الأضرار السلبية للتخمة الاجتماعية خاصة للنساء

هناك بعض الأشخاص اللذين يصابون بحالة من الملل لوجود أشخاص كثيرين في حياتهم، نظرا لكثرة آراء هؤلاء الأشخاص وتنوعها وربما تدخلهم في تفاصيل دقيقة بحياتنا اليومية، مما يصيب هذا الشخص الذي لديه الكثير من الأصدقاء بحالة من الملل الشديد تجعله غير قادر على أن يكون كل هؤلاء الأشخاص موجودين في حياته. 

الحياة الخاصة من أكثر الأمور التي لا نسمح للآخرين بالتدخل فيها مهما كان قربهم منا، ولذلك فهناك بعض الأشخاص الذين لديهم القدر الكبير جدا من الأصدقاء بسبب روابطهم الاجتماعية الواسعة أو طبيعة عملهم، مما يجعل هؤلاء الأصدقاء يتابعون حياته الخاصة وربما يتابعون حتى تفاصيلها الدقيقة مما يجعل هذا الشخص يمل تدخلهم وربما الانفصال عنهم.

وبالنسبة للنساء فإن موقفهن سيصبح أكثر حساسية وذلك لأنهن بطبيعتهن يكرهن التدخل في حياتهن أكثر من الرجال، أما السبب الآخر وهو الأهم أن المرأة موقفها يصبح حساسا جدا أمام عائلتها من أهل وزوج وأولاد عندما يعلم هؤلاء أن هناك من يتابعون كافة تفاصيل حياتها أو حياة الأسرة كاملة بسبب الروابط الاجتماعية الواسعة لهذه السيدة أو بسبب طبيعة عملها.

يعتبر الفنانون أبرز مثال على حالة التخمة الاجتماعية التي أصبحنا نعاني منها في الوقت الراهن، وذلك لأن الفنانين أكثر طبقات المجتمع الذين يتابعهم الآخرون، فعندما مثلا يأخذون أسرتهم لقضاء وقت لطيف في خلوة أسرية، يفاجئون بالأشخاص الذين يقتحمون هذه الخلوة ويفسدون عليهم هذه الأجواء.

أما خبراء علم النفس فلديهم وجهة نظر أخرى فيما يتعلق بكثرة العلاقات الاجتماعية، حيث يرون أنها تقف ضد إصابة الإنسان بالاكتئاب، ويقولون إن كثرة العلاقات هي العلاج الذى يصفه بعض الأطباء النفسيين فى أحيان كثيرة لمن يعانون من مشكلات نفسية تؤرقهم، لأن كثرة العلاقات أمر محمود على عكس الاعتقاد القديم بأنها تؤدى إلى مشكلات نفسيه كثيرة.

ويرون أن شعور الإنسان بأهميته هى أولى محاسن كثرة العلاقات وسرعة تكوينها ورؤية أحداث جديدة وغير مألوفة؛ حيث يشعر الإنسان بالثقة فى نفسه والرضا عن حاله، وهو ما يجعله راضيا عمن حوله، وهو أمر يشعره بالراحة التامة.

شبح الاكتئاب هو شبح كل إنسان ويكون أى إنسان عرضة له، ويعد تكرار رؤية نفس الناس ونفس الشخصيات أمرا غير مستساغ لكثير من الناس ويكونون عرضة له، إلا أن كره الناس الجدد حولهم وتجددهم يحميهم من هذا الخطر تماما؛ لأن الاكتئاب أمر سهل الوصول إليه دون أن يدرى الإنسان، فقد يصل له بسبب التكرار فى الأشخاص والأحداث والشعور بالملل تجاه كل شىء وعدم اكتشاف الجديد فى أى أمر فى الحياة، وهنا تكون رؤية الجديد هو المنقذ الوحيد لهؤلاء الناس من النتيجة الحتمية وهى الاكتئاب.