لحظة تفاؤل .. الستاتين يقي من سرطان الثدي

زعم بعض العلماء أن الجرعات اليومية من عقاقير الستاتين يمكن أن تقي من الإصابة بسرطان الثدي، مع العلم أنه يؤخذ بالفعل من قبل الملايين من الأشخاص لخفض مستوى الكوليسترول في الدم.
واعتقد الباحثون أن مستوى الكوليسترول في الدم قادر على تأجيج نمو وانتشار أكثر الأنواع شيوعا من سرطان الثدي.
 
ومن جانبها رجحت دراسة جديدة أن انخفاض مستوى الكوليسترول من شأنه العمل على حد خطر الإصابة بهذا المرض القاتل، ويذكر أن دراسات سابقة كانت قد ربطت بين ارتفاع مستوى الكوليسترول والإصابة بسرطان الثدي، ولكن لم يتم فهم هذا الارتباط جيدا.
 
واكتشفت الدراسة الجديدة التي نشرت في صحيفة العلوم أن واحدة من المواد الكيماوية التي تفرز عند تفتت الكوليسترول في الجسم لها تأثير مماثل لهرمون المرأة "الإستروجين" الذي يجعل ثلاثة أرباع من سرطان الثدي.
 
هذا وقد أظهرت العديد من الدراسات الأخرى وجود اتصال بين السمنة وحدوث سرطان الثدي، وخاصة ذلك النوع من السمنة الذي يزيد من الكوليسترول.
 
وفي حديثه يذكر الدكتور دونالد ماكدونيل من جامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية أن: "ما اكتشفناه هو وجود جزيء يسمى بالـ 27HC وهو يحاكي هرمون الإستروجين ويعمل على دفع نمو سرطان الثدي".
 
أجري البحث على الفئران ووجد أن الحقن اليومي بجزيء 27HC يسرع من انتشار سرطان الثدي، ونتج عن العلاج باستخدام الستاتين انخفاضا في كل من مستويات الكوليسترول ونمو الورم.
 
وعن الفحوصات المجراة على خلايا البشر، وجد أن أكثر أنواع السرطان عنفا تنتج مستويات عليا من مادة كيميائية، والتي بدورها تحفز إنتاج الـ 27HC.
 
ولدى النساء، فإن أورم الثدي تنتج جزيئاً يشبه الإستروجين يعزز من نمو الورم.
 
ومن جانبها كشفت الأبحاث أن مستويات الكوليسترول تعمل على إعاقة دواء يستخدم على نظاق واسع وهو التاموكسيفين، والذي يؤخذ لمواجهة آثار السرطان الذي يتم تأجيجه من قبل الإستروجين.
 
فهذه الدراسة مثيرة للاهتمام لأنها تظهر وللمرة الأولى وجود صلة مباشرة بين الكوليسترول وسرطان الثدي في الفئران، ولكن من السابق لأوانه القول كيف يمكن لهذه المعرفة أن تساعد في معالجة الثدي السرطان في المستقبل.
 
يذكر أنه وفي وقت سابق من هذا العام، وجد الخبراء في مركز أبحاث السرطان أن الاستخدام طويل الأمد للستاتين أدى إلى تزايد خطر سرطان الأقنية الغازية (IDC)، والذي يمثل حوالي سبعة من كل عشر حالات من سرطان الثدي.  
 
ويتم حاليا إجراء تجارب سريرية على نطاق واسع لتقييم تأثير العقاقير المخفضة للكوليسترول على مجموعة من السرطانات.
 
وفي بريطانيا مثلا يتم تشخيص حوالي 48.000 من النساء اللاتي يعانين من سرطان الثدي كل عام، أي ما يعادل حوالي 130 في اليوم، بل وتتمتع كل امرأة بواحدة من تسع فرص للإصابة بالمرض في مرحلة ما من حياتها.