معلومات في غاية الأهمية .. عند التفكير بالحمل للمصابات بالصرع..!!

يحذر البعض أقرباء المصابات بنوبات الصراع أو المصابات أنفسهن بأنه لا يجوز لهن الحمل، وبطبيعة الحال يعتبر هذا الأمر غير منطقي وغير صحيح.
 
ومن المعروف أن كل فتاة تحلم بالزواج والإنجاب، وبالتالي فإنه من غير الطبيعي إقناع المصابات بالصرع بأنهن لا يستطعن الإنجاب، وللأسف ظل هذا الأمر اعتقاداً سائداً لسنوات.
 
المخاطر
وتتمثل المخاطر التى تتعرض لها الحامل في وفاة الجنين داخل الرحم، وإجهاض الحمل وتسمم الحمل، وفى حالة إصابة الأم بنوبة الصرع، واستمرارها لمدة طويلة فقد تؤدى إلى انخفاض نسبة الأوكسجين، فيحدث شبه اختناق ويؤثر على الجنين فيولد غير مكتمل النمو أو ناقص الوزن، مع إمكانية حدوث عيوب خلقية فى القلب أو الوجه.
 
ومن هنا يجب المتابعة المستمرة مع الطبيب النفسي، وطبيب النساء والتوليد، حتى يقوما بتشخيصها جيدا، وللاطمئنان الدائم على حالة الأم والجنين، مع المراعاة الكاملة من جانب الأهل وعدم تعرضها إلى الضغوط النفسية.
 
ويذكر أنه وبعد تطور وسائل الرعاية الطبية والعقاقير المستخدمة في علاج الصرع، فإن النساء المصابات بالصرع استطعن إنجاب أولاد أصحاء.
 
إن الحمل بالنسبة للمرأة المصابة بالصرع يصنف كحمل عالي الخطورة، وبالتالي فإنه يستلزم عناية طبية خاصة ومستمرة من قبل طبيب العصبية والنسائية، وسأعرض حالياً ما يطرأ على النوب أثناء الحمل. في ثلث الحالات نجد انخفاضا في تواتر النوب وحتى اختفائها مع ملاحظة أن الحمل لا يؤدي إلى شفاء الصرع.
 
وفي الثلث الثاني نجد زيادة في تواتر النوب، وإن زيادة تواتر النوب له علاقة بما يأتي:
1- بالإضرابات الهرمونية والاستقلابية المرتبطة بالحمل؛ حيث تحدث زيادة في اختزان السوائل والأملاح.
 
2- إضرابات النوم والشدة النفسية المشاهدة أثناء الحمل.
 
3- انخفاض تأثير الأدوية المضادة للصرع أثناء الحمل.
 
وفي الثلث الباقي لا يطرأ أي تبدل على تواتر النوب، وهناك أشكال نادرة من الصرع تظهر لأول مرة أثناء الحمل.
 
تأثير مضادات الصرع على مانعات الحمل:
إن أغلب أدوية الصرع تؤدي إلى إنقاص فعالية مانعات الحمل الفموية، وهناك أدوية يفضل استخدامها عند المرأة المصابة بالصرع في سن النشاط التناسلي.
 
إن خطر التشوهات الجنينية عند أي امرأة سليمة هو 1.5% وترتفع النسبة إلى 3-2% عند النساء الحوامل اللاتي لديهن صرع، وليست هناك دراسات مثبتة تدل إذا كانت هناك علاقة بين ارتفاع نسبة التشوهات الجنينية وكون الأب مريض بالصرع .
 
إن كل الأدوية المضادة للصرع تؤدي إلى تأثيرات مشوهة ولكن بتأثيرات متفاوتة، وأكثر التشوهات مشاهدةً هي التي تحدث في العمود الفقري والجهاز الهضمي والجهاز التناسلي والجهاز العصبي .
 
إجراءات خاصة 
أثناء الحمل يفضل استخدام دواء واحد، ويفضل تجزئة الجرعات اليومية لمضادات الصرع تحت مراقبة طبية، ولا يجوز تعديل الدواء المضاد للصرع أو قطعه إلا من قبل طبيب العصبية حصراً، وبكل الأحوال لا داعي لتغيير الدواء المضاد للصرع إذا كانت النوب في نطاق السيطرة، ويجب إعطاء علاج متمم من حمض الفوليك على الأقل قبل شهر من الحمل.
 
لا يجوز قطع الدواء المضاد للصرع في أي حال من الأحوال لخوفنا من التشوهات الجنينية، لأن خطورة الضرر الممكن حدوثة في سياق نوب صرع متكررة أو حادة يفوق كثيراً الخطورة المتوقعة من تناول الأدوية.
 
تنسيق ضروري
من المفضل إجراء التنسيق بين طبيب العصبية والنسائية؛ حيث يتم إجراء دراسة بالإيكوغرافي عدة مرات أثناء الحمل؛ للكشف المبكر عن التشوهات الجنينية داخل الرحم، بحيث يمكن اتخاذ التدابير اللازمة بوقت مبكر تجاه هذا الحمل.