سرطان الدم

مرض خبيث يفتك بالإنسان ويقضى على حياته


سرطان الدم ، أسبابه   ، أعراضه ، وسبل الوقاية منه

ما هو سرطان الدم ؟ ما الذى يؤدى إلى الوقوع فى براثن هذا المرض الخبيث، هل هو معد ؟ هل ينتقل من الحامل المصابة به إلى جنينها ؟ هل من وسيلة تمكن المرء من الوقاية منه ؟ هذا ، وأسئلة أخرى يجيب عنها الدكتور أسامة جرادى ، الاختصاصى فى أمراض الدم والأورام السرطانية ..

أول دليل على وجود مرض السرطان ، تم اكتشافه إبان الحضارتين الإغريقية والمصرية القديمتين . وقد كان أبقراط ( أبو الطب ) ، وهو طبيب يونانى عاش بين العامين 370 و 470 ، أول من وصف السرطان بعبارة  Karbimos ، أى " حيوان السرطان " ، ووضع أولى النظريات المتعلقة بالإصابة به ، واتبعت نظريته هذه لألفى عام.

وقد بقى مرض السرطان غير مفهوم بشكل جيد، حتى اختراع الميكروسكوب فى القرن الثانى عشر ، وأشعة أكس ( X - ray  ) ، فى القرن العشرين ومع هذين الاختراعين توفرت للطب نافذة للولوج إلى معرفة كيفية عمل أعضاء الجسم الداخلية ، أما بالنسبة إلى سرطان الدم تحديداً فقد كثرت حوله التساؤلات التى حملناها إلى الدكتور جرادى.

-  ما هو سرطان الدم ، وما أعراضه ؟
- سرطان الدم ، أو اللوكيميا ، ويعنى " ابيضاض الدم " هو مرض يصيب نخاع العظام ، حيث يبدأ نوع من خلايا الدم غير الناضجة بالتكاثر بشكل سريع والتوقف عن النضج ، داخل نخاع العظام ما يسبب قصوراً فى وظيفة إنتاج خلايا الدم الطبيعية حيث ينتج عنه :

أولاً : ضعف فى إنتاج كريات الدم الحمراء ، يتسبب بظهور فقر دم قوى عند المريض ، حيث يصاب بالشحوب والإرهاق الشديد وبنقص فى الشهية .

ثانياً : ضعف فى إنتاج كريات الدم البيضاء الناضجة والمسؤولة عن المناعة، ما يصيب المريض بشتى أنواع الالتهابات مع ارتفاع فى درجة الحرارة وسوء فى حالته الصحية.

ثالثاً : ضعف فى إنتاج الصفائح الدموية التى لها دور رئيسي فى تخثر الدم ، ما يسبب للمريض حالة من سيلان الدم، فيصاب عادة لنزيف جلدى أو بكدمات ، وقد يصاب البعض بنزيف فى الأنف أو بنزيف داخلى ونتيجة تكاثر الخلايا الخبيثة داخل نخاع العظام وفى بعض الأعضاء كالكبد والطحال والعقد الليمفاوية، يشعر المريض بالآم فى العظام وخصوصاً عند الأطفال كما يصاب بتضخم فى الكبد والطحال والعقد الليمفاوية .

- ما أسباب الإصابة بهذا المرض ؟ وهل للعامل الوراثى من دور ؟
- السبب الرئيسي لظهور سرطان الدم ، لم يعرف حتى الآن ، أما العوامل التى تبين أن لها دوراً فى الإصابة به فهى التالية :

- التعرض للأشعة ( وتشمل أشعة أكس جاما والبروتون )  ،ولقد ثبت أن لهذا العامل دوراً أساسياً فى التعرض للإصابة بسرطان الدم ، عقب الدراسات التى أجريت على الناجين من القنبلة الذرية فى هيروشيما وناكازاكى والذين تعرضوا لكميات كبيرة من الأشعة العلاجية ، أو التشخيصية .  كما  تبين أن الأنسجة الأكثر حساسية للأشعة ، هى نخاع العظم والثدي والغدة الدرقية.

ومن الملاحظ أن أعراض الإصابة بسرطان الدم تبدأ بالظهور بعد مرور سنتين إلى خمس سنوات من التعرض للأشعة.

- المواد الكيميائية ، كالبنزول وبعض الأدوية الكيميائية المستعملة فى علاج أنواع اخرى من السرطان

-   التدخين ، وله دور فى ظهور العديد من أنواع الأمراض السرطانية.

-   الفيروسات مثل RNA Retroviruses   و Ebstein Barr Virus .

أما بالنسبة إلى العامل الوراثى ، فإن سرطان الدم هو مرض مكتسب، ولا ينتقل بالوراثة.. لكن ثمة عوامل وراثية تؤدى إلى الإصابة به . على سبيل المثال ، فإن المصابين بتشوهات فى الصبغيات كمرض داون ( أو الطفل المنغولى) معرضون للإصابة بسرطان الدم بنسبة تفوق نسبة إصابة الأطفال العاديين به بعشرة أضعاف

- هل ينتقل سرطان الدم من المرأة الحامل المصابة به ، إلى جنينها ؟
- سرطان الدم ليس مرضاً معدياً ولا ينتقل أبداً من الأم المصابة به إلى جنينها . وفى حال أصيبت المرأة الحامل بسرطان الدم يجب أن تبدأ بالعلاج الكيميائى بأسرع وقت ، لن التأخير قد يهدد حياة الأم والجنين معاً .

- كيف السبيل إلى حماي الجنين من أى مضاعفات قد يسببها هذا المرض

- إذا كان الحمل فى بدايته يضطر الطبيب لإنهائه ، وذلك للاهتمام بعلاج الأم ، وتفادياً لظهور تشوهات خلقية لدى الجنين قد تسببها العلاجات الكيميائية ، أو الإشعاعية..

أما إذا كان الحمل فى أشهر متقدمة، فينصح بالبدء بالعلاج الكيميائى ، مع العلم بأنه لا وجود لحماية مطلقة للجنين من أى مضاعفات قد يسببها المرض أو العلاج .

فى المقابل ، أثبتت بعض التجارب ولادة أطفال أصحاء من أمهات خضعن للعلاجات الكيميائية ، خلال فترة الحمل . كما أظهرت الدراسات أن اعتماد المرأة الحامل فيتامين Follic Acid ، مع أو دون الحديد خلال فترة الحمل ، قد يحمى الجنين من احتمال إصابته بسرطان الدم ، خلال طفولته .

* لتجنب الإصابة به حتى اليوم، لا توجد وسائل لتجنب الإصابة بسرطان الدم ، بشكل مطلق لكن من المهم اتباع النصائح الغذائية التالية التى قد تساعد على تدنى خطر الإصابة به بشكل عام وهى:
1-التقليل من تناول الدهنيات ( أقل من 30% من الوحدات الحرارية يومياً ).

2- تناول الأطعمة الغنية بالألياف.

3-  الإكثار من تناول الفاكهة ، كالحمضيات، الخضار ، كالملفوف والقنبيط والحبوب

4-   التقليل قدر المستطاع من تناول الأطعمة المدخنة والمحضرة على الفحم .

5- الإقلاع عن التدخين وعن تناول المشروبات .

6-   الاستعمال الروتينى لفيتامين Follic Acid خلال فترة الحمل .