اشكر هؤلاء الأشخاص بدلا من أن تكرههم

تدفعنا مواقف الحياة إلى الغضب من بعض الأشخاص لدرجة قد تصل مع بعضنا إلى حد الكراهية، هذا بسبب صعوبة الحياة وما نقابله فيها من مواجهات ومعارك من أجل الحياة، لكن إذا استسلم الإنسان لتلك المشاعر فقد يتحول إلى مخلوق مليء بالكراهية نحو الآخرين، لكن عليك مقاومة مشاعر الكراهية والتفكير بشكل أكثر عمقا لتحديد واكتشاف الفوائد التي عادت عليك من هؤلاء الأشخاص فأنت كرهتهم لأنك لم تدرك بعد أنهم كانوا مصدر إلهام لك عاد عليك بالكثير من المنافع.

 

من بين كل الناس الذين عليك أن تشكرهم بدلا من أن تكرههم هما الوالدان فهم أولى الناس بحبك وشكرك، ومهما تصرفوا معك وتوقعوا منك فهم في النهاية والديك، لأنهم يرونك أفضل من معظم الناس ويعرفونك أكثر من أي شخص آخر، فلهم في أغلب الأحيان المكانة الأكبر في قلوبنا ونهتم بهم أكثر من غيرهم، لذا خذ بنصيحتهم وحاول تطبيقها في حياتك وهذه نقطة البدء.

 

عندما يكون الشخص هو أكبر أشقائه أو تكوني الفتاة الوحيدة بين إخوة ذكور فإن ذلك يكون أمرا صعبا على البعض، فعندما تكبر الأخوات تنشأ بينهن مشاجرات كثيرة على أشياء سخيفة، لكن بعد ذلك حين نكتشف قيمة الأشقاء سنجد أنهم مصدر عون وسعادة لنا فلا يجب أن نحاول أو نسمح أبدا لمشاعر الكراهية أن تدخل بيننا مهما حدث ومهما كانت الدوافع أو الأسباب.

 

في كل عمل هناك بعض الزملاء المزعجين لك، الذين يتمنون لك الإيذاء والفشل، ومع ذلك عليك أن تكون أكبر منهم عقلا وخلقا، واجعل سلوكهم معك فرصة للرقي العاطفي والتحكم في مشاعر الغضب نحوهم وتحفيز القدرة على التعامل الذكي مع مثل هؤلاء الأشخاص بسلوك أكثر إنتاجية.

 

لدى هذا الشخص بالتحديد القدرة على تحويل حياتك إلى جحيم، حيث يمكنه أن يجعل من الصعب عليك تحقيق السعادة، وإذا كان يضايقك يمكنك أن تبلغ عن إسائته لك واستمر في حياتك، ولا تجعله حائلا يقف بينك وبين العيش بطريقة جيدة.

 

تقابل بحياتك العديد من الناس الذين يدفعونك للتوقف وتغيير اتجاه حياتك، عندما يكتشفون قبلك أنت أنك بحاجة إلى بعض التطوير والتحسين في حياتك من خلال ما يوجهونه لك من نقد، وحتى إذا كان نقدهم لذلك أضف له بعض الملح أو السكر حتى تتقبله وتستفيد منه، لذلك فهم من الأشخاص الواجب عليك شكرهم لأنهم كانوا مصدر إلهام وتصحيح لكثير من مسارات حياتك.

يمر بعض الناس بتجربة الزواج أكثر من مرة حيث تستمر الحياة الزوجية لفترة من الزمن ثم يحدث انفصال ويترك كل منهما الآخر، لكن ينساق البعض وراء كراهية شريك الحياة السابق وهذا تصرف لابد أن نتخلص منه، وعلى كل المنفصلين إدراك الدروس المستفادة من كل تجربة سابقة وسيكتشف أنه أصبح أقوى عن ذي قبل فالتجارب تمنح الإنسان القوة وعمق التفكير والحكمة في الاختيارات الحياتية التالية وهذا أمر لابد من شكره عليها.

 

هناك أناس في هذا العالم يعيشون ليكونوا أشخاصا سيئين بدون سبب فهم رمز الشر وسوء الخلق في الدنيا، لكن وجودهم لا يعني أن تكرههم فقد يكون السبب من وجودهم أن نتعلم بحكمة من أخطائهم ونفعل عكسها، فالمغرور يجعلك تشعر بجمال التواضع، والقاسي يجعلك تعلم أهمية التسامح، والقبيح يجعلك تحافظ على ما تملك من جمال في الروح والشكل، اشكرهم لأنك رأيت أخطاءهم واستخدمتها لتصحيح الطريقة التي تعيش حياتك بها.

 

أشعر بالضيق جدا من أي إنسان لا يحترم مواعيده أو ليس له هدف في هذه الحياة ولا يستطيع أن يضع جدولا زمنيا لتحقيق أي شيء، وهذا قد يؤدي إلى إفساد الكثير من الأحداث الحياتية، لكن يقولون أن عليك الترحيب بهؤلاء الأشخاص وجوانب الشكل في حياتهم، حيث تلقي الحياة أحيانا أمامك منعطفات لترى كيف يمكنك التعامل معها وهي بسيطة، لذا عليك أن تأخذ كل مواجهة في حياتك كدرجة سلم تنقلك إلى مكان أفضل، مهما كانت الحياة تدخر لك.

 

هناك أوقات في حياتنا نمر خلالها بفشل زريع لدرجة تجعل من الصعب علينا فهم أنفسنا، لكن لابد أن تشكر نفسك على أخطائك بدلا من أن تكرهها، وتقبل أن تقع في أخطاء، لكنها في الحقيقة تساعدك على دفع عجلة حياتك للأمام أبعد مما كنت تتخيل، لكن إذا وقعت أسيرا للإشفاق على النفس وكراهيتها فسوف تعيق نفسك وتمنعها من المضي قدما، أو تحبس نفسك داخل صندوق يحدد مستقبلك بناء على ماضيك.