجي ستورتشيك الذي اتهم باختلاس 42.4 مليون دولار وليكون مصيره السجن بينما يدعي وزير المالية اليكسي كودرين انه بريء ويعتقد انها حملة من جناح بوتين ضد الجناح الليبرالي في البرلمان.