ضعف السمع .. وعلاقته بتقدم العمر

يتفاوت الناس في درجة اهتمامهم بالمتغيرات الجسدية والوظيفية التي يتعرضون لها مع التقدم في العمر، فمنها ما تحظى منهم بالاهتمام المبالغ فيه، ومنها ما لا تجد أدنى درجات الاهتمام أو المتابعة.
 
وبطبيعة الحال ومع تقدم العمر، تتعرض أجهزة الجسم تدريجيا للضعف والتراجع في مستوى الأداء الذي كانت عليه في العقود الأولى من العمر، فتظهر التجاعيد و"البقع الكبدية" في الجلد بسبب فقدان الدهون تحت الجلد، وخصوصا في الأماكن المكشوفة منه كالجبهة والخدين والرقبة واليدين.
 
كما يبدأ التغير في لون الشعر فيميل إلى اللون الرمادي أولا ثم إلى الأبيض، وبعد سنوات معدودة يبدأ تساقط الشعر ثم فقدانه. 
 
ليس هذا فحسب، فالتغييرات تطال أيضا الأعضاء والحواس الأساسية في جسم الإنسان مثل الجهاز العضلي والحركي والدورة الدموية، ومنها انخفاض مستوى تدفق الدم في الشرايين إلى الأعضاء الحيوية كالقلب والدماغ مما ينعكس سلبا على أداء وظائف هذه الأعضاء.
 
ومن الحواس التي تتأثر مبكرا مع مرور السنين حاستا البصر والسمع، فيحدث تدنٍ وانخفاض في مستوى الإبصار يبدأ بالشكوى من صعوبة قراءة الكلمات المكتوبة بخط صغير خاصة في ظروف الإضاءة المنخفضة وتنتهي بعدم الرؤية.
 
أما عن السمع، فقد وجد أن ما نسبتهم 48 في المائة من الرجال و37 في المائة من النساء يواجهون صعوبات متفاوتة في قوة السمع مع تقدم العمر. 
 
ومن الملاحظ أن معظم الناس يوجهون اهتمامهم للتغيرات الظاهرية مثل تجاعيد الجلد وينفقون على إصلاحها المبالغ الطائلة، بينما يهملون معالجة ما يطرأ على أجهزة وأعضاء أجسامهم الحيوية ذات الوظائف التي تقوم الحياة على مستوى أدائها وجودتها كضعف حاسة السمع مثلا. 
 
وهناك الكثيرون من رجال المجتمع والقياديين يتحملون ما يعانون من صعوبة في سماع أو فهم ما يدور من حديث أثناء الاجتماعات التي تضم عددا كبيرا من المتحدثين، ويتباطأون في أخذ المشورة الطبية حول هذا العرض الصحي المهم في حياتهم الذي قد يؤثر على أعمالهم وقراراتهم، وقد ينتهي بفقدان السمع في بعض الحالات.
 
في هذا المجال، وضعت "كليفلاند كلينك" مجموعة من الأعراض التي توجب على الشخص اللجوء إلى التقييم الدوري، كي يتمكن من المحافظة على قوة سمعه، وهي:
- صعوبة الاستماع إلى المتحدث على الهاتف.
 
- صعوبة الاستماع مع وجود خلفية من الأصوات العالية أو الإزعاج.
 
- الإحساس بمشكلة في الاستماع لما يقال في محادثة في اجتماع مثلا يضم أكثر من شخص واحد.
 
- بذل مجهود كبير للاستماع إلى كلام المتحدث، أو طلب إعادة الكلام منه.
 
- عدم فهم ما يقوله الآخرون، وبالتالي عدم المقدرة على التجاوب معهم بطريقة صحيحة.
 
- سماع أصوات تشبه الرنين، أو الزئير أو الهسهسة.
 
وفي حالة توفر 3 أعراض أو أكثر من هذه القائمة عند شخص، فإن الأمر يستوجب التوجه إلى الطبيب المختص لأخذ رأيه قبل أن تتفاقم الحالة وتنتهي بفقدان السمع.