خطير .. تناول القمح الكامل وعلاقته بتدمير الجسم

هل تناول كثير من القمح يمكن أن يكون عاملاً مسبباً لمشكلات صحية متعددة مثل تكون دهون البطن الحشوية، زيادة حب الشباب، مشكلات المفاصل والتهابها، القولون العصبي، ارتجاع الأحماض، حالات الرغبة الشديدة، سلوكيات إدمانية، ارتفاع المعدل العام لاستهلاك السعرات الحرارية، مرض السكري، أمراض القلب والشيخوخة المبكرة وأمراض المناعة الذاتية؟ للتأكد من ذلك علينا إلقاء نظرة على ما يلي.
إنها حقيقة يجب أن يعرفها كل شخص، فرغم أن الإنسان لا يتوقف عن تثقيف نفسه في مجال التغذية واللياقة البدنية وتناقل ما يكتشف بين الناس، فبغض النظر عن كم المعلومات التي حصل عليها أو الدراسات التي أجراها العلماء وخبراء التغذية والصحة عبر سنوات عدة، هناك دائما جديد يمكن تعلمه وبإمكانه المساعدة في تحسين صحتك للاستمتاع وللارتقاء بنوعية الحياة.
وبخصوص ذلك صدر كتاب جديد في علم التغذية بعنوان "Wheat Belly" قدمه الدكتور وليام ديفيس يحتوي على معلومات شديدة الأهمية أحدها يتعلق بتناول القمح الذي يعتبر أحد أكبر مصادر السعرات الحرارية في النظام الغذائي للفرد العادي (جنبا إلى جنب مع الذرة وفول الصويا وكلاهما سيء).

مصدر الخطر:

يكمن الخطر هنا في أن معظم الناس تتناول القمح تقريبا في كل وجبة فنجد الخبز، الكعك، الحبوب في وجبة الإفطار، تناول شطائر بالغداء، المقرمشات، المعجنات وغيرها من الوجبات الخفيفة التي يعتبر القمح المكون الأساسي بها.
وفي العشاء نجد الخبز على المائدة أو بعض الكيك أو غيرها من الحلويات وبهذا فإن يوم في حياة الشخص العادي يبدو وكأنه مكدس بالقمح.
ومن هنا يحذر خبراء التغذية من الإكثار من تناول القمح ويجب أن لا يمثل جزءاً كبيراً من نظامك الغذائي، ويرجع ذلك إلى سلبيات العناصر الغذائية المضادة الموجودة بمركبات العديد من الحبوب ومن ضمنها القمح والتي تمنع الجسم من امتصاص بعض المواد الغذائية والمعادن الهامة مما يؤدي إلى نقص مستوياتها بالجسم، هذا إذا كانت معظم وجباتك تحتوي على الحبوب.

الأسباب التي تجعل من القمح شيئاً مدمراً للصحة:-

1- القمح الذي نأكله اليوم يختلف كثيرا من الناحية البيوكيميائية عن القمح  الذي كان يوجد منذ خمسين عاما:

 والسبب هو أن القمح تعرض في العصر الحديث للتهجين بشكل كبير على مر السنين لزيادة محصوله وزيادة خصائص معينة في عميلة الخبز أو المذاق ولم يتم الالتفات لتأثيرات ذلك على صحة الإنسان ومن أخطرها التأثير على الجهاز الهضمي وكيفية معالجته للغذاء.
ويحذر الدكتور ديفيس بأن مجرد إحداث تغير صغير في بنية البروتين الموجود بالقمح يفسر الاختلاف بين رد فعل مناعي مدمر لبروتين القمح وبين عدم وجود رد فعل مناعي على الإطلاق.
ويحتوي القمح المهجن على جلوتين بروتيني غريب وجديد لم يتكيف معه الجهاز الهضمي حتى يمكنه الهضم بشكل صحيح، وبسبب كل هذا ارتفعت معدلات مرض الاضطرابات الهضمية وأمراض المناعة الذاتية التي تضاعفت أربعة أضعاف في الخمسين سنة الماضية.

الرسالة المراد توصيلها:

بناء على ما سبق عليك إدراك أنه حتى لو لم تصاب بالاضطرابات الهضمية أو الحساسية للجلوتين لا يعني ذلك أن التناول اليومي المستمر له لا يسبب التهاب الأمعاء المزمن والذي يؤدي على المدى الطويل إلى تلف جهازك الهضمي وأمراض المناعة، واعلم أن التهاب الأمعاء المزمن قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان ربما في وقت لاحق من الحياة.

2- للقمح خصائص مشابهة لعقاقير الإدمان الأفيونية:

يحتوي القمح على مركبات تسمى "exorphins" لها تأثير على المخ يشبه ما تسببه العقاقير الأفيونية وهذا ما يفسر حب الناس لمنتجات القمح من المعكرونة، الحبوب، الكعك وغيرها من الأطعمة وصعوبة تخليهم عنها، وعندما يتناولون أحدها يعاودون بسرعة لتناول المزيد والمزيد بينما إن تضمنت الوجبة على لحوم أو خضروات يشعر الإنسان بالرضا والشبع.

3- القمح يجعلك تستهلك مزيدا من السعرات الحرارية:

ربما يعود ذلك إلى الطبيعة الإدمانية لمنتجات القمح وحالات الرغبة الشديدة التي تلي تناولها، حيث أوضح الدكتور ديفيس أن من يتناولون القمح يأكلون مزيدا من السعرات الحرارية التي تفوق بكثير الأنظمة الغذائية الأخرى الخالية من الجلوتين.
ربما يكون ذلك بسبب نقص مركبات الـ "exorphins" وانخفاض دورة جلوكوز الأنسولين الذي يثير الجوع أو بعض العوامل الأخرى، ولكن التخلي عن القمح يقلل المقدار اليومي من السعرات الحرارية من 350 إلى 400 سعر، مع عدم وجود لمزيد من القيود على السعرات الحرارية، الدهون، الكربوهيدرات أو أحجام البروتين المتواجد بالوجبات، لا للأطباق الصغيرة، المضغ الجيد للطعام أو الوجبات الصغيرة المتتالية فقط عليك إخفاء القمح من على مائدتك.

الرسالة المراد توصيلها:

سهل جدا التحكم في المنسوب الكلي من السعرات التي تتناولها من خلال تجنب الأطعمة التي يعتمد تكوينها على القمح مثل الحبوب، الخبز، المعكرونة، الكعك والفطائر، باستثناء شطيرة واحدة في الأسبوع إذا لم يكن بمقدورك التخلي تماما عن القمح.

4- يرفع القمح من مستوى السكر في الدم أكثر مما يفعله تناول سكر المائدة نفسه:

هناك نوع معقد من الكربوهيدرات والتي تشمل القمح وتسمى "amylopectin A" وهي نوع فريد من الكربوهيدات يتم هضمها بسرعة كبيرة وتؤثر بشكل كبير على سكر الدم أكثر من المصادر الأخرى للكربوهيدرات.
ويصرح الدكتور ديفيس أن تناول شريحتين من خبز القمح الكامل أسوأ من شرب علبة من الصودا المحلاة بالسكر أو تناول قطعة من الحلوى.

الرسالة المراد توصيلها:

 القمح هو القمح سواء كان بسيطاً أو معقداً، يحتوي على نسبة عالية أو منخفضة من الألياف لأنه في جميع حالاته يرفع سكر الدم.

 5- الإفراط في تناول القمح يسبب الدهون الحشوية في البطن:

لدهون البطن أسباب متعددة أحدها تناول القمح لأنه يزيد السعرات الحرارية، رفع سكر الدم، التهاب الأمعاء حيث يتحد كل هذا ويزيد من دهون البطن وهي شيء خطير خاصة عندما تتراكم في الأمعاء وحول الأجهزة داخل الجسم تطلق جزيئات التهابية داخل نظام الجسم كله.

الرسالة المراد توصيلها:

تخلص من القمح وسوف تخسر دهون البطن بسرعة أكبر.

6- أعراض القولون العصبي وارتجاع حمض المعدة قد يتعلق بتناول القمح:

بالتخلي عن القمح يقل ارتجاع حمض المعدة ومشكلات القولون العصبي، فإذا كنت تعاني من هاتين المشكلتين يجب أن يخلو نظامك الغذائي من القمح لمدة تتراوح بين 2 إلى 3 أسابيع ولاحظ تحسن حالتك.
لن يضرك شيء إذا تخلصت من القمح لبعض الأسابيع بالإضافة إلى عدم وجود ضرورة لتناوله كل ما هنالك أنك ستفقد بعض الدهون الزائدة من البطن.

7- تناول القمح يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة:

تراكم الدهون بالجسم الناتج عن القمح يظهر علامات الشيخوخة مثل التجاعيد المبكرة.

8- الكثيرمن القمح يسبب حب الشباب:

يؤكد الدكتور ديفيس أن حب الشباب لا ينتج عن أسباب جينية إنما يعتمد تماما على نوعية الغذاء الذي يتناوله الفرد، ولاحظ ظهورها في المجتمعات التي تعتمد كثيرا على تناول القمح، بينما تخلو مجتمعات أخرى من هذه المشكلة لخلو غذائها منه.

9- القمح يساهم في الإصابة بأمراض القلب:

هناك جسيمات ضارة تسمى "LDL" في مجرى الدم يمكن وصفها بأنواع كبيرة منتفخة ( وهي لا تساهم في أمراض القلب) أو جسيمات الـ "LDL" الصغيرة والكثيفة ( وهي ما تساهم بالفعل في تراكم ترسبات وأمراض القلب).
ومن هنا فإن الأطعمة التي ترفع نسبة الجلوكوز في الدم هي ترجمة مباشرة لوجود كميات كبيرة من جسيمات الـ "LDL" الصغيرة الضارة ذات الترسبات.

10- تناول القمح يضيف عبئاً كبيراً من الأحماض التي يجب أن يتعامل جسمك معها:

تساهم نوعية الطعام الذي تتناوله على إنتاج المركبات الحمضية والقلوية، فيجب أن يكون الطعام به توازن حمضي، ويختل هذا التوازن عند إضافة الحبوب للمعادلة الغذائية حيث يتحول التوازن الحمضي القلوي إلى حمضي فقط.
وكلما ارتفعت الأحماض في ما تشرب أو تتناول كلما استنفذ جسمك ما به من كالسيوم ليعمل على تعادل وتنظيم درجة الحموضة بالجسم وينتج عن ذلك عظام ضعيفة وهشاشة كلما تقدمت في العمر.

11- للقمح صلة بالتهاب المفاصل:

كلما تناولنا مزيدا من القمح كلما ازدادت نسبة الـ "Glycation" وهي عملية تمثل تعديلاً لا رجعة فيه من البروتينات في الدم وأنسجة الجسم بما في ذلك المفاصل مثل الركبتين، الفخذين واليدين وتصبح الغضاريف الموجودة بالمفاصل عرضة لأن تصاب بهذه المشكلة ولا يمكن استنساخها.
المشكلة أن عملية الـ " Glycation" تراكمية مما يصيب الغضروف بالهشاشة والانهيار في نهاية المطاف وبعدها التهاب المفاصل وما ينتج عنها من آلام خطيرة.

الرسالة:

إذا رغبت في مفاصل صحية قلل تناول القمح.

هام .. هل نتخلص تماما من القمح في غذائنا أم نقلل منه؟

كما رأيت فيما سبق ذكره أن للقمح أضراراً كبيرة وخطيرة وفي المقابل ليس له فوائد إلا ما به من ألياف والتي يمكن الحصول عليها من أنواع أخرى من الطعام مثل الفواكه، المكسرات والخضروات بدون أن نعرض أنفسنا للضرر.
فلديك الاختيار الآن، فإذا كنت شخصاً يمكنه فعل أي شيء لتحسين حالته الصحية والحصول على جسم أفضل، في هذه الحالة يفضل إزالة القمح من نظامك الغذائي.
بينما إذا كنت مثل معظم الناس يصعب عليك التخلي عن منتجات القمح المختلفة يمكنك التقليل من تناوله إلى يوم واحد كل أسبوع.