روماتيزم اليدين .. مرض صامت قد يكتشف مرضاً أخر

يحدث عند حصول كدمات أو التهابات بكتيرية تأخر علاجها أو لأسباب وراثية
يحدث عند حصول كدمات أو التهابات بكتيرية تأخر علاجها أو لأسباب وراثية

«خشونة المفاصل» مرض التهابي غير جرثومي، شائع في مفصل الركبة بدرجة كبيرة خاصة مع تقدم العمر. إلا أن هناك مفاصل أخرى في جسم الإنسان تتعرض للإصابة بهذا المرض مثل مفاصل اليدين، حيث يصيب الالتهاب الغضاريف المبطنة لتلك المفاصل مسببا خشونة جزئية أو كاملة فيها.
 
كدمات والتهابات
حول أسباب حدوث هذه الخشونة يقول استشاري جراحة العظام واليد في مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور وليد بن صالح العديني، إن هناك أسبابا كثيرة ومختلفة وراء الإصابة بهذا المرض، لكن أكثرها شيوعا قد يكون حصول كدمات، أو إصابة المفاصل بكسور، أو التهابات بكتيرية جرى علاجها متأخرا، أو قد يكون السبب وراثيا، وأحيانا قد لا يعرف السبب الحقيقي.
 
ويضيف أن هناك ما يقارب الـ 80 في المائة من المرضى فوق سن 65 سنة يعانون من أمراض روماتيزمية في اليدين. ولحسن الحظ، فإن معظم هذه الحالات لا تسبب ألما يدعو المريض للشكوى، وعليه فيجري اكتشاف بعض هذه الأمراض أثناء الفحص العرضي لمرض آخر في الجسم أو اليدين من خلال الفحص الإشعاعي.
 
التهاب مفاصل الأصابع
يعد المفصل السلامي الطرفي للأصابع (Distal Interphalangeal Joint) من أكثر مفاصل اليدين عرضة للالتهاب، خصوصا عند النساء بعد فترة الوضع.
 
وتبدأ الحالة عادة بألم بسيط في إصبع واحدة أو إصبعين يتطور إلى نشوء تورم مؤلم في نفس المفصل نتيجة حدوث نتوء عظمي وهذا بدوره ينتشر إلى بقية الأصابع وهو ما يطلق عليه بنتوءات هيبردين (Heberden’s Nodes).
 
ويتضح من الفحص السريري ظهور تضخم عظمي محسوس حول المفصل السلامي الطرفي مصاحب بمحدودية في حركة المفصل وآلام مزمنة، وأحيانا تتكون حويصلات بين المفاصل تبرز إلى الخارج على هيئة أكياس تبرز بين الأوتار الباسطة.
 
أما الفحص الإشعاعي، فتوضح صوره وجود خشونة وأحيانا تصلب خاصة في الحالات المتقدمة.
 
أما أسباب التهاب المفصل السلامي الابتدائي للأصابع (Proximal Interphalangeal Joint) للإصابة بالالتهاب (Osteoarthritis) فتكون عادة غير واضحة. 
 
وقد يؤدي هذا المرض إلى انتفاخ مفاصل اليدين مكونا مع مرور الوقت نتوء بوشارد (Bouchard›s nodes) والذي عادة يصاحب بالتهابات روماتيزمية في أجزاء أخرى من الجسم. وبالفحص السريري يتضح ظهور تورم في بداية الإصبع مصحوبا بمحدودية حركة الإصبع والآلام مزمنة، ومع مرور الوقت يفقد المصاب القدرة على بسط وقبض الإصبع.
 
علاج روماتيزم اليدين
يتلخص العلاج المناسب لكلتا الحالتين في الآتي:
- يبدأ العلاج عادة بإعطاء المريض مسكنات ومضادات الروماتيزم واستعمال سنادات الأصابع واليدين وأحيانا الجبائر.
 
- تجنب التعرض للتيارات الهوائية الباردة الموجهة مباشرة على اليدين.
 
- عمل مغاطس الماء الدافئ لليدين باستمرار.
 
- أما إذا استمر الألم ولم تفد محاولات العلاج التحفظي فإنه يلزم التفكير بالإجراء الجراحي وذلك بلحم المفصل السلامي، سواء الابتدائي أو الطرفي، للقضاء على الألم والاستغناء المستمر عن العلاجات الدوائية التي قد تسبب مشكلات في الكلى أو الكبد.
 
وهناك أمراض روماتيزمية أخرى تصيب مفاصل اليدين والأصابع، من ضمنها مفصل قاعدة الإبهام وهو ما يعرف بالتهاب قاعدة الإبهام السدلي (Saddle Joint) وهو يختلف جذريا عن طبيعة المرض لدى التهابات المفاصل السلامية الابتدائية والطرفية والذي عادة ما ينتهي به المطاف بالإجراء الجراحي.