فلسطيني أب لـ67 ولدا.. ومازال ينتظر مولودين آخرين

شحادة أبو عرار ليس قلقا ولا نادما على ولادة 67 ولدا له، لا بل انه ينتظر بفارغ الصبر ولادة طفلين آخرين من زوجتين من زوجاته الثماني. وليس هذا فحسب، بل انه يفتش عن زوجة تاسعة تسعده و«تملأ عليه حياته».


لا هذه ليست أسطورة ولا هي من الخيال. فالرجل حي يرزق ويتحدث عن عائلته المباركة كمن يتغزل بحبيبة. انه في الثامنة والخمسين من عمره. بدوي من بلدة عرعير في النقب، لم تعد تعجبه حياة البداوة في الصحراء فاقترب من تل أبيب، ليسكن على قطعة ارض رحبة تتسع لأفراد عائلته الذين يعدون بالعشرات وتتسع لطموحاته التي لا تعرف حدودا.

انه مواطن في إسرائيل من فلسطينيي 48. بدأ قصته مع التكاثر في سنة 1967. العرب كانوا يعيشون نكستهم من تلك الحرب، وهو ينطلق الى عش الزوجية «منتصرا» لم تقف في وجه مخططاته الشخصية اية عقبات اقتصادية أو مجتمعية أو قانونية. فقد اختار هواية الزواج، وتغلب حتى على عقبة القانون الاسرائيلي الذي لا يجيز تعدد الزوجات إلا في حالات نادرة. تزوج بداية من قريبة له في العائلة، وبعد سنة تزوج من امرأة ثانية «غريبة».

ولكي لا يغضب أبنائه من الأقارب هجر المنطقة وانتقل الى منطقة المركز. من أول زوجتين أنجب 31 ولدا وبنتا: «أنا أحب الأولاد، فهم بركة من السماء. ولكنني احب الزواج أيضا».

وفي رد على السؤال إن من السهل عليه أن يعثر على عروس جديدة يقول بمنتهى الثقة: «هذه أبسط مسألة. نساء كثيرات يسمعن عني ويرغبن في الزواج مني. لم أتقدم الى الزواج من امرأة ورفضتني». أصبح عدد زوجاته ثماني نساء، خمس منهن مواطنات اسرائيليات (من فلسطينيي 48) وثلاث من سكان الضفة الغربية.

وزارة الداخلية الإسرائيلية لا تعترف بالنساء القادمات من الضفة الغربية ولا بأولادهن البالغ عددهم 14 ولدا، خوفا من أن يؤدي اعترافها الى قبولهم وقبول امهاتهم مواطنين في اسرائيل. فهي تريد أن ينخفض عدد العرب لا أن يزيد. ومع ذلك، فإن شحادة يظل صاحب الرقم القياسي في عدد الأولاد في اسرائيل، يليه مواطن عربي آخر من بلدة قلنسوة أب لـ39 ولدا من أربع نساء.

في اسرائيل يحاربون ظاهرة الولادات الكثيرة، خصوصا بين العرب. يحاربونها أولا بسبب الآثار الاقتصادية والاجتماعية، حيث ان نسبة الفقر عالية في صفوفهم (حوالي 55%) وكذلك نسبة الجريمة. ويحاربونها بين العرب لأسباب ديموغرافية، حيث يخشون من أن تصبح الولادة سلاحا ضد الأكثرية اليهودية. وهناك قانون يمنع تعدد الزوجات، لكنهم لا يفلحون في تطبيقه، خصوصا بين العرب وبين اليهود الإثيوبيين. ويحاولون التضييق على هذا الزواج بالوسائل الاقتصادية عن طريق تقليص مخصصات تأمين الأولاد، ومع ذلك فإن الدخل من هذه المخصصات لعائلة شحادة مثلا تبلغ حوالي 1600 دولار في الشهر (يقبض فقط عن الأولاد ما دون 18 عاما، وفقط الأولاد المعترف بهم كمواطنين، فهو لا يقبض عن 14 ولدا أمهاتهم من الضفة الغربية).

ويؤكد شحادة ان وضعه الاقتصادي ممتاز، فهو صاحب حظيرة للجمال والنوق، فيبيع الحليب والفرو ويؤجر الجمال للعاملين في السياحة، وهو صاحب حظيرة أخرى للحمير، التي تستخدم هي أيضا في السياحة. ويؤجر أرضا يستخدمها للزراعة.