الهربس .. لماذا معالجته ضرورية؟

يصاب الكثيرون بفيروس الهربس الفموي بشكل خاص ولا يعرفون تشخيص مرضهم ولا خطورة نقله للآخرين أو حتى طرق الوقاية منه. وبذلك يصبح الشخص المصاب مصدرا للعدوى لأقرب الناس إليه من أهله وأبنائه. وإن حصل تشخيص الحالة فإن البعض يتهاون في أخذ العلاج، خاصة عندما يعلمون أنه للوقاية وليس للشفاء التام.
 
الهربس عائلة من الفيروسات، يبلغ عدد أنواعها 25، ثمانية منها تصيب الإنسان؛ وتتميز بتكوين حويصلات صغيرة وطفح جلدي والبقاء في الجسم للظهور مرة أخرى. 
 
هناك أنواع مختلفة من العدوى بفيروس الهربس، والنوع البسيط simplex الأول والثاني، هو الأكثر شيوعا ويظهر عادة في الفم (التهاب اللثة) والشفتين، مسببا القروح الباردة والقروح التناسلية، والأنواع الأخرى تشمل هربس الأعضاء التناسلية، والهربس النطاقي الحماقي zoster. 
 
تتراوح شدة العدوى من الخفيفة جدا إلى الخطيرة جدا حسب نوع الفيروس ومكان الإصابة من الجسم. يتعرض لفيروس الهربس نحو 95 في المائة من سكان الولايات المتحدة، وهناك ما يزيد على 50 مليون مصاب بالمرض. والهربس الفموي هو الأكثر شيوعا ويصاب به معظم الناس في مرحلة الطفولة المبكرة، وغالبا من دون علامات. 
 
وتحدث العدوى بالهربس بانتقال الفيروسات من القروح المفتحة على جسم المصاب، وعادة تكون الشفتان أو الأعضاء التناسلية له، أو من خلال الاتصال الجنسي أو الاقتراب الوثيق اللاجنسي.
 
من أهم علامات الهربس، تقرحات مؤلمة في المنطقة التناسلية، تبدأ بحكة، ظهور مطبات حمراء صغيرة أو بثور صغيرة بيضاء وحمى، ألم عند التبول، تهيج المهبل المتكرر، عقد لمفاوية مؤلمة في الفخذ، وألم في أسفل الساق. تحدث الحكة والتنميل قبل انفجار البثور، وهذا يستدعي تأكيد التشخيص من قبل الطبيب.
 
الهربس هو واحد من الإصابات الفيروسية الأكثر شيوعا وتواترا، وبمجرد الإصابة بالعدوى، ينتقل الفيروس إلى الأعصاب الحسية ويبقى هناك مدى الحياة. لا يوجد علاج للقضاء على الفيروس بشكل دائم، إلا أن مضادات الفيروسات (أسايكلوفير acyclovir، فامفير famvir، أو فالتيكس valtex!) تلعب دورا فعالا عند تنشيط أو «تفشي» الهربس، فتمنع تكرار التفشي أو تؤجل ظهوره لفترة أطول.
 
وهذا لا يعني الشفاء من الهربس حتى وإن لم يشعر المريض بأي أعراض، حيث يظل الفيروس مختبئا في الجسم، ومستعدا للانتشار عن طريق التقبيل من الشفتين، أو الاتصال الجنسي الفموي أو المهبلي أو الشرجي. 
 
وإذا لم يجر أخذ مضادات الفيروسات المذكورة بالجرعة المناسبة وللمدة المقررة لتكلفتها المرتفعة، فيمكن أن ينشط الفيروس الكامن داخل القناة العصبية، ويعود للتكاثر في أي لحظة بسبب الإجهاد، والتغيرات الهرمونية أو ضعف جهاز المناعة وغيرها، وتصبح عواقبه خطيرة مدى الحياة أو حتى يسبب الوفاة.