سعوديات ينفقن 7 مليار ريال علي الماس في 10 أشهر

دفع الأرتفاع الكبير لأسعار الذهب واقترابها من أسعار الألماس كثيرا من السعوديات إلى التوجه إلى شراء الألماس، الذي سجلت مبيعاته نموا ملحوظا في الأسواق السعودية، قدره مستوردون وعاملون في القطاع بأكثر من 20 % منذ بداية عام 2007 مقارنة بالعام الماضي.


وتنفق النساء السعوديات خصوصا والخليجيات عموما مليارات الدولارات سنويا لمواكبة أحدث صيحات وأذواق المجوهرات الماسية، وقدر عاملون في تجارة الألماس قيمة مبيعات الألماس في سوق التجزئة السعودية خلال الـ10 أشهر المنصرمة من العام الجاري، بأكثر من 7 مليارات ريال سعودي، بزيادة 20 % مقارنة بالعام الماضي (الدولار = 3.75 ريالات)، ما يشير إلى النمو المتسارع في أسواق الألماس السعودية، التي تحتل المركز الرابع في أسواق الألماس حول العالم.

وتوقع عاملون في قطاع تجارة الألماس في تصريحات لموقع "الأسواق.نت" أن يواصل الطلب على الألماس في السوق السعودية الارتفاع خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي، وخاصة مع قرب عيد الأضحى حيث تكثر الأفراح.

وأرجع هؤلاء أسباب النمو المستمر وتزايد نسب مبيعات الألماس إلى الطفرة الاقتصادية التي تشهدها المملكة، ووجود قوة شرائية عالية، وتوجه النساء من طبقة معينة لشرائه على مدار العام.

ارتفاع الذهب أغرى النساء للتوجه للألماس
وقال عبد الله الفالح الذي يعمل في استيراد الألماس، إن ارتفاع أسعار الذهب عالميا أغرى الكثير من السعوديات للتوجه إلى الألماس نظرا لقرب السعرين، مشيرا إلى أن مبيعات الألماس نمت بشكل متسارع خلال الأعوام الأخيرة، وحققت مكاسب جيدة للعاملين في تجارة الألماس.

وأوضح أن كثيرا من الفتيات المقبلات على الزواج أصبحن يفضلن الألماس نظرا لأنه أكثر جمالا وقيمة من الذهب، وتعتبره كثيرات من السعوديات وسيلة للتباهي وإظهار الثراء.

وأشار الفالح إلى أن عددا من تجار الألماس يستوردون القطع الجاهزة للبيع من الهند ولبنان، إضافة إلى دول في جنوب القارة الإفريقية التي تمتلك أربعة مناجم من الألماس، وبدأ عدد من التجار السعوديين في استيراد خام الألماس ليتم تصنيعه محليا، وتصميمه بحسب طلبات الزبائن.
 
التصنيع المحلي يضاعف الأرباح
واعتبر أن جلب الألماس الخام وتصنيعه محليا يضاعف الأرباح، حيث يتم تصنيعه وفقا لرغبة الزبائن وأذواقهم المختلفة، فالنساء السعوديات يحبذن أشكالا معينة.

وذكر أن منطقة الخليج بدأت مؤخرا في تصنيع المجوهرات الماسية وأن هناك 5 مصانع تعمل بهذا المجال في السعودية، وأنه يمكن تدريب العمالة المحلية للعب دور مهم في عملية التصنيع أو استيراد عمالة أجنبية أو الاعتماد على التقنية الحديثة التي تقلص العمالة إلى مستوى يقترب من الصفر.

وحول عملية صناعة الألماس، قال إنه يستخرج من المناجم على شكل هرمين متقابلين من القاعدة ثم يقطع على شكل مخروط ثم يصقل ثم يباع للمصانع ليستخدم في صناعة المجوهرات الماسية.

من جانبه قال بائع في أحد محلات الماس في الرياض، إنه على عكس شراء الذهب، تتردد الفتيات المقبلات على الزواج والسعوديات الراغبات في شراء الألماس أكثر من مرة على محال بيع الألماس، ويكون السؤال أكثر منه للشراء في البداية، وعادة ما تقوم الفتيات بجولة على عدد من المحال ثم تقرر الشراء.

وعن أسعار الألماس في السوق السعودية، قال إن طاقم الألماس يتراوح سعره بين 10 آلاف ريال، إلى 80 ألف ريال، ويختلف بحسب وزنه وبيعه بالقيراط، ويصل سعر خاتم الخطوبة إلى 55 ألف ريال، فيما ترتفع أسعار أقراط الأذن، لتصل كحد متوسط إلى 8 آلاف ريال.

وقال البائع الذي فضل عدم ذكر اسمه "إن المقبلات على الزواج أصبحن يكتفين بطاقم واحد، مع خاتم الخطوبة كبديل عن الذهب، وشراء أكثر من قطعة منه".

طلبيات معينة لنساء مغرمات
وأشار البائع إلى أن هناك فئة معينة من السعوديات تحرص على اقتناء الألماس، مشيرا إلى أن سيدة سعودية واحدة اشترت من المحل في عام واحد بما قيمته 500 ألف ريال من الألماس، إذا كان لها طلبات معينة ونحرص على توفيرها لها، فهي عميلة دائمة.

وذكر أن الأعياد والمناسبات كالأفراح ترفع المبيعات، وتبدو الحركة كبيرة في المحال في الفترة الحالية لقرب عيد الأضحى وهو مناسبة لإتمام الكثير من الأعراس وخاصة بين موظفي الحكومة الذين يحصلون على إجازة عيد الأضحى إضافة إلى إجازاتهم السنوية، وبالتالي يكون لديهم وقت لقضاء إجازة زواج طويلة.

وأضاف البائع أن غالبية الفئات المشترية للمجوهرات الماسية تتراوح أعمارهن بين 18 و35 عاما.

يخطف الألباب
وتحدثت ريم -فتاة سعودية تستعد للعرس في إجازة عيد الأضحى- إلى "الأسواق.نت" بينما كانت تشاهد طقما من الماس في أحد المحال، وقالت إنها "تفضل الألماس على غيره من النفائس الثمينة؛ إذ تستهويها قطع الألماس الثقيلة المرصعة، ذات القيمة الشرائية العالية، بدلا من شراء أكثر من قطعة من الذهب".

وعن نوعية الألماس الذي تفضله قالت "إنها ترغب في عقد مرصع بالألماس الأبيض الكامل"، وكان عقد خطوبتها من هذه النوعية وبلغ سعره حوالي 40 ألف ريال.

وأضافت أن الألماس من المقتنيات الثمينة ولها قيمتها التي لا تنقص مع مرور السنين، كما أنها تختطف ألباب النساء، ولذلك فهي تفضله على الذهب.

وتصدرت مدينة الرياض مبيعات الألماس في السعودية العام الماضي بنسبة 51 %، تلتها المنطقة الشرقية بنسبة 30 % ثم مدينة جدة بـ12 %.