أغنى رجل في فرنسا وإمبراطور الموضة .. يعبر عن إعجابه بالنجاح القياسي لمايكل كورس

سباق على تحقيق الحلم والربح .. فبرنار أرنو يعبر عن إعجابه بالنجاح القياسي لمايكل كورس .. وآماله بأن يكون قدوة لمارك جايكوبس وفي الصورة في الاعلى مايكل كورس وفي الاسفل مارك جايكوبس
سباق على تحقيق الحلم والربح .. فبرنار أرنو يعبر عن إعجابه بالنجاح القياسي لمايكل كورس .. وآماله بأن يكون قدوة لمارك جايكوبس وفي الصورة في الاعلى مايكل كورس وفي الاسفل مارك جايكوبس

 
أن يعبر رجل مثل برنار أرنو، أغنى رجل في فرنسا وصاحب إمبراطورية تضم بيوت أزياء مثل «ديور» و«بولجاري» و«لوي فويتون» وغيرها، عن إعجابه بإنجازات أي مصمم فهذه الشهادة لهذا المصمم بأنه حقق أقصى درجات النجاح.
 
كان ذلك منذ أسابيع عندما نشر خبر يفيد بأن برنار أرنو يرغب في أن تتطور ماركة «مارك جايكوبس» وتنمو بنفس الوتيرة التي شهدتها ماركة مايكل كورس.
 
وهذا ليس غريبا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المصمم الأميركي أصبح مليارديرا، وأضاف أرنو أنه سيسعد حتى لو حققت علامة «مارك جايكوس» نصف النسبة من الأرباح.
 
وبالفعل فإن نظرة إلى الأسواق ومجلات الموضة تؤكد أن هذا زمن «كورس»، فأينما التفت تجد قطعة أزياء من تصميمه تناديك، أو حقيبة يد أو حذاء، بل وحتى جواهر وساعات ونظارات شمسية، تشدك وتؤجج الرغبة فيها.
 
لهذا لا نستغرب أن النتائج التي جرى الإعلان عنها مؤخرا تشير إلى أنه يسجل زيادة في الأرباح لا يستهان بها، إلى حد أنها تشعل الغيرة في نفوس بعض المصممين. 
 
وصرخة الإيطالي روبرتو كافالي الأخيرة بأن المصمم الأميركي يستنسخ تصاميمه ويطرحها باسمه، قد تكون مجرد تنفيس عن غيرته من ارتفاع قيمة أسهمه واكتساحه السوق الأوروبية خاصة.
 
فقد أشارت معاملات الأسواق الأخيرة بأن قيمة السهم ارتفعت بنسبة 20 في المائة، بفضل توسعه وافتتاحه عدة محلات جديدة في أوروبا وأميركا الشمالية فضلا عن عواصم عالمية مهمة.
 
أمنية برنار أرنو ليست مستحيلة، فالمصمم مارك جايكوبس له أيضا أسواقه، كما أنه برهن في الفترة التي قضاها في دار «لوي فويتون» على أنه توصل إلى تحقيق المعادلة الصعبة، التي تتمثل في الموازنة بين الفني والتجاري. ورغم أنه لا ينكر بأن مايكل كورس حقق الرقم القياسي مؤخرا في حجم النمو، فإنه اعترف بأنه لا يحب أن يقارن نفسه بأي أحد أو يتشبه بأحد، فهو يتمتع بأسلوب خاص سواء في التصميم أو في إدارة أعماله.
 
التحدي أمامه حاليا أن يحول خطه الأرخص «مارك باي مارك جايكوبس» إلى ماركة تثير الحلم عوض أن تقتصر على مخاطبة الشباب. 
 
وهذا ما ينوي تحقيقه بتجنيده كل من المصممتين البريطانيتين كايتي هيليير ولويلا بارتلي لتجديدها وإخراجها من رتابتها، حتى يتفرغ هو لخطه الأساسي «مارك جايكوبس» الذي تمتلك مجموعة «إلفي آم آش» أسهما فيه، ويحقق للسيد برنار آرنو ما يصبو إليه من نجاح فني وتجاري على حد سواء.
 
وبالنظر إلى ما قدمته المصممتان البريطانيتان خلال أسبوع نيويورك لخريف 2014 وشتاء 2015، فإنه توفق عند اختيارهما، لا سيما وأنه ليس هناك أفضل من البريطانيين للدفع بحدود الابتكار إلى أقصى حد.
 
للوهلة الأولى تظهر الصور التي تبثها الوكالات أن الإطلالة كاريكاتيرية، لكن سرعان ما يتوضح أن ما يبدو كاريكاتيريا هو الذي سيلمس وترا حساسا لدى الفتيات الصغيرة وسيبيع.
 
المقصود هنا الشالات أو الياقات الملفوفة على الأكتاف على شكل فيونكات معقودة من الأمام. فهذه حتما ستخاطب أية شابة تعشق الموضة وتريد أن تعلن هذا العشق على الملأ.
 
قدمت المصممتان أيضا فساتين بتنورات واسعة بعضها ببلسيهات وبعضها من التول أو مبطن به للحصول على حجم مستدير، بينما جرى تنسيق بعضها مع «تي شيرتات» بسيطة لمظهر حيوي أكثر. 
 
وقد جاءت هذه الـ «تي شيرتات» والكنزات مطبوعة بعناوين ورسائل حينا وبنقوشات ملونة حينا آخر. لكنها في كل الحالات تصرخ بثقافة الشارع البريطاني وما يعج به من متناقضات لذيذة التقطتها المصممتان بحس فني عالٍ من دون أن تتجاهلا العودة إلى أرشيف المصمم والغرف من قديمه حين كانت الماركة في أوجها، وقبل أن تصاب بالرتابة والأسلوب المتكرر إلى حد الملل.
 
وبالفعل نجحت كايتي هيليير ولويلا بارتلي، ومن المحاولة الأولى، أن تمنحاها قبلة إنعاش تجلت في المزج بين ثقافة الشارع وبين التفصيل والألوان.
 
الجدير بالذكر بأن لويلا بارتلي كانت محررة أزياء قبل أن تتحول إلى التصميم بإطلاق خط يحمل اسمها في عام 2000، قوبل بالكثير من الحفاوة.
 
لكن للأسف لم يشفع لها نجاحها الفني، واضطرت إلى إغلاقه في عام 2009 في ذروة الأزمة الاقتصادية.
 
في المقابل، عملت هيليير مع مارك جايكوبس كمتعاونة في مجال الإكسسوارات خصوصا، لمدة عشر سنوات، كما تعاونت مع فيكتوريا بيكام و«لويفي» الإسبانية.
 
في المقابل، كانت تشكيلة مايكل كورس للموسمين المقبلين موجهة لامرأة مختلفة تماما، وتحمل كل البصمات التي دفعت به إلى الأمام ليصبح مليارديرا.
 
فهي راقية ومثيرة وباهرة، تلعب على الأقمشة المترفة مثل الحرير والموسلين والفرو والكشمير، وتحرص على أن تقدم إطلالة متكاملة من الرأس إلى أخمص القدمين، بما في ذلك الإكسسوارات والماكياج حتى تجعل كل من يتابع العرض يريد أن يسابق الريح ليشتريها. 
 
وهنا تكمن عبقرية المصمم، فهو لا يتنازل عن الأناقة وتقديم قطع منفذة بدقة عالية مع انتباه إلى التفاصيل الصغيرة بدءا من الألوان والتطريزات إلى القصات المتنوعة، وفي الوقت ذاته يبيع حلما جميلا. فهو يدرك تماما أن مهمتها الأولى أن تجد طريقها إلى خزانة المرأة والرجل على حد سواء لتحقق الحلم بالنسبة لهم والربح بالنسبة له. 
 
هذه الوصفة لم يكن هو مبتكرها، ولا خاصة به، فمعظم المصممين، إن لم نقُل كلهم، يجتهدون لتحقيقها.
 
قبل توصل مايكل كورس للمعادلة الصعبة، كانت «لوي فويتون» هي التي تحصد أعلى المبيعات، لكنها الآن وجدت منافسا قويا لها، وبات على مارك جايكوبس، الذي غادر الدار الفرنسية في الموسم الماضي، أن يؤكد أنه قادر على المنافسة بخطه الخاص «مارك جايكوبس»، حتى يحقق آمال السيد برنار أرنو المعقودة عليه وعلى ماركته.