عدوى المجاري البولية .. ووسائل الوقاية منها

أسباب متعددة وراء الإصابات المتكررة بها لدى النساء
أسباب متعددة وراء الإصابات المتكررة بها لدى النساء

قد يعاني الرجال من المشكلات البولية بسبب مشكلات البروستاتا، إلا أن النساء يعانين من مشكلاتهن في المجاري البولية، ومن ضمنها عدوى المجاري البولية. وعلى مر سنوات عمرهن، فإن قصر الإحليل (مجرى القناة البولية) لدى النساء يوفر الفرصة للبكتيريا المسببة لعدوى المجاري البولية (urinary tract infections UTIs) بالدخول بسهولة إلى المثانة. وهذا هو جزء من السبب في أن تصاب واحدة من كل امرأتين بعدوى المجاري البولية في وقت ما من حياتها.

أنحسار الإستروجين 

يؤدي الانخفاض في مستوى الإستروجين بعد سن اليأس من المحيض إلى ضعف جسم المرأة أمام البكتيريا المسببة للعدوى، إذ يقوم الإستروجين لدى النساء اللاتي ما زلن في فترة الإنجاب، بمنع نشاط البكتيريا الضارة في إنشاء مستعمرات لها داخل المهبل، ويحافظ على انخفاض درجة الحموضة (الأس الهيدروجيني)، (pH)، فيه (وهو الأمر الذي لا يشجع أيضا على نمو البكتيريا)، كما يشجع على نمو البكتيريا «الصديقة»، وهي البكتيريا التي تحمي من حدوث عدوى المجاري البولية.
ويسهم كل من انخفاض الإستروجين وتقدم العمر، في حدوث عدوى المجاري البولية، لأنهما يتسببان في ضمور عضلات المهبل، مما يؤدي إلى تقليل دعم تلك العضلات لقاع الحوض والمثانة. وعندما تضعف عضلات المهبل فسيكون من الصعب إخلاء المثانة من البول تماما.
وتعلق الدكتورة مارثا ريتشاردسون، الأستاذة الإكلينيكية المساعدة في التوليد والأمراض النسائية وبيولوجيا الإنجاب في كلية الطب بجامعة هارفارد بقولها: «إن لم تتمكن المرأة من إخلاء مثانتها تماما، فإنها ستزيد على الأكثر من احتمال بقاء البكتيريا فيها ونموها».

أعراض العدوى 

 تظهر عدوى المجاري البولية عندما تتغلغل البكتيريا إلى أعلى الإحليل لدى المرأة نحو المثانة، الحالبين أو الكليتين. وتظهر غالبية عدوى المجاري البولية بسبب البكتيريا المعوية مثل بكتيريا «إي كولاي»، (E. Coli) وعندما تصاب امرأة ما بالعدوى أول مرة فإنها ستصاب على الأكثر بها مرة أخرى. وتحدث عدة إصابات لدى بعض النساء في السنة الواحدة. وما إن تظهر أعراض عدوى المجاري البولية، يجب البدء بعلاجها فورا لدرء انتشار العدوى نحو الكليتين.

وأبرز علامات العدوى:

- تكرار التبول.
- ألم وحرقة عند التبول.
- ألم في منطقة البطن.
- إفراز بول مضبب، غامق، يحتوي على الدم، أو ذي رائحة كريهة.
- حمى أو ألم في الظهر (وهي من علامات تغلغل البكتيريا في الكليتين).

علاج العدوى

يوجه الطبيب المصابات بعدوى المجاري البولية بتناول المضادات الحيوية لمدة تتراوح بين 3 و7 أيام. وتقول الدكتورة ريتشاردسون إن «المضادات الحيوية هي بالتأكيد أهم أنواع العلاج»، كما يجب تناول الكثير من السوائل لتنظيف المجاري البولية.
وإن حدث وعاودتك الإصابة بعدوى المجاري البولية فإن على الطبيب وضع تشخيص للحالة. وفي بعض الأحيان يمكن أن يكمن السبب في وجود مسألة تشريحية لدى المرأة، مثل وجود انسداد في المجاري البولاية، وقد يتطلب الأمر حينذاك إجراء جراحة لإزالته.
وغالبا ما تكون لدى قسم من النساء حالة وراثية تسمح للبكتيريا بالالتصاق بسهولة مع بطانة الجهاز البولي لديهن. وإن كنت من هذه الفئة من النساء فقد يتطلب العلاج الاستمرار في تناول جرعات منخفضة من المضادات الحيوية لفترة طويلة.

تفادي الإصابة بالعدوى 

هناك عدة منطلقات مشروعة فيما يتعلق بدرء الإصابة بعدوى المجاري البولية، إلا أن كثيرا آخر منها يظل من قبيل الأساطير، إذ إن عدم أخذ مغطس الحمام المليء بفقاعات الصابون لن يقدم أي فائدة لدرء الإصابة بعدوى المجاري البولية، كما أن الجماع الجنسي يزيد المشكلة لأنه يدفع البكتيريا من المهبل نحو فتحة الإحليل.
ولذلك تنصح الدكتورة ريتشاردسون مريضاتها اللاتي يصبن بشكل متكرر بالعدوى بأن يتناولن الكثير من الماء وبإفراغ مثاناتهن بعد الانتهاء من العملية الجنسية. وهي تقول: «إن كانت مثانتك ممتلئة بعد العملية الجنسية، فإن فرصة كبيرة ستتوفر للبكتيريا لكي تتكاثر».
ويؤدي التبول إلى إخراج البكتيريا. كما أن تناول أحد المضادات الحيوية بعد العملية الجنسية لدى النساء اللاتي تتكرر إصابتهن بعدوى المجاري البولية، يؤدي إلى القضاء على تلك البكتيريا.
وهناك نوعان من الطرق التي توصف أحيانا بأنها وسائل واعدة، إلا أنه لم تتم الرهنة عليها، لدرء الإصابة بعدوى المجاري البولية، ومنها استخدام الإستروجين المهبلي. وقد وجدت بعض الدراسات أن الإستروجين المهبلي كان فعالا، بينما لم تجد دراسات أخرى ذلك. كما أن النتائج حول الكرانبيري (cranberries)، وهو نوع من ثمار العنبيات)، ومواد البروبايوتيك (probiotics)، كانت متفاوتة أيضا.
وهناك بعض الدلائل على أن هذه المواد قد تساعد على درء حدوث الإصابة بعدوى المجاري البولية بمنعها البكتيريا من إنشاء مستوطنات لها في المهبل، ولكن ليس من الواضح الكميات التي يجب تناولها منها لتحقيق الفوائد.
وعليك تفادي تناول شراب الكرانبيري إن كان مؤذيا لمعدتك أو إن كنت تتناولين دواء الوارفرين (كومادين) المسيل للدم، أو كنت تراقبين عدد السعرات الحرارية المتناولة، إلا أن أفضل طرق درء الإصابة بعدوى المجاري البولية هو التبول في أي وقت تشعرين بضرورة التبول. وتقول الدكتورة ريتشاردسون: «أعتقد أن أهم الأمور هو عدم محاولة الضغط لإبقاء البول في المثانة».
وهي تشجع مريضاتها أيضا على تفادي تناول الأطعمة المهيجة للمثانة مثل القهوة، الكحول، الفواكه الحامضة، ومنها «الغريبفروت» والبرتقال «إذ يبدو في بعض الأحيان وكأنك تعانين من الإصابة بعدوى المجاري البولية، إلا أنك في الواقع تعانين من تهيج المثانة»، كما تقول الدكتورة ريتشاردسون.