العلاج بالخلايا الجذعية الطريق الى الصحة وحيوية الشباب الحقيقية

أصبح من الممكن الحصول على كل مظاهر الحيوية و الشباب إلى أجسامنا حتى بعد أن يوغل بنا العمر في صحاري الشيخوخة
أصبح من الممكن الحصول على كل مظاهر الحيوية و الشباب إلى أجسامنا حتى بعد أن يوغل بنا العمر في صحاري الشيخوخة

ربما لاحظ الكثيرين منا، انه فجأة يبدأ بعض مشاهير المجتمع في الظهور بحيوية الشباب رغم معرفتنا التامة بكبر هؤلاء في السن . و في الواقع فإن كثير من هذه الحالات ، وخصوصا في العالم الغربي لم تعد مرتبطة بعمليات التجميل الجراحية ، أو اللجوء إلى الراحة لفترات طويلة بمنأى عن تأثير الضغوط النفسية والعصبية .


وكشفت بعض الابحاث الطبية الحديثة ، بأنه أصبح من الممكن الحصول على كل مظاهر الحيوية و الشباب إلى أجسامنا حتى بعد أن يوغل بنا العمر في صحاري الشيخوخة، لتدب في أجسامنا طاقات و قوى ما كنا لنظن بانها سوف تعود إلينا ثانية بعد رحيل العمر.

كل هذه القدرات ، و الظواهر المعجزة ، كانت نتيجة لأبحاث طبية مكثفة لما يسمى بالعلاج بالخلايا الجذعية (Stem Cells), والتى فتحت الباب لحلول جذرية لعلاج الكثير من الامراض المستعصية والمزمنة ، وخصوصا تلك التى يحتاج فيها ملايين المرضى الى عمليات تبديل أعضاء مستعجلة ، حيث أن الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى يموتون دون أن يتمكنوا من إستبدال أعضائهم المريضة.

إعتمدت أبحاث الخلايا الجذعية على خاصية أن الجسم البشري في بدايات تكوينه الأولي يقوم بتصنيع نوعين من الخلايا. النوع الأول منها هو المسؤول عن تكوين أعضاء بعينها للجسم مثل الدماغ، القلب، الكبد.... الخ.

و النوع الثاني من الخلايا، حباها الخالق العظيم بقدرة فريدة من نوعها ألا و هي القدرة على تصنيع كل أعضاء الجسم بغض النظر عن نوع العضو المراد تصنيعه. و هذا النوع الثاني من الخلايا هو الذي يطلق عليها إسم الخلايا الجذعية او خلايا المنشأ.

و تمتلك هذه الخلايا القدرة على تكوين خلايا مختلفة ، لتكون فيما بعد أنسجة و أعضاء مختلفة، و لذلك تسمى هذه الخلايا بالخلايا متعددة القدرات (Pluripotents).

 مما يعني بأن هذه الخلايا تمتلك القدرة على تصنيع أكثر من 200 نوع من الخلايا مختلفة التخصصات.

 عندما بدأت الابحاث الاولية المرتبطة بالخلايا الجذعية ، كان مصدرها هو الأجنة في بداية مراحل تكونها ، أو الأجنة المجهضة وأنسجتها(Embryos and Fatal Tissues) .

بدايات أبحاث الخلايا الجذعية:
أول مرة تمكن فيها العلماء في العالم الغربي من الحصول على الخلايا الجذعية من جنين بشرى في بداية تخلقه المبكرة ، كان في عام 1998 بواسطة العالمين جيمس تومسون و جون غيرهارد من جامعة ويلكنسون- مادسونا.

و بعد أن تمت عملية الفصل هذه الخلايا الفريدة من نوعها أجريت الكثير من الدراسات و الأبحاث التى أكدت قدرة الخلايا الجذعية على تكوين كل خلايا الجسم المتخصصة.

فتحت هذه الأبحاث الأبواب واسعة أمام العلماء بآمال لاحصر لها في إمكانية العلاج لمجموعة كبيرة من الأمراض ، و التى كان يعتقد بأنه لا أمل في الشفاء منها مطلقا! و في نفس الوقت الذي أجريت فيه هذه الأبحاث، تجمعت هنالك معلومات أكثر عما كان يعرف سابقا بالخلايا الجذعية البالغة (Adult Stem Cells) و هي عبارة عن خلايا غير متخصصة ، و تبين أن لها القدرة على التواجد في أنسجة متخصصة عند البالغين ، و يمكن لهذه الخلايا غير المتخصصة أن تصير متخصصة بالنسبة للنسيج الخلوي الذي يعتبر مصدرها الأصلي ، أضف إلى ذلك أن لها القدرة على إعادة تجديد نفسها في داخل الجسم.

و في العقود المنصرمة إكتشف الباحثون وجود الخلايا الجذعية البالغة في أنسجة لم يكن يتوقع وجودها فيها ، و مثال لذلك أنسجة الدماغ.

تحديد المفاهيم:
و حتى لا يختلط "الحابل بالنابل" كان لا بد من وضع أسماء و تعريفات واضحة المعالم للأشكال المختلفة من الخلايا الجذعية ، مع ذكر مميزات كل نوع من أنواع هذه الخلايا ، و كيفية إستخدامها في الأبحاث الطبية المختلفة :-

خلية جذعية :
هي عبارة عن خلية من الخلايا الجنينية ، او الخلايا البالغة، , التى لها القدرة تحت ظروف معينة من إعادة تكوين نفسها لفترة طويلة ، أو في حالة الخلايا الجذعية ، لإعادة إنتاج نفسها مدى الحياة ، إضافة إلى قدرتها على إعطاء خلايا متخصصة ، و التى تقوم فيما بعد بتصنيع أعضاء الجسم المختلفة . و قد جاء مصطلح "خلايا جذعية جنينية" أساسا من الأبحاث التى كانت تجري على الحيوانات في هذا المجال.

خلية جذعية متعددة القدرات :
عبارة عن خلية وحيدة لها القدرة على إعطاء أنواع من الخلايا ، و التى يتم تخليقها من الطبقات الثلاثة المكونة للجرثومة (البذرة) الجنينية ، و هذه الطبقات هي : طبقة الميزوديرم ، طبقة الإندوديرم ، طبقة الإكتوديرم. في بدايات هذه الأبحاث كان الحصول على هذه الخلايا يتم بعد عزلها من أجنة بشرية في مراحل تخلقها المبكرة ، أو من أنسجة أجنة لم تتعد الشهر الرابع (Fetus) ، و التى كان من المفترض أن يتخلق منها القند ( أي المبيض أو الخصية ).

خلية جذعية جنينية :
و التى يتم الحصول عليها من مجموعة خلايا تسمى بالكتلة الخلوية الداخلية ، و هي تعتبر بمثابة جزء من خلية جنينة بين اليوم (الرابع- الخامس) ، و تسمى (Blastocyst) أو بالكيسة الأريمية ( الجرثومية ) ، و بمجرد نزع الكتلة الخلوية الداخلية من الكيسة الأريمية يمكن زراعتها مخبريا، و تحويلها إلى خلية جذعية جنينية ، و مما يجدر ذكره بأن هذه الخلايا في المعمل تتصرف بشكل مختلف عن الخلايا نفسها التى يتم منها تكون الاجنة بشكل طبيعي.

خلية الجرثومة الجنينية :
كان الحصول على هذا النوع من الخلايا يتم من أنسجة الأجنة (Fetal Tissue) ، و يتم عزلها من خلية جرثومية بدائية (Primordial Germ Cell) بين الأسبوع الخامس- الأسبوع العاشر) من تكون الجنين . و تعتبر الخلايا الجذعية الجنينية و خلايا البذرة الجنينية عبارة عن خلايا متعددة القدرات ، و لكنهما غير متطابقة من حيث الخصائص و المميزات. 

خلية جذعية بالغة :
و هي عبارة عن خلية غير متخصصة ، ولكنها توجد في نسيج متخصص ، و يمكنها أن تعيد تجديد نفسها ذاتيا. و لهذه الخلايا القدرة على أن تصير متخصصة بالنسبة لكل الخلايا المكونة للأنسجة المختلفة ، و تنمو الخلية الجذعية الباالغة مكونة خلايا ناضجة لها أشكال ، و خصائص و وظائف محددة , مثال لذلك الخلية المسؤولة عن التقلص العضلي ، أو الخلية مسؤولة عن نقل الإشارات العصبية .

و مصدر الخلايا الجذعية البالغة يشمل نخاع العظام ، و الدم ، و شبكية و قرنية العين ، و الدماغ ، و الكبد ، و البنكرياس والجلد , العضلات المخططة ، و لب الأسنان .

و قد جاءت أكثر المعلومات المتعلقة بالخلايا الجذعية البالغة و الخلايا الجنينية للبشر من الأبحاث الطبية للدم حيث يتم عزل هذه الخلايا من نخاع العظام و الدم ، و يتم بعد ذلك إستخدامها في علاج أمراض مختلفة.

 مما يجدر ذكره أن هذه الخلايا توجد بكميات قليلة جدا لدى كبار السن ، و لذلك كان من الصعوبة بمكان عزل كميات كبيرة منها ، وبالتالي تقل فرص الحصول منها فيما بعد على الأنواع المختلفة لخلايا الجسم.

تخصص الخلايا:
هو العملية التى يتم فيها تحويل خلية غير متخصصة إلى خلية متخصصة، مكونة فيما بعد مجموعة أكبر من الخلايا المتخصصة , و في أثناء عملية التخصص الخلوي تنشط بعض الجينات بينما تتوقف بعض الجينات عن العمل ، و كنتيجة لذلك تنمو الخلية المتخصصة ممتلكة شكلا محددا ، و تقوم بعد ذلك بأداء وظائف محددة بعينها.
 
صعوبات و حلول:
لقد قطعت أبحاث الخلايا الجذعية شوطا بعيدا من التقدم نحو علاج الكثير من الأمراض المزمنة على الرغم من أن عملية الحصول على الخلايا الجذعية و فصلها ، وتنقيتها من المواد العالقة بها ، كانت تعتبر من الصعوبة بمكان ، حيث إستغرق التوصل لأسلوب الحصول على الخلايا الجذعية البشرية حوالي العشرين عاما كاملة.

و من ناحية أخرى إصطدمت عملية الحصول على هذه الخلايا من الأجنة في بداية تخلقها، أو من الأجنة المجهضة على الكثير من الجدل مع المنظمات الحقوقية و الدينية و الإنسانية ، لأنها تعارض فكرة الحصول على هذه الخلايا من الأجنة بشكل قاطع ، و لذلك تتجه معظم الأبحاث الآن إلى الحصول على الخلايا الجذعية من خلايا الشخص المريض نفسه ، أو من الشخص السليم ، و الإحتفاظ بها لحين الضرورة , و تعتبر هذه الطريقة هي المثلى لأنها تساعد بشكل كبير في حل مشكلة الإنتظار الطويل للحصول على الأعضاء بالنسبة إلى المرضى الذين يحتاجون اليها , أضف إلى ذلك تساعد هذه الطريقة في حل مشكلة رفض الجسم للأعضاء المنقولة اليه من شخص آخر .

و قد تم التأكد من صحة هذه الطريقة معمليا، حيث أعلنت شركة (Advanced Cell Technologies) الرائدة في مجال أبحاث الخلايا الجذعية عن تمكنها من الحصول على كلية كاملة النمو و القدرة الوظيفية من خلية جذعية واحدة(!!) و قد أجريت هذه التجربة العملية على بقرة بإستخدام الهنسة الوراثية بطرق مخبرية معقدة لم تكشف عن كل أبعادها و تفاصيلها للعامة . و قد تم التأكد من قدرة هذه الكلية على العمل بصورة طبيعية بعد زراعتها .

ماهي الامراض التى يمكن علاجها بواسطة الخلايا الجذعية؟
في الوقت الحالي يتم إستخدام الخلايا الجذعية و كل المواد البيولوجية المصنعة على أساسها في علاج الكثير من الأمراض المختلفة المنشأ و مثال لذلك الامراض الإلتهابية و التنكسية المزمنة بالنسبة للجهاز العصبي المركزي ، مرض باركنسون، و الإعتلالات العضلية ، تصلبات الشرايين الدماغية ، أمراض الجهاز الهضمي ، و المناعي , التناسلي , الغدد، , الكليتين ، و عقم الرجال ، و العجز الجنسي , و الكثير من الأمراض المستعصية. و قد تم الحصول على نتائج مشجعة كذلك بالنسبة لأمراض السكري ، و إلتهابات الكبد و التشمع الكبدي.

ويري بروفسير يوري بولتيس أخصائي جراحة الأورام من جامعة اوكرانيا القومية. أن العلاج بإستخدام تكنلوجيا الخلايا الجذعية يعطي نتائج مشجعة للغاية في حال إستخدامها لعلاج الأورام السرطانية، ففي حال حقن 1- 2 مل من الخلايا الجذعية ، فإنه يمكن زيادة جرعات العلاج الكيمياوي و الإشعاعي بنسبة 5-10 % , عندها تكون فرص الحياة بالنسبة للاورام قليلة جدا. و تختفى كليا الاعراض الجانبية المصاحبة للعلاج الكيمياوي مثل تساقط الشعر، و الغثيان، و تدهور صحة المريض.

و قد تمكن د. بولتيس و فريق عمله من علاج اكثر من 30 مريضا كانوا يعانوا من سرطان الامعاء في حالاته المتأخرة (المرحلة الثالثة و الرابعة). و تؤكد د. ي. كليمفا الباحثة من معهد خاركوف للجراحة الحوادث بجمهورية أوكرانيا، و التى لها خبرة 12 عاما في مجال العلاج بالخلايا الجذعية و خلايا الاجنة ، بانه للحصول على العلاج الناجع بالخلايا الجذعية لا بد من عمل فحص طبي دقيق و شامل لكل مريض على حدى , و على ضوء نتائج الفحص الطبي مع الأخذ في الإعتبارالكثير من المعايير البيولوجية الاخري عندها تكون نسبة فعالية العلاج ناجعة تماما.

احد ابرز العلماء العامليين في مجال العلاج بالخلايا الجذعية د. يرينا كريفتسوفا من معهد ابحاث علم المناعة بمدينة خاركوف حيث ترى د. كريفتسوفا بأن تكنلوجيا العلاج بالخلايا الجذعية فعالة و بشكل خاص في حالات الامراض المرتبطة باضطرابات في عمل الجهاز المناعي ، و هنالك الكثير من العوامل التى يجب ان تؤخذ في الاعتبار في حال العلاج بهذه الطريقة ، فعندما تكون بعض الحالات المرضية في اوج حدتها فلا ينصح ببدء العلاج معها مباشرة و مثال لذلك حالات الجلطات الدماغية، و الذبحات الصدرية ، فيجب ان ينتظر حتى تزول مرحلة الخطر حتى لا تسوء حالة المرضى.

و هنالك بعض الحالات المرضية التى يمنع فيها قطعيا العلاج بالخلايا الجذعية، و منها الشيزوفرينا، و بعض الامراض النادرة. و من ناحية اخرى اذا تم حقن الخلايا الجذعية في الوقت غير المناسب عندما تكون حدة المرض في اوجها و مثال لتلك الحالة امراض الجهاز التنفسي الحادة ، و الملاريا و التهابات الكبد الفيروسي في مراحلهما المتاخرة ، فان كل طاقات الخلايا الجذعية سوف تضيع دون ان يستفيد منها جسم المريض الاستفادة القصوي، و ترى د. كريفتسوفا ان المريض الذي يتم علاجه بالخلايا الجذعية يجب ان يخلد لراحة تامة لفترة من اسبوعين لاربعة اسابيع كاملة بعد العلاج، و تقوم د. كريفتسوفا كذلك بالتعامل مع حالة كل مريض على حدى.

حالات تم علاجها بإستخدام أسلوب العلاج بواسطة الخلايا الجذعية
و توجد الآن في الدول المتقدمة زراعة الخلايا الجذعية و نخاع العظام ، بإستخدام خلايا المريض نفسه و ذلك في علاج الالامراض التالية: سرطانات الدم النقوي والليمفاوي الحادين ، و سرطان الدم النقوي المزمن ، و لمفوما غيرهودجكن، و سرطان الخلايا البلاسمية و المبيض ، و ساركوما ابوينغ و ساركوما الأنسجة الرخوة ، و سرطان الرئة صغير الخلايا ، الإضطرابات الإستقلابية الخلقية ، و ليمفوما هودجكن.

و في حالات أمراض أخرى يمكن زراعة الخلايا الجذعية و نخاع العظام من متبرع مطابق في علاج الحالات المذكورة أعلاه ، بالإضافه إلى سرطان الثدي , كما و يمكن إستخدام نفس الأسلوب لعلاج الأمراض غير الخبيثة التالية: فشل النخاع العظمي ، فقر الدم لفانكوني , و فقر الدم المنجلي ، الثلاسيميا بأنواعها ( اعتلال الخضاب H ) ، الأمراض المناعية غير الذاتية ، و الإضطرابات الإستقلابية الوراثية.

و يرى د. دين كايفمان رئيس شعبة أبحاث أمراض الدم التابع لجامعة فيكونسينا الأمريكية ، بأن إمكانيات الخلايا الجذعية ضخمة ، و يمكن أن تساعد بشكل كبير في علاج أمراض الأنيميا ، و سرطان الدم و الغدد الليمفاوية , الأهم من ذلك على حسب رأى كايفمان بأن بواسطة الخلايا الجذعية يمكن تخليق عدد لا نهائي من خلايا الدم و مكوناته المختلفة ، مما يسمح بالتخلص بشكل كبير من كل المشاكل التى تصاحب عمليات نقل الدم . و قد أثبتت العديد من البحوث الطبية بأن الخلايا الجذعية تستطيع أن تحافظ على خصائصها لسنوات طويلة!.

شركات متخصصة للخلايا الجذعية!
وبمجرد ان إتضحت الاهمية القصوى للخلايا الجذعية و إمكانياتها التى لا حدود لها في علاج الكثير من الامراض ، و الدور الإستراتيجي الذي يمكن ان تلعبه كنظام "للتامين البيولوجي" في إمكانية القضاء و بصورة نهائية على ما لا يقل عن 60 مرضا قاتلا ، إتجهت بعض الدول الكبرى لتأسيس بنوك خاصة بالخلايا الجذعية ، و توجد الآن مثل هذه البنوك في كل من أمريكا الشمالية ، و بريطانيا ، و روسيا ، و الكثير من الدول الأخرى صارت تؤسس لمثل هذه البنوك . وتعتبر بريطانيا من أوائل الدول التى تقوم بتأسيس بنك للخلايا الجذعية في العالم .

و حتى الآن قام أكثر من 175 الف أب و أم من أوربا و أمريكا الشمالية بوضع الخلايا الجذعية لأبنأئهم حديثي الولادة في بنوك خاصة بهذه الخلايا ، و ذلك حتى يضمنوا حماية أبنائهم، و أنفسهم، و حتى أقاربهم في حال حدوث أي طارئ في مستقبل الأيام.

و تؤكد الكثير من إحصائيات العديد من الخبراء الدوليين أنه حتى منتصف القرن الحادي و العشرين سوف يتمكن أكثر من 75% من مرضى الدول المتقدمة الحصول على علاجاتهم عن طريق العلاج بواسطة الخلايا الجذعية.

 و توجد الآن في العالم شركات ضخمة و متخصصة في مجال كل الأبحاث الطبية المتعلقة بعزل ، و تنقية و حفظ الخلايا الجذعية و مثال لهذه الشركات التى تقوم بإستثمار أموال ضخمة في هذا المجال شركة " أدفانسد سيل"، و شركة جرنو و شركة ستيم ، واميفونكس , شركة استروم بيوسينس.

من المؤكد أن أبحاث الخلايا الجذعية او خلايا المنشأ ، تفتح الباب على مصرعيه لإيجاد حلول جذرية و ناجعة بالنسبة لكثير من الامراض المزمنة و الأمراض المستعصية ، و أمراض الشيخوخة بشكل خاص، و التى تقف أمامها الأساليب العلاجية التقليدية عاجزة تماما.

و من ناحية أخرى تفتح كذلك الأبحاث الجينية المرتبطة بالخلايا الجذعية آفاق واسعة و لا حصر لها في مجال علاج الأمراض الفيروسية الثقيلة مثل مرض الإيدز ، و امراض الجهاز المناعي ، و غيرها من الأمراض المزمنة و الفتاكة التى يصعب الشفاء منها بطرق العلاج التقليدية ، و ذلك كله بفضل إستخدام العلاج بالخلايا الجذعية .