البدانة على الطريقة الأميركية تزحف نحو فرنسا


حذر خبراء التغذية من أن الفرنسيين يسيرون على خطى الأميركيين في مجال انتشار البدانة. ووجهت الوكالة الفرنسية للأمن الغذائي الصحي اتهاما صريحا للشركات المنتجة للصناعات الغذائية التي تضيف المواد السكرية على منتجاتها بما يسهم في انتشار الإصابة بالبدانة التي باتت تصنف علميا مرضا يكتسب صفة الوباء.

وجاء في تقرير عن نشاطات الوكالة في العاصمة الفرنسية أن الحملة المضادة للبدانة بدأت تؤتي أكلها مع الاتجاه لإيقاف بيع الوجبات الخفيفة في المدارس وطرح المشكلة للنقاش من جانب النواب في الجمعية الوطنية.

وأظهر التقرير ارتفاع نسبة البالغين المصابين بالمرض في فرنسا من 6% عام 1980 إلى 11.3% عام 2003. أما الأطفال فقد زادت نسبتهم من 5% عام 1980 إلى 10% عام 1996 إلى 15% عام 2000 وهي نسبة مساوية لمثيلتها لدى الأطفال الأميركيين.

الآثار الجانبية :
وعلقت ماري آلين شارل المتخصصة في الأمراض الوبائية بالقول إن البدانة "تبدو إحدى الآثار الجانبية للتنمية الاقتصادية".

واعتبر أرنو بازديفو رئيس قسم التغذية في مستشفى أوتيل ديو الباريسي أن "الاستعداد الوراثي يلعب دورا في هذا المرض، لكنه لا يفسر هذا التقدم المدهش الذي يحققه مرض يعد قبل كل شيء شأنا بيئيا وسلوكيا".

وتوقع التقرير أن تتطابق نسبة إصابة الفرنسيين إجمالا بالمرض مع الأميركيين بحلول العام 2020. وأشار التقرير إلى تعريف منظمة الصحة العالمية للبدانة بأنها "زيادة كتلة الشحوم التي تؤدي إلى نتائج سيئة على الصحة".

ورأت المنظمة الدولية أن البدانة مسؤولة عالميا عن 25% من الإصابة بالسكتة الدماغية، و24% من مرض ارتفاع ضغط الدم، و24% من مرض السكري.

وأعلنت المنظمة أن مرض البدانة في أكثر صوره سوءا تضاعف في فرنسا من 0.3% إلى 0.6% بين العامين 1997 و2003، ليطال 300 ألف فرنسي.

البعد الاجتماعي :
وكشف التقرير عن البعد الاجتماعي في وباء البدانة. وأشار في هذا الصدد إلى ما قاله بازديفو من أنه ينتشر في 17% من الأسر التي يقل دخلها الشهري عن 900 يورو، بينما يقل إلى 8.1% من الأسر التي يزيد دخلها الشهري عن 5300 يورو.

وعلى مستوى الأطفال أوضح التقرير أن 6.5% من أبناء كبار الموظفين وأصحاب المهن الحرة يعانون البدانة مقابل 23% من أبناء العمال والعاطلين. 

وأوضح التقرير أن هناك "تسعة أهداف غذائية تتمتع بالأولوية" في هذا الصدد. وأضاف على لسان الباحث في المعهد الوطني للصحة سيرج هيربرج أن الأهداف تعمد إلى "تقليل تقدم البدانة بنسبة 20% لدى البالغين وإيقاف هذا التقدم لدى الأطفال" في فرنسا.

من جانبه قال جويل مينار المدير السابق للصحة إنه "يجب الانتظار على الأقل عشرة أو 20 عاما من أجل بلوغ هدف تخفيض الوزن المتوسط للفرنسيين".