الفتاة المدخنة .. غضب أسري .. نفور مجتمعي وعزوف عن الزواج

سؤال قد لا تطرحه وسائل الإعلام، لكنه على الرغم من ذلك محل اهتمام من جانب معظم الشباب في هذه الأيام، حيث يرفض الشباب خاصة في عالمنا العربي الارتباط بفتاة مدخنة، بل ويلجأ إلى إنهاء هذا الارتباط إذا عرف بعد ذلك أن الفتاة التي ينوي الزواج بها هي في الأصل مدخنة، وذلك نظرا للتقاليد التي ترفض الارتباط من المدخنات لما يرون فيه من "عيب" على المرأة أن تدخن مهما كانت الأسباب والدوافع وراء إقبالها على التدخين.
 
لماذا تدخن المرأة؟
من أهم العوامل المؤثرة في بدء الفتاة في التدخين هو وجود فرد آخر من أفراد الأسرة يدخن، كالأب أو الأخ، وهناك أيضا تأثير الأصدقاء؛ فحب الانتماء إلى مجموعة يدفع بالشاب أو الشابة إلى تقليد أصدقائه في التدخين ليصبح واحدا منهم، إلى أن تصبح عادة ثم يدمن التدخين، لكن الدراسات أثبتت أن السبب الأول وهو وجود فرد مدخن في الأسرة (كالأب) فله تأثير أكبر على بدء التدخين عند الفتيات مقارنة بالفتيان، ومن الأسباب الأخرى التي تدفع الفتيات للتدخين الادعاءات بأن للتدخين فوائد من حيث إنه يساعد على التركيز أو على الاسترخاء والهدوء، وفي أحيان أخرى تلجأ بعض النساء للسيجارة للهروب من ضغوط الحياة اليومية، فمعروف أن النساء اكثر عرضة للتعرض للضغوط والتوترات النفسية من الرجال، خصوصا مع وجود عوامل أخرى كأطفال صغار أو وجود بعض الصعوبات المالية؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أن هناك علاقة عكسية بين عدد السجائر والمستوى الاقتصادي وكذلك التعليمي للمرأة، فكلما أصبحت المرأة أكثر تعليما أو أفضل ماليا، كلما قل عدد السجائر التي تدخنها.
 
التدخين وشخصية المرأة:
مما سبق نكتشف الارتباط النفسي والشخصي بين المراة وسيجارتها، ولكن غالبية هذه الشخصيات باختلاف نماذجها في المجتمع العربي غالبا ما تمارس التدخين سرا أو بعيدا عن الأنظار حسب طبيعة المجتمعات؛ فقد يكون عيبا أو غير لائق رغم أن البعض يعتبره أمراً شخصياً لا يحق لأحد المحاسبة أو المناقشة به.
 
الفتاة المدخنة والأسرة الحازمة:
ويصبح تدخين الفتاة أمراً غاية في الخطورة بالنسبة للأسرة الحازمة نظرا لكونها ترى أن تدخين الفتاة من الأمور المعيبة -والأسرة بطبيعة الحال محقة في ذلك- وتقوم بتعنيف الفتاة لأقصى درجة وتوبيخها بشكل قد يؤدي في النهاية إلى الشك في سلوكياتها بصورة شديدة، مما يجعل الفتاة قد جلبت لأهلها العار خاصة وأن الجميع يعلم جيدا أن هذه الأسرة من الأسر المحترمة التي لا ترغب في أن يكون أبناؤها مدخنين وفتياتها مدخنات.
 
التدخين وتجمع الفتيات:
قد تكون إحدى الفتيات تنوي التدخين، ولكنها رغم ذلك لا تحاول كسر قيود المجتمع الذي تعيش فيه وذلك رغم اعترافها بأن هذه العادات في منتهي السلبية وتعلن أنها تعلمت التدخين في السكن الجامعي حيث تجتمع الفتيات للدردشة وتجد أن احداهن تدخن وتدعو الأخريات للتدخين، هناك من تحاول التجربة وتستمر وهناك من تتوقف وتتابع.
  
التدخين السري:
كثير من النساء تعلقن بالتدخين بسن مبكرة وبعضهن وهن ما زلن على مقاعد الدراسة ويختبئن في حمامات المدرسة ليسرقن وقتا يدخنّ فيه بسرية تامة، كأن تقدم لها إحدى زميلات المدرسة سيجارة وتطلب منها أن تجربها ووسط الضحك والنكات جربتها وتعلقت بها، فتدخن وتقرر الامتناع خوفا من عقاب والدها، ولكن علب السجائر في البيت تغريها فتأخذ واحدة  تلو الأخرى حتى تصبح مدخنة، إلى أن يكتشف أمرها في النهاية من جانب أسرتها وتكون الكارثة نظرا للتعنيف الذي سوف تلاقيه والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى حد القطيعة.
 
عندما يعرف الزوج أن زوجته مدخنة:
يجب على كل سيدة مدخنة ولا يعلم زوجها بهذا الأمر أن تقلع عن التدخين مبكرا، وذلك لأن زوجها سيعلم بأمر تدخينها إن آجلا أو عاجلا نظرا للعديد من الأسباب والتي في مقدمتها أنهما ينامان في نفس السرير ويكونان عن قرب في الأوقات الحميمية وغيرها، وعندما يعلم أنها مدخنة فلن يقبل بأن تكون زوجته مدخنة وهنا تكمن الطامة الكبرى.
 
أضرار النرجيلة على السيدات:
النرجيلة من ناحية الضرر الصحي أكثر تأثيراً من السيجارة، حيث أثبتت بعض الأبحاث العلمية أن تدخين النرجيلة يؤدّي إلى مخاطر أكثر من تدخين السيجارة ويعود ذلك إلى آفات التبغ أو الغليون، إضافة إلى خطر الكميات الكبيرة من النيكوتين التي تصل مجرى الدم في كل سحبة.
 
أما بالنسبة إلى الحوامل أو المرضعات، فإنّ سهولة امتصاص النيكوتين عبر كافّة الأنسجة تجعله يصل إلى الجنين عبر المشيمة، مسبباً نقص وزن الجنين أو موته. وتقدّم هذه الأبحاث دراسة علمية تثبت أن النساء أكثر تعرّضًا للإصابة بالآثار السامة لتدخين السجائر أو النرجيلة من الرجل، موضحين أن النساء المدخّنات يصبن بأضرار في الرئة في وقت مبكر من العمر، مقارنة بالمدخنين من الرجال، إذ إنّ النساء لديهنّ ممرّات هوائيّة أصغر حجمًا من الرجال، الأمر الّذي يجعل من كلّ سيجارة إمكانًا لخطر أكبر.