لا لهذه التصرفات وأنت تحت ضغط نفسي

عندما تنهال عليك الحياة بسرعتها وغضبها حيث تصيبك بحالة نفسية سيئة نتيجة للضغوط الحياتية المتتالية، عليك تجنب الوقوع في هذه الفخاخ.
 
لا تفعل الآتي:
تناول قهوة الصباح:
عندما يكون الإنسان تحت ضغط نفسي وتوتر يعتقد أن تناول عدة أكواب من القهوة هو العلاج لهذه المشكلة، لكن على العكس تماما فهذا التصرف يزيد من شعوره بعدم الارتياح، لذلك عليك تجنب ذلك وتعامل مع الموقف بذكاء، فهذا غير ضروري وهذا أثبتته دراسة أجريت بجامعة بريستول في المملكة المتحدة.
 
بالنسبة للنساء، عندما تتحد امرأة مع امرأة أخرى تحت ظروف متوترة (يتضمن ذلك حديثاً عاماً) يكون أداؤهن أحسن عند شرب حوالي ثلاثة أكواب من القهوة (مقارنة بالقهوة منزوعة الكافيين)، حيث وثقن بزملائهن أكثر وتميز أداؤهن بمزيد من الثقة بالنفس والتواؤم بشكل أفضل بصفة عامة.
 
في الوقت نفسه، كانت هناك مجموعة من الرجال الذين كانوا يعانون من ضغوط نفسية وعند شربهم القهوة كان أداؤهم أسوأ.
 
وكانت نتائج الدراسة أن النساء عند التعرض لضغوط عصبية وحياتية يملن أكثر إلى إقامة علاقات صداقة مع غيرهن في حين أن نظائرهن من الذكور يميلون إلى الهروب أو الشجار ويزيد تناول الكافيين من هذه السلوكيات على الأقل بالنسبة للنساء وهذه حقيقة.
 
محاولة السيطرة وفعل الصواب:
الشيء الأكثر أهمية هنا هو كلما حاول معظمنا السيطرة على كل حركة يقوم بها، كل كلمة ينطق بها، كل فكرة تخطر على باله وحتى كل عمل حتى يكون أداؤه خالياً من العيوب تأتي النتيجة عكسية.
 
ولكن أسوأ شيء يمكن فعله وأنت تحت ضغط نفسي كبير وموقف محفوف بالمخاطر هو التفكير الزائد عن الحد فيما تفعل، وهذا ما أثبتته سيان بيلوك وهي عالمة معرفية بجامعة شيكاغو.
 
على سبيل المثال إذا كنت في مقابلة عمل وكنت تفكر في كيفية الظهور أمام الطرف الآخر واثقاً في نفسك، وتذكر إنجازاتك السابقة والتحدث بلباقة وتجنب التعرق فهذا على العكس يزيد من حالة التوتر، هذا ببساطة لأننا لا نملك قوة معالجة، للتحقق من التقدم الذي حققناه وسط ما نقوم به من أداء.
 
ولتجنب الإفراط في التفكير والقلق حاول ممارسة تدريبات خفض التوتر مثل أن تطلبي من صديقة صريحة لك بأن تطرح عليك أسئلة المقابلة الشخصية.
 
التحدث عن مشكلتك مع أقرب صديقة لك:
من المفترض أن يتحدث الشخص مع أقرب إنسان له ويهتم كثيرا لأمره عند الوقوع تحت ضغط نفسي أو مشكلة ما حتى يقلل هذا من التوتر، لكن كشفت الدراسات أن المرأة عندما تناقش مشكلتها مع صديقة لها ترتفع هرمونات التوتر بشدة، ما السبب؟
 
يرجع ذلك إلى ما يسمى "الاكترار" وهو المصطلح التقني للتحدث الزائد عن المشكلات، وخلاله يقوم الإنسان بالخوض في كل تفاصيل المشكلة مرة أخرى وما بها من نظرات سيئة، مما يجعله يعاني ويتألم مرارا وتكرارا، لذلك تحدثي مرة واحدة فقط وركزي معها في البحث عن الحلول المناسبة.
 
الذهاب للتمشية في الحديقة:
رغم أن فتح حوار مع الأشجار، والاستمتاع برائحة الطبيعة واستنشاق الأيونات السالبة بعد عاصفة ممطرة من الضغوط، وكل هذا لا يمكن إنكاره، ما عدا إذا كان لديك تاريخ بين الحساسية والضغط النفسي.
 
عندما قام الباحثون من جامعة أوهايو الأمريكية بوخز الجلد كاختبار لمجموعة من الذين يعانون من الحساسية الموسمية كان للضغط النفسي والتوتر دور في مدى حدة رد الفعل.
 
حيث تزداد الحساسية إلى الضعف عند خروج الشخص في الحدائق عندما يكون في حالة ضغط نفسي أو توتر، وحتى التوتر البسيط يزيد من تفاقم الحساسية، فكلما كان الشخص أكثر عصبية كلما ساءت حالته ورد فعله لدرجة أنه لا يستجيب لمضادات الهيستامين أو الحساسية.
 
تناول مشروب المارجريتا:
يؤكد العلم أنك لا يمكنك إغراق حزنك أو ضغوطك النفسية، واكتشف ذلك بعد إعطاء متطوعين لدراسة بجامعة شيكاغو ما يساوي مشروب المارجريتا بعد مهمة مليئة بالتوتر وهي التحدث أمام العامة، ازداد لديهم الشعور بالارتباك لمدة أكثر من ساعة عن أقرانهم المتوترين لكنهم لم يتناولوا شيئاً مسكراً.
 
ورغم أن الكحوليات تغلق إنتاج الكورتيزول وهو ما يفرزه الجسم نتيجة للضغط النفسي، إلا أنه يزيد من فترة التوتر حيث يعطل قدرات وآليات الجسم الطبيعية للتكيف مع هذه الحالة، كما يعيق الكحول امتصاص الجسم  لفيتامينات B المعقدة والزنك التي تساعد على تهدئة الحالة النفسية للشخص واستعادته للتوازن.
 
تغذية الشعور:
إطعام التوتر أو الضغط النفسي عمل ضار، لكن هناك سبباً مفاجئاً، حيث إن الأطعمة الضارة مثل البطاطس المقلية، الكريمة، الحلوى والبرجر مع الجبن التي يتناولها الشخص عند سوء حالته النفسية تكون أكثر ضررا بالجسم عن تناولها في الظروف العادية، لأن الجسم عندما يكون تحت ضغط نفسي يأخذ فترة أطول عن الطبيعي في التخلص من الدهون المشبعة من مجرى الدم، وهذا ما كشفته دراسة أجراها "جانيس جلاسر كياكولت" من جامعة أوهايو، وأضاف أن هذا النوع من الدهون يرتبط بمشكلات السمنة، السكري من النوع 2، أمراض القلب والأوعية الدموية.
 
يبطيء الضغط النفسي أيضا من المعدل الذي يتحرك به الطعام خلال الأمعاء والقولون مما يؤدي إلى زيادة في الوزن ومزيد من الالتهابات، لذا يقر العلماء أن البديل الصحي هو تناول السمك والجوز، ورغم أنها ليست ما نشتهي تناوله في ذلك الوقت إلا أنها غنية بالدهون الصحية أوميجا 3 ولأنها تحد من التوتر والالتهابات المتعلقة به.
 
البحث عن الجانب الإيجابي:
نعلم جيدا أن علينا عدم وضع الخيارات الحياتية المتغيرة تحت حالة من الضغط النفسي، كما أن الحاضر ليس الوقت المناسب لإجراء عمليات جراحية لتجميل الواقع، فبكل جانب حياتي هناك دائما جزء سلبي أنت فقط لا تراه جيدا، لذلك عند حدوث أي مشكلات نتفاجأ بها، ويرجع ذلك إلى أن صناع القرار يرون الإيجابيات أكثر من السلبيات عندما يكونون تحت ضغط نفسي.
 
وهذا ما حدث في دراسة أجريت بجامعة جنوب كاليفورنيا عندما كان المتطوعون تحت ضغط نفسي كالعادة وقدم كل واحد منهم كلمة كجزء من التجربة ثم كان عليه اتخاذ قرار عندها ركزوا على المعلومات الإيجابية فقط.
 
الدرس المستفاد من التجربة كان هو أننا تحت ظروف الضغط النفسي والتوتر يكون أصعب علينا التحكم في اندفاعنا وإذا كان الموقف به مكافأة ننظر فقط إلى الجانب الإيجابي، وهذا قد يؤدي إلى خيارات خاطئة كأن يرغب أحد في التدخين ثم يقنع نفسه ويقول "ما المشكلة في التدخين؟" وغير ذلك.
 
تكرار ما كنت تفعل من قبل:
تقع الفئران دائما في نفس المصيدة ولا يعلمون متى يتوقفون عن ذلك تبعا للتغيرات البيئية المحيطة بهم، وهذا بالضبط ما يحدث للأشخاص عند وقوعهم تحت ضغط نفسي؛ ففي هذه الظروف تصبح السلوكيات عادات بسهولة وهذا ما كشفته دراسة تمت بجامعة مينهو البرتغالية.
 
لأن مناطق تكون العادات بالمخ تتمدد بينما تتقلص المناطق الأخرى المخصصة لتوجيه الأهداف، فهل هذا ما يوقعنا في نفس الفخ ؟ أو الحصار في علاقة مسدودة؟ كلما زاد التوتر والضغط النفسي كلما قل التغير.
 
لذا حاولي التخلص من بقايا التوتر الملتصق بك وامنحي نفسك فترة للتأمل، السفر، والتعامل مع الموقف بحكمة، فقد استغرقت الفئران 4 أسابيع للخروج من الشراك وتجديد خلاياها العصبية بالمخ المتعلقة بإحراز الهدف واتخاذ القرار عندما تم التخلص من أسباب التوتر النفسي.