في برنامج تلفزيوني فرنسي .. امبراطورة إيران تبكي ابنتها وتقول ماذا كان عليّ أن أفعل بعد المصائب التي مررنا بها ؟

خنقت العبرات امبراطورة إيران السابقة فرح بهلوي، وبكت وهي تجيب عن سؤال حول ابنتها الراحلة ليلى، طرحته عليها الصحافية الفرنسية ميراي دوما في البرنامج التلفزيوني «حياة عامة، حياة خاصة». وحلت فرح ضيفة على حلقة للبرنامج بثت مساء أول من أمس، وخصصت للحديث عن الروابط العائلية، وهل هي صلات دم فحسب أم قلوب؟


وبشكل استثنائي، فتحت الامبراطورة السابقة التي تعيش ما بين الولايات المتحدة، حيث يقيم نجلها البكر وأحفادها، وبين اوروبا، أبواب شقتها الباريسية لكاميرا البرنامج الذي يعتبر من برامج «التوك شو» الناجحة على القناة الفرنسية الثالثة. وتحدثت فرح عن زيارة الشاه لباريس، أواسط خمسينات القرن الماضي، والأحاديث التي ترددت في أوساط العائلات الايرانية حول بحثه عن عروس تنجب له ولياً للعهد، بعد زيجتين انتهتا بالطلاق.

وقالت فرح ديبا التي كانت تدرس، آنذاك، في باريس ان رفيقات الدراسة الفرنسيات كن يمازحنها بالقول إن من الممكن أن تكون هي تلك العروس المنتظرة، لكن المزاح تحول الى حقيقة. وحول سؤال لمقدمة البرنامج حول الفارق في السن بين ملك إيران وبينها، وهل كان لفقدانها لوالدها وهي طفلة دور في تعلقها بالشاه، ردت فرح بأنها لم تعتبر زوجها بديلاً لأبيها، بل أحبته حب امرأة لرجل، وأن فارق السن، 19 عاماً، لم يكن يعني لها شيئاً. واعترفت فرح أن إيران تحت حكم الشاه لم تكن دولة ديمقراطية على طريقة الديمقراطيات الغربية.

لكنها هاجمت النظام الايراني الجديد، داعية الى محاسبته على خروقات حقوق الانسان، مثلما حوسب الشاه. أما عن حب عموم الشعب لها، بخلاف زوجها، فقالت: «كانت واجباتي تتركز في الجانب المضيء من النشاطات، وكانت واجباته غير ذلك».

وسألتها ميراي دوما حول البذخ الذي رافق احتفالات برسيبوليس، في سبعينات القرن الماضي، في ذكرى تأسيس الدولة الفارسية. وردت فرح بهلوي بأن إدارة تلك الاحتفالات لم تجر بذكاء، ولهذا أثارت النقمة. لكنها استدركت قائلة: «إن الدول تنفق اليوم الملايين على تلميع صورتها، فما الضير أن نحتفل لمرة واحدة، خلال 2500 سنة، بتاريخنا؟».

وبكت فرح عند سؤالها عن الوفاة المفاجئة لابنتها الشابة ليلى، وقالت إنها تفكر فيها كل يوم، فقد كانت ابنة جميلة وذكية وطيبة، لكن فقدانها لأبيها والوضع الذي عاشته العائلة بعد خروجها من ايران، وما كانت تسمعه في وسائل الاعلام عن فترة حكم والدها، أدت كلها الى تلك المأساة، وبالأخص معاشرتها لرفاق سيئين علموها تعاطي المهدئات، التي هي أسوأ من المخدرات.

وكانت ليلى بهلوي، أصغر أبناء شاه ايران السابق قد وجدت ميتة بسبب تعاطيها جرعة مضاعفة من المهدئات في غرفتها بفندق «ليونارد» في لندن عام 2001. وتساءلت الامبراطورة السابقة: «ماذا كان عليّ أن أفعل إزاء كل تلك المصائب التي مررنا بها؟ هل أُطلق رصاصة على رأسي أم أواصل العيش؟ لقد كانت الحياة تحدياً، مثلما هي لكل انسان، والمهم ألا نفقد الكرامة والأمل. وبالمقارنة مع كل البؤساء في العالم، فإنني أشكر ربي لأنني كنت أفضل في ظروفي وامتيازاتي. وإذا كنت أجلس اليوم أمام الناس وأتحدث عما عشناه، فذلك لأنني أحاول أن أبقى إيجابية، وأن أكون إيرانية مرفوعة الرأس».